خرافات عراقية في ذكرى 45لأستشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم

ذياب مهدي آل غلآم

 thiab11@yahoo.com

أساطير وخرافات عراقية عبد الكريم قاسم نموذجاً

كان يا مكان في قريب الزمان والمكان ومن الأساطير والخرافات العراقية كان المعلم العراقي غنياً براتبه يلبس أرقى البدلات ويتعطر بأثمن العطور، وأن الجمهورية العراقية الأولى التموزية الخالدة كانت تمنح المعلم رواتب العطلة الصيفية (ثلاث أشهر) مقدماً وكأنها تقول له سافر وأستمتع والمعلم يسافر كل سنة إلى ثلاثة أو أكثر من بلدان أوربا لمدة ثلاثة أشهر وعائلته ((مفرفشة)) وكانت أهزوجة شهيرة تقول ((لو مدرس لو ما أعرس)) المعلم وفي زمن 14 تموز الجمهورية كانت جامعة بغداد ورئيسها الأول العلامة الذري عبد الجبار عبد الله تنقل بعض أساتذتها بطائرة هليكوبتر لكي يلقوا محاضراتهم في كلية الفقه في النجف الأشرف ثم تعود بهم الطائرة إلى بغداد بعد انتهاء محاضراتهم {أنتم لن تصدوقوا هذه الخرافة } ومن المفارقة أن ذلك المعلم لم يكن له عيداً يحتفل به أما بعد أن عينت له (الثورة العروبجية القومجية) عيداً فلقد صار المسكين (يحتفل) بعيده صباحاً ويبيع السجائر وأشياء أخرى في العصاري متخفياً عن تلاميذه ،كم كان لدينا (أعياد) في زمن بلاد العرب أوطانِ...ولكن بدون هلال .

ومعلماً في الشامية يحبه طلابه وتلاميذه صديقه الخاص (مكوجي) يدعى (جلوب) يحب الفقراء والفلاحين ويختلط معهم وينبذ الإقطاع وأهله وهذا المعلم الأسطورة فجر ثورة 14 تموز الخالدة 1958 وكان فجر العراق الجديد الشهيد المعلم الزعيم عبد الكريم قاسم ومن في الدنيا شاهده العراقيون السومريون في القمر سواه فهو أبن القمر وهل هذه من أساطيرهم ….؟أنه الحب.

وعندما كنا طلاب في الجامعة نحسد أبناء المعلم حيث تأتيه حوالة شهرياً(ثلاثة دنانير) كانت تكفينا للعيش مرفهين لمدة أسبوعين أو أكثر نأكل الدجاج والسمك المسكوف ونشتري ما نشاء من الكتب والمجلات (بدينار واحد كنا نشتري أكثر من عشرة كتب أو عشرين مجلة !!) والأساطير كثيرة حول المعلم في ذلك الزمان والانتقال إلى (أساطير) أخرى أبعد عن التصديق قياساً إلى عراق الثمانينات والتسعينات وعراق الألفين فلقد كان الطالب الموقوف (لأسباب سياسية) يستطيع أن يشارك في الامتحانات الوزارية (معقولة ؟!) نعم فقد كان أهل الطالب يحملون أليه كتبه المدرسية الى التوقيف وفي أيام الامتحانات يصطحبه شرطي الى قاعة الامتحان ويبقى الشرطي (أبو إسماعيل) خارج القاعة وقد نجح الكثيرون وهم في التوقيف ويحكي الشاعر المبدع كاظم الحجاج (خرافة) أخرى في أوائل الستينات كان في البصرة فنان تشكيلي معروف أسمه (هادي الصكر) وكان موقوفاً لأنه شيوعي وكان طالباً في الإعدادية وكان يرسم وهو في داخل التوقيف (أم هادي) تحمل صور ورسومات أبنها من التوقيف إلى أصدقائه الذين يضعون رسومه المائية في إطارات زجاجية ويعلقونها في (قاعة التربية) حيث المعرض السنوي لتربية البصرة والمعلم شامخاً بهذا الإنجاز والغريب الخرافي الأسطوري أن (هادي الصكر) كان يفوز سنوياً بالجائزة الأولى والجميع يعرف أنه شيوعي موقوف!!

ومن خرافات حمائم الفراديس العراقية نحن أطفال الوطن في الابتدائية لنا محفوظة جميلة عندما يصرخ مراقب الصف (قيام) نصدح بصوت واحد:

قـوموا قيام قـوموا قيام

أخذوا سلام أخذوا سلام

جـاء زعيم عبد الكريم

وأخيراً يا سادة يا كرام نحن نطمح بأن يصير العراق (سويسرا) ثانية لكننا نسأل الله فقط أن يعيده إلى ما كان عليه قبل خمسين عاما بقواه الوطنية التقدمية حين كان (المعلم) معلماً وحين كان السفر متعه وحين كان الإنسان العراقي أنساناً والعراق عراقاً حيث كان القانون يجعل رجل الأمن يقود الموقوف إلى قاعة الامتحان ويتحدث معه بأبوة كيف كانت أجابته؟!.

كما نسأل الله أن يعيد ألينا أهوارنا وبساتين نخيلنا وموزنا (أبو النقطة) وزيتوننا (أعني الزيتون الأسود فقط) أما الأخضر فلا أعاده الله علينا .

وكذلك التفاح (أبو خد وخد) وعنبر الشامية الخضراوي والذي يشم رائحته سابع جار !!

ونغني (جلجل علينه الرمان نومي فزعله) وعلى (شواطي دجلة مـــر) ونرقص بإيقاع الهجع ونغني (أجل بنك يا ليلي) وناظم الغزالي بلبل الرافدين يطير بنا بشدوه العراقي الأصيل:

تصبح على خير أحلى أيامك

في أمان الله أتهنى بأحلامك

تصبح على خير.....ونسأل الله ان يعجل في خروج المخلص كيفما يشاء حتى يخلصنا من هؤلاء الذين يدعون مرجعياته اقصد المهدي...ويخلص العراق والعراقيين من جيشه وجنده وانصاره يوم لانصير له سوى الله واصحابه النجباء قولوا معي أمين....؟؟؟

(تصبحوا على وطن)

-----------------------

ملاحظة :

من بهارات الشاعر كاظم الحجاج

الإنسان (الصالح)

(أقدس من الصخرة والحجر والكتب والقباب)

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com