في زيارة قام بها القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى وعضو مجلس النواب العراقي وإمام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير إلى مدينة الديوانية،التقى بجمع من المؤمنين وألقى فيهم كلمة عصماء تناول فيها الأوضاع في العراق عامة ومدن الوسط والجنوب خاصة،ثم تطرق إلى الغرض الأساس الذي جاء من أجله،وهو قانون الأقاليم واحتمالية طرحه للتصويت الشعبي،مبينا أن القانون المذكور هو الكفيل بحل المشاكل وإنهاء المعانات الدائمة لسكان هذه المحافظات المبتلاة بالدكتاتورية..!!!لأن المشروع المذكور سيجعل قادة الائتلاف العراقي قادرين على توفير احتياجات المواطنين وتحقيق طموحاتهم في الكهرباء الحرة الرغيدة،ومواد البطاقة التموينية المحجوبة عنهم،بسبب الحكومة المركزية،لأن الأقاليم تعني بالعربي الفصيح(أبيتنه  انفرهد بيه وشلها غرض بينا الناس) وأن الأقاليم ستحقق الرفاهه الاجتماعية والحقوق المشروعة للمواطنين ،وأن الكهرباء ستكون (24 ساعة)والمواد الغذائية ستوفر بشكل كامل إذا صوت الشعب على أقاليمه المستقلة،ناهيك عن الأعمار والبناء الذي سيجعل من هذه المدن على أحدث المواصفات الغربية – الإيرانية.

ويبدوا أن الشيخ الصغير تصور أن الناس (هنود)بعد أن رآهم سود، ويصدقون شقشقة لسانه،فالجميع يرى أمام عينيه ما يجري في ظل حكم الائتلاف العراقي الموحد من فساد وإفساد طال كل شيء،ويرون ما يجري من سرقات مفضوحة لأموال البناء والأعمار من قبل المافيا الدينية المتسلطة على رقاب الآمنين،وكيف هيمن السادة الجدد على مقدرات البلاد والعباد،ومارسوا الأعمال المفضوحة التي يندى لها الجبين،وأن المليشيات الدينية التي يهيمن عليها قادة الأحزاب الدينية وأئمة الجوامع الوطنية تمارس عمليات القتل والخطف والذبح والسرقة في رابعة النهار،دون خوف من حسيب أو خشية من رقيب،بعد أن أصبح الشرطة منها والأمن معها،والحكومة تدعمها،ولنا أن نسأل الشيخ الصغير من هي الأحزاب الحاكمة في وسط وجنوب العراق؟ومن هو الحزب المهيمن على أدارة هذه المحافظات،أليس هو المجلس الإسلامي الأعمى الذي يمسك بيد من حديد على زمام الإدارة وقام بتصفية المخالفين بالقتل والأغراء والإكراه حتى أصبح الحاكم بأمر الله في بلاد الرافدين،هل يحكم هذه المناطق مسيحي أو يزيدي أو صابئي أو كردي أو علماني أو سني،أليست العمامة الإسلامية هي الحاكم الفعلي وهي المسيطر على هذه المحافظات،وأن ما يجري وراءه رجال الدين بقضهم وقضيضهم بعد أن أصبحوا من أصحاب الأملاك وسادة التجارة وجهابذة الإدارة،وشيوخ الدعارة،أم أنه يحاول أن يلمح إلى أن حزبه العظيم يهيمن على مقدرات السلطة العراقية،وهو السبب وراء انقطاع الكهرباء الدائم،ويساومهم على الموافقة على مشروعه أو يبقون في هذا الظلام الدامس،وهل أن خطابه هذا نوع من التهديد المبطن،وهذه المساومة الرخيصة تعني أن ما يجري من فساد في وزارة التجارة والكهرباء وراءه الأيدي الائتلافية حتى يرضخ المواطنون للأمر الموقع ويقروا الفيدرالية أو يكون مصيرهم قطع الأرزاق وقطع الأعناق والموت جوعا والعيش في الظلام،أن الابتزاز الواضح في كلام الشيخ الصغير يخفي وراءه أهداف بعيدة المدى ترمي لابتزاز الناس وإجبارهم على الرضوخ لإرادة القوى المسيطرة،وأن الوزراء الممسكين بزمام الإدارة في الوزارات الخدمية هم من المؤلفة قلوبهم،ابتداء من وزير النفط الراثي حسين الشهرستاني اليعربي الأصيل النازح من شهرستان الكائنة في بلاد عدنان وقحطان،وانتهاء بوزير المالية المؤمن بالله واليوم الآخر والمعروف في أسواق البقالة التي أهلته أن يكون وزيرا للمالية في الحكومة العراقية،او وزير التربية الملا الذي لا يعرف من شؤون التربية شيئا لأنه أمضى عمره الشريف في الجوامع ساجدا راكعا عابدا متبتلا من خشية الله وتخرج منها قاتلا سارقا لأموال الله،أو وزير البلديات المؤمن بان المال من أوساخ الدنيا فكان يجمعه مع القمامة لينفقه بما يرضي الله،او وزير الزراعة المقدام الذي وصلت الزراعة في زمنه إلى أدنى مستوياتها وأصبح العراقيون يستوردون الفواكه والبصل من دول الجوار العراقي وخصوصا السيدة المصونة إيران،أو وزير الصحة المتخرج من جامعة طهران لطب الإعشاب وأصبح العراق في زمنه بلد الأمراض المزمنة والأوبئة المعدية،فيستورد لنا حفظه الله الأنبولات المعفرة بالايدز،أو ..أو.. فالقائمة تطول في هذه الوزارات الطريفة والدوائر الشريفة،التي يديرها عفيف وعفيفة حتى ظهرت منها (الجيفة)وجميع هذه الوزارات يديرها الائتلاف الموحد الذي صار هذه الأيام الاختلاف المسدد بعد أن اختلف قادته الأشاوس على غنائم المعركة العراقية ،وأحس بعضهم إنهم قد غبنوا في هذا التقسيم ولم يحصلوا على حقهم العظيم بما يفرضه الصراط المستقيم،وقد أصبحوا والحمد لله أكثر من أبناء العوجة اعوجاجا،لأنهم أكلوا اللحم والعظم وأولئك نهشوا اللحوم وتركوا العظام يلعقها الشعب العراقي المسكين.

   إن المأساة أو الملهاة العراقية  يتحمل أوزارها الائتلاف الموحد ومن طبل له من المؤمنين او رقص له من رجال الدين،فوزراء السنة انسحبوا من الحكومة العراقية،والأكراد استلموا الوزارات التي تخدم قضيتهم القومية،والعراقية أعطيت وزارات تشريفية ليس بها أموال أو ترضي الأطفال، وانحصرت الوزارات المهمة بأيدي أصحاب الكفاءة والهمة الائتلافين ،فكيف يعزوا هذا الفشل ويبرره وهل يستطيع مواجهة الناس بالحقائق المرة أم سيحاول التبرير بان ما يسرقه جماعته أفضل من أن يسرقه صدام وكأن العراقيين ناضلوا لسنوات لتبديل (الكحبة) ب (ترس)،أو يرجع ذاك لكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الأئمة الأطهار الذين يتبرءون من هؤلاء اللصوص،فقد كان الأمام علي موصوفا بالعدل والنزاهة،فكيف للصغير وجماعته الادعاء بأنهم يمثلون آل البيت،وآل البيت أنزه من أن يكون هؤلاء اللقطاء ممثلين لهم،ولا أدري ماذا سيقول للناس في الانتخابات الجديدة الصغير وجماعته من المؤتلفة قلوبهم بعد نأأن ثبت للناس أن طريق الجنة لا يمر عبر الأئتلاف أو من شايع الأئتلافأأن أ أن ظهر للناس أن طريق الجنة لا يمر عبر الائتلاف أو الاختلاف وإنما يمر عبر العمل النافع والتصرف النزيه.

والآن الكرة في ملعب الشعب فهل سيخدع مرة ثانية وينتخب من سرقه وأذاقه الويلات،ومرر عليه المشاريع الرامية إلى تجويعه وإذلاله وجعله تابعا للأجانب،هذا ما تثبته الأيام القادمة ،ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com