قبل أيام أعلن السيد وزير الرياضة والشباب عن الشروع بتشييد مدينة رياضية رحبة في البصرة هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، تكتمل في عام 2013 لأقامة الدورة الرياضية الخليجية حينئذ ، والى جانبها ستتم أقامة مدينة ترفيهية حديثة. لابد من الأشارة هنا الى أن مثل هذه الخطوة الهامة تسجّل للسيد الوزير المعروف بحيويته ونشاطه وليس لمسؤولي محافظة البصرة المنشغلين بأمور اخرى! مايثير الأستغراب في مثل هذه الخطوة ، التي تبدو ريادية في مظهرها ، أن هذه المدينة الضخمة (كلفتها الأجمالية  650 مليار دينار) تقام في مدينة عريقة أسمها يملأ الآفاق لكنها تعيش منذ زمن بعيد حالة ماساوية مزرية يرثى لها الى حد كبير. هنا يتسائل المواطن البصري البسيط: ماذا ستفيدني مثل هذه المدينة الحديثة في وقت أعيش فيه وضعا معاشيا صعبا للغاية ، فلا مسكن ولاخدمات بلدية ولاشوارع نظيفة أنما أطلال أو طرق متصدعة وأوساخ تخيم على الكثير من مناطق البصرة وكهرباء سيئة على الدوام. أما كان الأحرى بالحكومة أن تعمد الى بناء مجمعات سكنية لذوي الدخل المحدود وأخرى للكوادر العلمية المهمة مثلما هو الحال في البلدان الأشتراكية السابقة أو دول الخليج لضمان كرامة الأنسان قبل كل شيء؟ لماذا أذن مثل هذه الخطوة الأستعراضية المكلفة جدا؟!

البصريون هذه الأيام يبكون على ماض تليد وسمعة ثقافية مدوية تكاد تذهب أدراج الرياح ؛ أنهم ينظرون بالم وحسرة الى مدينتهم – الميناء التي تكاد تختنق من جراء الأهمال واللامبالاة من جانب أولي الأمر فيها الذين أنصرف الكثير منهم الى أموره الخاصة وتطلعاته الأنانية وجمع المال الحرام . أنها مدينة مسكينة عاث فيها المفسدون في الأرض ، خاصة بعد عام  2003 بشكل مكشوف وشفاف دون رقيب أو حسيب!!

هنا لابد من القول: لماذا تعيش ثغر العراق المأساة القائمة حاليا في وقت تزدهر فيه مدن كردستان وتعيش نهضة كبرى؟! هل  أصبح أبناء البصرة مواطنين من الدرجة الثانية؟! متى يتم أنصاف هذه المدينة المظلومة دوما والتي تحملت كل صنوف المصائب والعذاب؟ لماذا يغمط مسؤولو البصرة حقوق أبناءها وهم من المدينة هذه الأيام؟! اسئلة يتعين على الحكومة المركزية أن تلتفت اليها وأن تجد الحلول السريعة لها قبل أنفراط العقد وضياع الفرصة التاريخية المتاحة اليوم!!

لتكن أسوتنا من التاريخين القديم والحديث ، فذا الأمام علي بن أبي طالب (ع) يقف في مقدمة الزعماء الخالدين لأنه ظل لصيقا بالفقراء والمحتاجين ؛ وفي ركبه يسير الزعيم عبدالكريم قاسم الذي مايزال الناس هذه الأيام يترحمون عليه ويدافعون عنه لأنه خدم الفقراء منهم ولم يخرج من الدنيا بشيء يذكر.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com