|
الحالة الفرعونية في المؤسسات والمراكز الدينية توطئة ان التغيرات السريعة والمفاجئة لشكل ونظام ادارة المراكز الدينية والمؤسسات وحتى الحوزات الدينية يتطلب ايضا تطوير تنظيم عمل كل منها بالشكل الذي يؤمن حمايتها ويرعى شؤونها ويلبي مطالب الجماهير ويعزز الحالة الاكاديمية لها وفي هذه المقالة سنبين جزء من تاريخ الحركة العلمية الدينية المعاصرة بالاشارة الى رجالها المعروفين والمتميزين منهم عن طريق ذكر نموذج معين وهذا لايعني تغافل الاخرين فالمجال لايتسع لذكر الجميع من العلماء الابرار.. كما سيتضح لنا من خلال الاستقراء العام ان نمو مظاهر الحركة الدينية والتغييرات السياسية في بعض البلدان جعل بعض ضعاف النفوس يتخذون من زي لباس الدين طريقا لاختراق النظام والتطفل عليه ومحاولة تخريبه من الداخل لاغراض سياسية اومذهبية او مادية او نفسية مزاجية الى غير ذلك من الوجوه غير الاخلاقية التي لاتتناسب مع القيم والمبادئ الدينية السامية ويشجع على ظهور الحالة الفرعونية بين طبقات العلم ويساعد على ظهور اشباه علماء وانصاف رجال دين ليس لهم حظ من العلم والدين والمعرفة الا من حيث المظهر فقط.
رجال دين اوفياء كنا نعرف رجل الدين من خلال امامته للناس في المسجد في المناطق السكنية ومن خلال مانعلمه من عظم مكانته العلمية بالشهرة.. وكان الناس يرجعون اليه في المسائل الفقهية وفي الصلوات اليومية وفي مشاركته في تنظيم الحياة الاجتماعية كالزواج والاصلاح بين الناس ومن خلال صلاة العيد وخطبته، والمسائل التي تتعلق بالخمس والزكاة وغيرها من الامور. وبعد نشوء الحركة الدينية والسياسية العصرية وظهور حركات وتنظيمات دينية للوقوف ضد التيارات الحديثة الداعية الى فصل الدين عن الحياة او محاربة الدين ورجاله من اجل الغائه وابعاده عن الحياة وظهور التاثيرات الفلسفية في السياسة والفكر والاقتصاد كالراسمالية والاشتراكية وانتشار الافكار المادية كافكار عالم الحيوان الانجليزي تشارلز روبرت داروين صاحب نظرية التطور ومبدا الانتخاب الطبيعي في عملية النشوء والارتقاء والذي كان يردس الطب واللاهوت في الجامعة.. وفلسفة التربية وفق اراء الطبيب النفساني النمساوي سيجمند فرويد وافكار الفيلسوف الالماني كارل ماركس المنظرين الرسميين الاساسيين مايدعى اليوم بالاشتراكية العلمية او الشيوعية المعاصرة وهو سياسي وصحفي ومنظر اجتماعي ويعتبر مع صديقه فريدريك انجلز وامتداد تلك الافكار بطريق المحامي الروسي فلاديمير ايليبتش ايفانوف المعروف ب (لينين) وجوزيف فيساريونوفيتش ستالين الروسي ايضا الذي درس لفترة في المدرسة الروسية للمسيحية الأرثودوكسية وكذلك افكار الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي عرف عنه اهتمامه بالفلسفة الوجودية واشتغل في حياته استاذا .. وفق هذا الصراع الذي ارتسم عن طريق اصحاب الافكار المتباينة نشات كما ذكرنا حركة دينية تجديدية سنية وشيعية كحركة الاخوان المسلمين وحركة حزب التحرير في مصر وسوريا والعراق وكما تاسست حركات شيعية في العراق وايران كحركة الشباب المسلم وحزب الدعوة.. وكان طبيعيا ظهور طبقة من المعممين والمثقفين الذين اسهمت الحوزات الدينية في ظهورهم كالمفكر الشيخ باقر شريف القرشي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر والمرحوم العلامة الشيخ الدكتور احمد الوائلي والشيخ القاضي محمد جواد مغنية وغيرهم. كما اسهمت الحوزة العلمية في قم والنجف فيما بعد ظهور الدولة الاسلامية في ايران في التاسيس لانتشار العلوم الدينية وظهرت طبقة من المعممين بشكل متنامي.
واشباه رجال الدين ولكن الغريب حديثا ظهور طبقة من المعممين تشمل صغار السن بصورة عامة وحزبيين من احزاب ليست لها علاقة بالدين من قريب او من بعيد الا بالقدر الذي يؤمن لها اختراق صفوف الشعب والحركات الدينية لتمرير مخططات قادتهم.. وقد تكون هناك اهداف اخرى وراء ظهور هذه الحالات كالطمع في استلام الحقوق الشرعية او الاستفادة من الاموال التي توزعها بعض الحركات الدينية السياسية وهذا الامر يشكل خطرا كبيرا على الحالة الطبيعية لطبقة العلماء.
علماء وكما ذكرنا كنا نعرف العلماء باسماء مشهورة بالعلم والتقوى والثقافة والاستقامة والعدالة وعدم الغوض في الباطل والعمل على احقاق الحق والتفقه في الدين والالتزام بالقيم والمبادئ والتعفف والاحسان الى الغير والسؤال عن المحتاجين والضعفاء وتفقد المرضى والرعية بين حين واخر وصرف الاموال على الايتام والعوائل المتعففة وزيارة الائمة عليهم السلام وتاليف الكتب المهمة ولنا ان نذكر من هذه الاسماء اللامعة السيد ابو الحسن الاصفهاني والسيد محسن الحكيم والسيد ابو القاسم الموسوي الخوئي والسيد محمد الشيرازي والسيد محمد باقر الصد والسيد محمد صادق الصدرروالسيد عبد الاعلى السبزواري صاحب تفسير مواهب الرحمن والسيد علي الحسيني السيستاني ادام الله ظله والسيد محمد سعيد الحكيم والشيخ بشير النجفي والشيخ اسحق الفياض والسيد صادق الحسيني الشيرازي ادام ظلهم جميعا والسيد روح الله الموسوي الخميني صاحب كتاب الاربعون حديثا والروحاني والعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم صاحب تفسير الميزان ممن لهم مؤلفات مهمة وكثيرة كالسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي صاحب كتاب المراجعات. وبرز علماء نشيطين على الساحة الدينية العقائدية والسياسية كالسيد حسن الشيرازي والسيد محمد رضا الشيرازي والسيد مرتضى الشيرازي والشيخ حسن رضا الغديري. وبرزت طبقة مهمة من العلكاء المثقفين الذين اهتموا بالدروس والمناظرات والمناقشلت وفي الفكر والثقافة والدين كالسيد محيي الدين الموسوي الغريفي والشيخ محمد تقي الايرواني والشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ علي الكوراني والسيد محمد حسين فضل الله والسيد مرتضى العسكري صاحب كتاب معالم المدرستين والسيد محمد باقر الحكيم ورحم الله منهم الاحياء والاموات وحشرهم مع محمد وال محمد صلوات الله عليه وعلى اله الطاهرين ورضي الله عن التابعين لهم يوم الدين. كما كانت هناك طبقة مجهولة من العلماء بين الناس ولكن كان لها المكانة بين العلماء والمهتمين بالفكر والسياسة وكان من هذه النخبة الشيخ عز الدين محمد الجواد الجزائري رائد الحركة التنظيمية في العراق (راجع كتاب عز الدين الجزائري رائد الحركة التنظيمية في العراق للمؤلف الدكتور السيد جودت القزويني).. وكان ايضا العلامة السيد مسلم الحسيني الحلي احد هؤلاء العلماء الذين ساهموا في اثراء المسيرة والتاثير في الشباب المسلم. وتدريس العلوم الدينية على مستوى الدارسين من الطبقة الاولى امثال المرجع الديني السيد علاء الدين الموسوي الغريفي والعلامة السيد كمال الحيدري. وعلى المستوى الجامعي من الاساتذة والتلاميذ وطبقات المثقفين. وبرز خطباء مساجد متميزين في اوقات التثقيف الديني والسياسي امثال الشيخ عفيف النابلسي والشيخ عبد الجبار البصري وقراء حسينيين امثال المرحوم عبد الزهرة الكعبي، والسيد صدر الدين الشهرستاني في كربلاء المقدسة والشيخ عبد الحميد المهاجر والسيد هادي المدرسي والسيد محمد تقي المدرسي. وفي بلادالغرب والغربة برز علماء وخطباء امثال الشيخ محسن الاراكي والشيخ عبد الزهرة البندر والسيد فاضل الحسيني الميلاني والسيد قاسم الجلالي والسيد محمد الموسوي والسيد احمد النواب. كما برزت طبقة من العلماء الذين اهتموا بالثقافة الجماهيرية والبرلمانية امثال السيد عبد العزيز بن السيد محسن الحكيم والسيد محمد رضا الغريفي والسيد محمد الحيدري والشيخ جلال الدين الصغير والسيد صدر الدين القبانجي والسيد احمد الصافي والشيخ مهدي الكربلائي والشيخ خالد عبد الوهاب الملا والشيخ همام حمودي والسيد حسين الصدر في الكاظمية والسيد حسين الصدر في بلاد الغرب والسيد محمد بحر العلوم.
وانصاف علماء وبعد هذا الذي قدمناه من نبذه عن الناريخ المعاصر الحديث اصبحنا نرى طبقة من المعممين من الشباب وغير الشباب من الذين تنقصهم ابسط المعارف الدينية ومن المؤسف ان يعتلي بعض هؤلاء المنبر بسبب او باخر كان يكون السبب سياسيا اوحزبيا او طائفيا او بدوافع الطمع او التطفل.
معممون من احزاب علمانية ليس جديدا ان يلبس الانسان لباس غيره ونعني باللباس هنا التلبس بثقافة معينة او دين معين وتقمص دور غير حقيقي لايمثل ذات الانسان وانما يمثل حالة " يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون " سورة الأعراف - سورة 7 - آية 26.. فقد دخل البعض في الدين من باب النفاق وهي حالة طالما عانى منها الرسل والانبياء والاولياء والمصلحين.
زي لباس رجل الدين ان انخراط اعداد كبيرة من المعممين ممن لبسوا العمائم بدون استحقاق وبسبب الاطماع والاغراض السياسية والطائفية المختلفة يلزم ان نتوقف على لباس رجل الدين لكي نستطيع ان نؤمن الاستحقاق ونشير الى العالم الحق والمدعي الدخيل، وهنا نقترح ان تحافظ الطبقة العليا للمرجعية على لباسها التقليدي، ويعمم لباس خاص مختلف قليلا لبقية المستويات.. فلباس - طالب العلم الجديد - ينبغي ان يكون مختلفا ولو قليلا عن لباس الطبقة الاولى من العلماء، وقس على ذلك بقية المستويات. فطلاب المقدمات لابد ان يختلف قليلا عن لباس من يدرس في مستوى السطوح، ولباس الذي يدرس في بحث الخارج لابد ان يختلف قليلا عن لباس من يدرس السطوح، كما ينبغي ان يكون لباس الخطباء في المساجد يختلف قليلا عن لباس العالم الدارس ولاباس ان يكون هناك اشارة مثلا يلبسها رجل الدين على صدره او ذراعه او ماشابه ذلك مشيرا الى درجته العلمية.. ومن الافضل ان يزود كل منهم بهوية تشير الى مرحلته العلمية والدراسية والوظيفية لكي نميز الدخيل عن الاصيل.. وان لم يكن هذا المقترح متكاملا فلنفكر ان نخطط لتنظيم امورنا بالشكل الذي يعزز النظام ويعززالهيبة في نفوس الجماهير التي اختلط عليها الامر واصبحت لاتميز احيانا بين الغث والسمين. وعليه لابد من العمل على اجراء بعض الاصلاحات التطويرية وتحديد بعض الامور التي تساعد على رفع المستوى الاداري للمراكز والمؤسسات الدينية: اولا: تحديد مراتب رجال الدين من المعممين. ثانيا: تحديد طبقة المجتهدين. ثالثا: تحديد طبقة العلماء المتقدمين من اصحاب الخبرة. رابعا: تحديد طبقة الطلاب الدارسين وسنوات دراستهم. خامسا: اعادة النظر في لباس رجل الدين بالنسبة لطبقات منازلهم العلمية والدراسية واعتماد مقياس موحد للحفاظ على منازل وطبقات العلماء والدارسين. سادسا: الحاجة الى اصدار هويات تمثل الحالة الفعلية للعالم والدارس والمعمم وتزويد الدارسين بهوية بدل اللباس الديني في بعض الاحيان اذا اقتضى الامر. سابعا: توزيع الشهادات العلمية الدينية الموثقة الصادرة عن زعامة الحوزة العلمية. ثامنا: الحاجة الى تشكيل لجان عصرية تنظم شؤون الشهادات العلمية الدراسية الدينية. تاسعا: تنظيم تخويل عمل الخطباء داخل المساجد والجوامع وبيوت العبادة. ان اتخاذ اجراءات تطويرية في صفوف رجال الدين سيحدد المقياس العددي لرجال الدين ويمنع احتمالات اختراق المتطفلين ويحافظ على لصفوف المعممين وطلاب الدراسة الدينيةهرم الحوزة الدينية ويحكم انضبااطها ويعمل على صيانة المؤسسات والمراكز الدينية من الاختراقات المحتملة.. وان مثل هذه الاجراءات ستقلل فرص ظهور حالات فرعونية تخترق صفوف طبقات علماء الدين والمخلصين من الدارسين للعلوم الدينية. المصادر القران الكريم موقع السراج في الطريق الى الله للشيخ حبيب الكاظمي وهو من النشطاء في بث الثقافة والمعرفة الدينية الجماهيرية www.alreraj.net الويكيبيديا (الموسوعة الحرة ) – لاستكمال اسماء الفلاسفة والعلماء عن طري الباحث وتدقيق اسمائهم والقابهم العلمية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |