|
مَن هم الكورد الفيليون على أرض الواقع؟ جواب هذا السؤال يعرفه الجميع ، إنهم شريحة أساسية في تكوين المجتمع و أحد أضلاع البيت العراقي. هذه القومية وقعَ عليها الحيف والظلم بصورة مركّبة نتيجة السياسة المتعَمَدة في تجهيل الشارع العراقي و طمس الحقائق عن طبيعة الكورد الفيليين وإنحدارهم تاريخياً. فالحكومات العراقية الشوفينية المتعاقبة كانت تطلق عليهم مصطَلح أكراد إيران ، والفرس الإيرانيون يسمّونهم بعَجَم العراق . والحقيقة أنّهم ما كانوا منشطرين إلى قسمَين قبل ظهور الحدود الجغرافية الحديثة للبلدان ، بحيث جعَلت نصفهم في إيران والنصف الآخر في العراق، كما هو الحال مع أكراد الشمال ، الذين هم إمتداد لأكراد تركيا و شمال إيران وسوريا قبل ترسيم الحدود . ومما يؤسَف له انّ بعض الكورد (السورانيين والبهدنانيين) الشوفينيين الذين يتبجحون بإنحدارهم الآري، ينظرون إلى الفيليين على أنهم كورداً مِن الدرجة الثانية!! وهذه الظاهرة التي تعبّر عن ذهنيات متخلّفة ومريضة تجعلني أن أربط بينها وبين سياسة التمييز العنصري للكيان الصهيوني الإسرائيلي، الذي ينظر إلى يهود الغرب (الأشكيناز) كمواطنين مِن الدرجة الأولى ، ويهود الشرق (السفردين) سكان فلسطين الأصليين، مواطنين مِن الدرجة الثانية . أقول لأولئك المتخلّفين، أنّ الكورد الفيليين، هم قومية قائمة بذاتها و تعتز بكيانها الإجتماعي وليست ذيلاً للقوميات الأخرى .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |