الكورد الفيليون والتُهَم المُشَرِّفة
 


د . عبد علي عوض

kalafj@yahoo.fr

مَن هم الكورد الفيليون على أرض الواقع؟ جواب هذا السؤال يعرفه الجميع ، إنهم شريحة أساسية في تكوين المجتمع و أحد أضلاع البيت العراقي. هذه القومية وقعَ عليها الحيف والظلم بصورة مركّبة نتيجة السياسة المتعَمَدة في تجهيل الشارع العراقي و طمس الحقائق عن طبيعة الكورد الفيليين وإنحدارهم تاريخياً. فالحكومات العراقية الشوفينية المتعاقبة كانت تطلق عليهم مصطَلح أكراد إيران ، والفرس الإيرانيون يسمّونهم بعَجَم العراق . والحقيقة أنّهم ما كانوا منشطرين إلى قسمَين قبل ظهور الحدود الجغرافية الحديثة للبلدان ، بحيث جعَلت نصفهم في إيران والنصف الآخر في العراق، كما هو الحال مع أكراد الشمال ، الذين هم إمتداد لأكراد تركيا و شمال إيران وسوريا قبل ترسيم الحدود . ومما يؤسَف له انّ بعض الكورد (السورانيين والبهدنانيين) الشوفينيين الذين يتبجحون بإنحدارهم الآري، ينظرون إلى الفيليين على أنهم كورداً مِن الدرجة الثانية!! وهذه الظاهرة التي تعبّر عن ذهنيات متخلّفة ومريضة تجعلني أن أربط بينها وبين سياسة التمييز العنصري للكيان الصهيوني الإسرائيلي، الذي ينظر إلى يهود الغرب (الأشكيناز) كمواطنين مِن الدرجة الأولى ، ويهود الشرق (السفردين) سكان فلسطين الأصليين، مواطنين مِن الدرجة الثانية . أقول لأولئك المتخلّفين، أنّ الكورد الفيليين، هم قومية قائمة بذاتها و تعتز بكيانها الإجتماعي وليست ذيلاً للقوميات الأخرى .
وعندما جاء الحكم العارفي البعثي بعد إنقلاب 8 شباط عام 1963 الذي زرَعَ الحقد الطائفي والقومي، صَبَّ جامَّ غضبه و حقده على الكورد الفيليين ، لأنهم مُتهمون بتهمتي الإنتماء القومي (كردا) والإنتماء المذهبي للطائفة المغلوب على أمرها (شيعة). وعلى صعيد النضال الوطني حملوا السلاح دفاعاً عن ثورة 14 تموز ضد الردة البعثية الفاشية ، و رفضوا لا حقاً أن يجنّدوا أنفسهم و يكونوا أدوات قمع و بطش بيد صدام و نظامه الجلاّد ضدَّ أبناء وطنهم وشعبهم العراقي . فما كان من الطاغية إلاّ أن يقوم بإبادة قسمٍ منهم و ترحيل القسم الآخر إلى إيران . إنَّ التاريخ السياسي النضالي للشعب العراقي يزخر ويشهد بصلابة و شموخ هامات كثيرة مِن الكورد الفيليين في مقارعتهم للنظم الإستبدادية التي توالت على حكم العراق . فإقول لإخواني الفيليين ... أنكم محط إعتزاز، وما نُسِبَ اليكم مِن تُهم، فهي تُهَم مشَرِّفة والشعب العراقي يرفع رأسه بكم و بالتهم المنسوبة اليكم . إتهموكم بالعمالة ، نعم إنكم عملاء بإمتياز وإخلاص لوطنِكم العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com