|
طالعت مقالة لأحدهم يدلس ويذم ويشتم بها صناع حضارة العراق التاريخية والإسلامية على صفحة كتابات التي أقرأها كل صباح , ولم أبادر بالرد على أي مما يسطر بها من هرطقات سياسية ولوثات ذهنية تصل أحيانا حد المساس بمتبنيات الناس الدينية والعقائدية والتي تكفلها لهم النظم العلمانية قبل الإلاهية , ولم يعي هؤلاء أنهم يضعون أولى خطواتهم على بوابات الجحيم العراقي المتفجرة نفسيا ومعرفيا .. ولم يعوا أن رد الشر لا يرد إلا بالشر .. ولا يفل الحديد إلا الحديد .. ولكن مقالة هذا المتيتم البعثي فرضت عليً المبادرة بالرد .. يتعسف ذلك الموتور بوضوح فاضح بمقالته بإسقاط شتاته الذهني الذي إلتاث بحيض النهج البعثي وهو يحاول تزوير تاريخ أبناء الجنوب ويتهم صناع العراق وحضارته بالعجمة ويحاول الإستنجاد ببعض ما عشعش في رأسه من أوهام وخيال تاريخي أسست له المدرسة البعثية أن يجعل لقومه الأصالة ولغيرهم الهجانة.. ويبدو أن الرجل استبدت به الأمراض وفتكت به كوابيس إنفلات قرار السلطة من أيديهم فبدا يهرف بما لايعرف .. ويريد أن يفحم كل علماء الآثار والأحفوريات في العالم وعلماء التاريخ وعلم الجينات والمتاحف العالمية والآثار والواقع والتي تجمع أبحاثهم كلها على أن سكان الأهوار الحاليين هم السلالة الحية للسومريين , ويستدل على فتحه التاريخي بكلمة ( جا ) التي يتلفظها سكان الأهوار بأنهم هنود وبلوش ـ مع كامل احترامنا لإنسانية هذه الأقوام وثقافتهم ـ ويتغافل عن كلمة (ماكو) السومرية التي يتميز بها العراقيين والفضل يعود لسكان الأهوار في استمرارها وبقاء تلفظها للتدليل على عراقية كل عراقي ..وأحيله الى ما أورده الدون كيشوت في مقالته الأخيرة حول الالفاظ والمصطلحات المتداولة عند أهل الجنوب .. لا أريد أن أسرد تاريخ أبناء الجنوب بطريقة المنهج العلمي الموثق لأرد على هذا الذي لا أظنه يمييز بين الناقة والبعير.. ولا يعرف هل أن النعامة طير أم جمل .. لان لقبه لاتاريخ له في أرضنا ومدننا وإنتمائنا .. وقبل ذلك أقول لهذا (المتأيرخ) صحح لقبك قبل أن أنبزك بحفيد البرامكة والديلم , وإذا لديك القناعة في ما قلت عن الدخالة العشائرية فمن شيمنا الجنوبية قبلنا دخالتك كعراقي (ذاب جرش ويانه) إن لم يكن أصلك من بحر إيجه الذي جاءت منه القبائل الفلسطينية .. واحتلت أرض أبناء يعقوب أبن النبي إبراهيم الشروكي السومري العراقي .. وهل نقل علي بن ابي طالب عاصمة رسول الله لجغرافيتكم أم لكوفتنا لفهمه من نحن وماعظيم حاضنتنا المدنية والحضارية لرسالته ودينه وقد صدقنا ظن ابن ابي طالب وانطلقنا بحضارة الاسلام بقوة العلم والمعرفة والفلسفة والكلام والبيان لا بالغلظة والقساوة الصحراوية بيئة سادتك وأجدادك, التي هي الى اليوم لاينتج فقهها وفقهائها سوى الموت والدمار والذبح والنحر .. إيه يا هذا هل كان العزير وذا الكفل منا أم منكم .. وهل كان الحسن البصري والفراهيدي والأشعري وواصل بن عطاء والقاضي عبد الجبار المعتزلي واخوان الصفا والحلاج وابراهيم ابن الادهم والجنيد من جنوبنا أم منكم ...آه لو كان المرحوم ألفريد نوبل خصص جائزته في ذلك الزمان وربك لحصدناها كلها دون العالمين ولنالها أولهم أبا محسد .. وهل ابن حيان والكندي والفارابي وابن سينا وابن النديم وابن الهيثم وابن النفيس خريجوا معارفنا.. أم طلبة بعثات البعث الحصرية بمدنكم وقصباتكم .. وهل مدارس الكوفة والبصرة ونهوضهما المعرفي العلمي والفقهي والكلامي والفلسفي بحضارة الاسلام عندنا أم عندكم.. وسأل المسعودي والبغدادي والحافظ والطبري وابن الأثير سيدلوك على الدلالة التاريخية واللغوية لإصطلاح الشروكية وأثرهم في التاريخ البشري .. واذا لم تطمئن فاستنطق الترمذي والنسائي وابن ماجة والبخاري ومسلم وابن داود وابن حنبل وابو حنيفة يخبروك على قاعدة العنعنة عن نبي الاسلام من هم العراقيين الشروكية ..وما هو دورهم المستقبلي (كثيرا ما يشدني الغيب لانه يدفع الى الصفا الذهني والنفسي) ويستزيدك التصاقا بالمعرفة ..وهذه من محاسن الاستفزازات الثقافية والفكرية والتاريخية لدى البعض .. ولن احيلك الى الإمام جعفر الصادق والزنادقة الذين حاورهم بلطف ودعة ووداعة وود لانهم جنوبيين شروكية وقرعهم هشام ابن الحكم الشروكي العراقي تلميذ الصادق الذي فتق علم الكلام فتقا لأنك لن تصدق شهادته التاريخية لأنها تنقض المؤرخ البعثي وتمزق قواعده العلمية في التدوين ـ والتأرخة ـ ... أيه يا هذا فينا ومنا جمال الحياة وأدبها وآدابها.. منا المتنبي والحلي والرضي والمرتضى والجواهري وبهؤلاء أكتفي .. وفي بيئتكم ترعرعت الضواري والقوارض ومنها خرج الجنابي والدليمي ومشعان والعليان وابن عثيمين والزرقاوي وذاك بلا دين.. يا للفرق والمفارقة .. فطرنا الجمال فطرا ودعوناكم تتغنون به وأنبتم القبح والذبح في أرضنا يالسوء مصيركم وبؤس مآلكم بعد أن يتمتكم أمريكا ولم يبقى لكم سوى عويل الأرامل ونياح الثكالى ولكم تركناها فعيشوها وذوقوا عذاباتها ، فنحن يممنا وجوهنا صوب القيم الإنسانية والتكنلوجيا والاقتصاد وتربية القوة لخدمة الحق والحفاظ على الحقوق ... فنحن الحضارة وفاعليها فمن أنتم ؟ (جا) صف لي أحد له أثر في التاريخ من (صوبكم) (عجل يابه) نقبله حتى لو جاء عن طريق تاريخ الاستحاضة البعثية .. هل أزيد في صلاتك ركعتين كما الوليد .. ولكن لا أريد أن اكون إماما في محراب صلاتكم لان وضوئكم لم يكن بالنبيذ الخمري بل بدماء الطفولة العراقية , ولكن هذه المرة نمزق تاريخكم ونحتفظ بقرآننا وسومريتنا وما دونه جلجامشنا .. إيه أيها الداعون بلا عقل ولا إدراك ولا حنكة .. مع من تطالبونني أن اتصالح مع الذين مازالوا ينفون عني حتى إبداعي لحضارتي وعراقيتي أم مع الذين أفتوا بنحري أولادي وآبائي ونسائي في الشوارع والأسواق وجلبوا من كل مكان قصي كل شذاذ الآفاق وعتاة الجريمة تبا لقصر فهمكم وتعسا لزيف وعيكم السياسي المدجن .. هؤلاء ليس لهم إلا أن تتكرر عليهم مقولة ( لا يرد الشر إلا بالشر ) هذه مقالة أميركم إبن ابي طالب وليس مقالة طالب إبن واعي .. ولاحياة حرة مبدعة ولا عطاء إنساني ولااستقرار ولا أمن ولا تكنلوجيا ولا ازدهار اقتصادي مع هؤلاء الذين لايفهمون أي قيمة للإنسان إلا من خلال التسلط والاستبداد والاستعباد , وقد فشلت تجربة التعايش معهم على امتداد1400 عام والتي كان عنوانها الفاضح الصارخ الذبح والنحر والمجازر الدموية المتوالية بحقنا وتوجوها بما نعيشه اليوم من جزر للرؤوس وتقتيل للأطفال والنساء وهم اليوم المصداق الأمثل للغسيل الوسخ الذي كان يخفي عفونته التخوف السياسي من الأكثرية العددية , وتأكد فشل التجربة في الثمانين سنة الماضية عندما اقتضت المصلحة السياسية البريطانية أن تتشكل الجغرافية العراقية كما هي عليه الآن .. من هنا فشرط الاستقرار الأوحد الوحيد هو عودة العراق التاريخي الى وضعه الطبيعي الممتد على البقعة الجغرافية الجنوبية ولانخفي سرا إذا قلنا أن جغرافيتنا تشكل القوس العربي الشيعي على الخليج وليس الهلال الشيعي , وهذه ليست رغبة سياسية خاضعة لأمزجة وآراء الساسة ليكرروا علينا تجارب الفشل المستديم ودورة الذبح وتسلسل المجازر إنه قرار أبناء العراق وبناته حضارته الجنوبيين وحدهم هم فقط لاغير .. والآخرين أحرار في أختيار ما يشاؤون دولة اسلامية جمهورية بعثية ملكية هاشمية سلطنة عشائرية هم وما ينتجون ولهم أن يحصدو ما يزرعون ولهم دينهم .. ولنا ديننا وأصالتنا .. وسنجعل التاريخ يخون نفسه ونكرر رغم عنه إبداعنا وعطائنا الذي شهدت لنا به الدنيا .. والذي حاول أن ينكره حفيد البعث هذا لقد أعدنا كافة حساباتنا بشكل جذري في كل ما يتعلق بثرواتنا ومخزوننا من الطاقة الحيوية والتي تتراوح بين الأربعين والخمس وأربعين بالمائة من طاقة العالم تحتويها أرضنا الجنوبية أي بما يعادل أربعين مليار دولار سنويا , اي مائة وستين مليار دولار في أربع سنوات إنها ثروة هائلة ستبني أرصفت كل مدن الجنوب من الفضة وأعمدة الإضاءة ذهبا . لا بل ستقلب الفقر الجنوبي عاليه سافلا وستجعل في مرآب كل بيت جنوبي أربع سيارات موديل 2012 .. إن القرآن يبصق في وجوه أبناء الجنوب كل يوم وليلة وينعتنا بالسفهاء (والسفيه هو الذي لا يعرف كيف يسيطر على أمواله وثرواته) ويبذرها على الآخرين تحت ذريعة العراق الذي وحدته بريطانية من زاخو الى الفاو إنها خرافة وخدعة استحكمت في الذات الثقافية لبعض المتثيقفين ويتبناها زناة السياسة الذين لاحظ جغرافي أو توفيق تاريخي موثق يسعف تطلعاتهم في شعار العراق الموحد من زاخو الى الفاو .. ثم من هو هذا العراق الموحد بشكل تعسفي استبدادي والذي ملاء بيوتنا الجنوبية بالأرامل والأيتام والمرض والجوع والفقر بسبب حروب الوحدويين الوطنيين جدا التي دفع أبناء الجنوب بسببها مليون ضحية في حرب إيران دفاعا عن البوابة الشرقية للأمة العربية ونصف مليون ضحية في غزو الكويت لتقسيم الثروات بين الشعوب العربية ومازلنا ندفع بأرتال من الضحايا هذه المرة دفاعا عن التشيع في إيران ولم تزل أجسادنا وقودا لمشاريع الآخرين إنها السفاهة بلا حدود والغباء بلا قيود .. نعزيكم أيها الأشرار فقد أستعدنا خالص وعينا السياسي المنطلق وغاية إدراكنا المعرفي المتحفز لإنتزاع حقنا وحقوقنا ولن تغرينا وعود الآخرين ولن ترهبنا عبوات الحاقدين ولا يقتلع جذرنا تزييف أساتذة التلفيق التاريخي سنرد عليهم في إعمار مدننا وبناء إنساننا والسيطرة على ثرواتنا وأرضنا .. وندع أؤلائك ينفقون غيضا وفرقا .. وإن رضخوا للواقع وما يفرضه فتطلعاتنا هي هي .. والحضارة كلمة صادقة وحلم عاشه أجدادنا وحولوه الى حقيقة لن تقبل الذات المريضة تصديقها ونحن الوارثون له ولن نضيعه هذه المرة واستقرؤ تاريخ الأبناء الستة للنبي إدريس الذي أول من تكلم بالفلسفة هل أضاعوا إيمان أبيهم , عندها تأكدو أننا لن نفرط هذه المرة بهذه الفرصة التاريخية واختلال ميزان القوى لصالحنا والتي لن تتكرر وهي تمر مر السحاب في استعادت عراقنا ووجودنا ومستقبل أبنائنا لأننا بإختصار نبني للإنسانية ونساهم بإرتقاءها بإعتبارنا خلفاء الله في أرضه , لاخلفاء سلطة في دينه نقتسم الغنائم ونجبي الضرائب ونستعبد شعوب ونفتي بالذبح والموت.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |