الكثيرون منا، شاهد من على شاشة التلفزيون، قادة الجيش، وأمراء الوحدات، وشيوخ العشائر، والمحافظون، والكثير من شرائح المجتمع، وهم يوقعون وثائق العهد والوفاء للقائد المعجزة، والأكثر وفاء منهم، وقعوا تعهداتهم بدمائهم المدنسة، وأقسموا يمين الولاء، في الدفاع عن قائدهم حتى النفس الأخير، ولعل المضحك المبكي منه، أن أحد أمراء الأفواج قبل احتلال العراق بأيام، سأله قائده الملهم، كم أمريكيا يقتل جنودك؟فقال كل واحد منهم 120 جندي، أستغرب القائد الحبيب وسأله :كيف، قال على عدد الأطلاقات التي في جعبته، ضحك القائد ضحكته المصطنعة، التي يهتز لها بدنه المريض، وقال له (عفيه..عفيه..همه ذوله العراقيين) .وكثيرا ما رأينا المهاويل وهم يرد سون وقد بحت أصواتهم، بأهازيجهم الدنيئة، وهم يقدمون أنفسهم فداء لقائدهم العظيم، ولكن عندما تقدمت القوات الأمير كية، كان أولائك أول المنهزمين، كأنهم الجرذان المذعورة، إذا داهمها قط بري، وما أسرع ما نزعوا رتبهم ونياشينهم اللماعة، وارتدوا الأسمال البالية لإخفاء حقيقة شخصياتهم، وقد اقتنعوا من الغنيمة بالإياب، واختبأ أكثرهم ذليلا مدحورا في كسر بيته، يخشى حتى نور الشمس، وظل قائدهم الملهم وحيدا ليس له من ناصر أو معين، فأضطر للهروب، بعد أن ارتدى أسمال بالية، ويشماغ أحمر، وأطال لحيته، واختبأ في  جحره المعروف، إلى أن أخرجته القطط الأمريكية من الغار بهيئته البشعة، وهو ذليل مهان، وبوضع يدعوا للشفقة، ولو حدث ما حدث لأتفه أنسان في العالم، لأنتحر وتخلص من عار الهزيمة، ولكن (أبو العارات) لا يهمه شيء.

وأتساءل أين أولئك الذين وقعوا بالدم، وأقسموا على الوفاء والدفاع حتى الموت، أنهم موجودون، ولا زالوا يدنسون الصحائف بتواقيعهم الجبانة، فقد (عادت حليمة إلى عادتها القديمة)وبدأت الحكومة العراقية، بأخذ التواقيع التي تتعهد بالشرف والغيرة والأخلاق والدين، وكل ما هو مقدس في الحياة، أن تفي بما وعدت، ولا أدري هل يصدق أحد بهذه التواقيع؟ أن هذه المواثيق لا تساوي الورق الذي كتبت عليه، فهي مجرد كلمات تذروها الرياح، ولا تجد مجالا لها على ارض الواقع، ومجنون من يصدق أن هؤلاء يفون بالتزاماتهم ، أو يحترمون تواقيعهم، فهي حبر على ورق.

  لقد صرفت من الأموال العراقية، ملايين الدولارات، أن لم يكن مئات الملايين، لهذه المؤتمرات، والاجتماعات، واللقاآت والولائم الباذخة، لأجل التوقيع على ورقة، فهل يعتقدون أن هذه الورقة، كورقة التوت التي سترت أمنا حواء، كلا وألف كل، فهذه الورقة لا تستر سوءة من وقعه، ولا تصلح ألا لبائع الحلوى يلف بها بضاعته، لترمى بعد قليل في سلة النفايات، ولا أدري كيف لعاقل أن يصدق ان الرادحين للنظام السابق عادوا ليطبلوا للنظام الجديد، لأنهم عاشوا على الهامش ولا زالوا يؤمنون بفلسفة جدتي رحمها الله التي كانت تتحفنا بنصائحها الغالية التي لم نلتزم بواحدة منها(الياخذ أمي يصير عمي) وهؤلاء من هذه النمونات التي يوميا لها عم جديد، فقد رأيت الكثيرين منهم يهزجون ويردحون عندما كان أياد علاوي رئيسا للوزراء، ثم رأيتهم يصلون على محمد وآل محمد عندما أصبح الجعفري رئيسا للوزراء، واليوم عادوا لأهازيجهم القديمة (بس تامر أنجيبة مجتف)ولم أسمع في يوم من الأيام أنهم كتفوا واحد، بل لا زالوا مصفدين بأصفاد الانتهازيةش التي لن تفارقهم حتى يوم الحساب .....قاطعني (سوادي الناطور) عمي على كيفك، أنهجم بيت لخلفوك، لا گلت أكو خير، لا گلت أكو زين، سكتها بتبنه، وساويت كل الوادم، هي أصابعك سووه، أكو الزين، وأكو الشين، وأكو الوفي، وأكو الحيال، (ولو خليت قلبت) على گولت الموامنه، والحكومة تريد تحل الأمور بالتي هي أحسن، وبلچن يرد الغزل لمطاويه، ونرجع للأولية، أخوه يجمعنه الدين واللغة والوطن والمصير المشترك، ويخوي تره كل أحنه بسفينة وحده، وإذا غرگت كل أحنه نغرگ، وحتى ليزرفها يموت ويانه، وإذا أكو چم واحد مخدوعين، حسبالهم ترد الأولية، تره هاي ما تصير، گطن وخلي يطلعوه من أذانهم، لن القافلة تسير وما يهمها نبح الچلاب، وإذا واحد يصدگ ذوله الأجونه من بره، وسوو هاي الطلايب ظاليين، تره متوهم، ذوله بس يشوفون ألحديده حارة يشلعون، ويظلون لعاونوهم بصخام الوجه، ويا ويلهم من غضب العراقيين، وأحسن الهم خلي يردون، ويخلون أيديهم بيد شعبهم (تره ثوب العواري ما يدوم) ونعيش كلنا أيد وحده وگلب واحد، ونتنعم بهاي الخيرات اللي تحسدنه عليها الوادم، واللي راح أكثره ، أبخت شعيط ومعيط وجرار الخيط، وأسمعو أحچاية عمكم سوادي......!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com