|
الفكر العراقي المسيس يأخذ ثلاث عناوين كبيره، الأسلامي منذ سقوط ومحو حضارات العراق القديم أعتبارآ من دخول الأسلام لبلاد مابين النهرين والقومي الذي ظهرت ملامحه مرافقة لظهور الأسلام وحادثة ذبح البرامكه على يدي الرشيد علامه فارقه وإن بدت وكأنها من خفايا صراع القصور ولنعترف بحقيقة إن الصراع القومي وجد منذ وجود الأنسان بأعتباره أختلاف ,وليس خلاف، يظهر ويختفي ولسنا بصدد بحث أعماقه . العنوان الثالث هو الشيوعيه, الأمميه، كأيديولوجيا نتيجة تيار عالمي جارف وصلت رياحه العراق العولمه في بدايات القرن الماضي . لنتطرق للعناوين الثلاثه أعلاه بتبسيط شديد لكي لانقع في التفاصيل التي لم تكتب هذه السطور لأجلها. أولآ الأسلام، لاينكر أحد ممارسات الأسلام السمحه في الستينات مثلآ وإن تشددت بعض نصوصه ولم تكن هناك عقدة سني وشيعي وإن تبارز البعض من على منابر المساجد، كان المؤمن المسلم ورعآ،تقيآ من الله والناس ولذلك لم يكن فيه مايرهب عكس صورته اليوم بعد أن أفتى من أفتى وبعد أن طالت قائمة الممنوعات لتمنع أي بهجة للنفس ..عند الشيعه كانت مراسيم عاشوراء عباره عن مشاعر يشارك فيها من يشارك ويتفرج فيها من رغب ويبقى الألتزام عند عامة الناس أخلاقيآ رغم عدم وجود مخاطر العقوبه والعاقبه كما هي اليوم، لايرفع صوت أغنية مذياع ولا يتزوج أحدهم أو يحتفل ولايلبس كل الناس السواد ولا تتوقف الأدارات وكل القلوب تستذكر الحدث بخشوع رغم عدم الألزام ...إنه العامل الأخلاقي الذي يتحكم بالكافر قبل المؤمن...العامل الأخلاقي بالأمس كان أقوى من جمهوريات الخوف بأجهزتها وأتباعها .. كان ذلك ينطبق على كل أديان ومذاهب العراقيين ...أي المعامله بالحسنى ولاأكراه في الدين فأي الحالين أفضل،أمس أم اليوم؟؟ ثانيآ القوميه، أخذت القوميه حالة هستيريا في الشارع العراقي في عقد السبعينات، الشعور القومي بحد ذاته ليس جريمه بل طبيعه أنسانيه ولكن المغالاة فيه يؤدي إلى كوارث لاتذر ولاتبقي ولن أسترسل . أخيرآ الشيوعيه والتواصل الأممي، فكرة المساواة المطلقه حلم راود العقل البشري كما إن التواصل والتضامن بين الشعوب ليس غريبآ عليه أيضآ وعندما قام ماركس بتأطير ذلك أقتصاديآ وأكمل آخرون وضع صورتها السياسيه والأجتماعيه ومن ثم الوصول لسدة الحكم في روسيا بدأت البيروقراطيه تفعل فعلهاالسلبي كما إن الأنتهازيين وكما هو الحال عند حيازة السلطه تضخمت أعدادهم وأضحوا الكثره التي هيمنت على صوت الأصيل وحدث ماحدث من تحريف وتشويه ولاحقآ إسقاط بعد مرض عضال وكانت سمة التجربه تقوم على الألزام بالأكراه حيث أستنسخ شيوعيوا العراق ذلك في أدبياتهم وممارساتهم والكثير منهم يتذكر... يلاحظ القارئ الكريم إن هناك قاسمآ مشتركآ بين النقاط الثلاثة أعلاه ولعله قد شخصها عبر كلمات، إلتزام أخلاقي،إلزام وأكراه،مغالاة .....وهدفي من ذلك هو إن الفكر العراقي بمكوناته الرئيسيه ,بأعتبار إن الليبراليه ممثله بأشخاص معدودين وليس لها تيار يؤثر بعامة الناس، ...أقول إن الفكر العراقي شبيه بمثلث برؤوس كلهاتنغز المواطن البسيط اليوم وتقض مضجعه .......لنحتكم,للكفار، ولنلخص ماهية الفكر لديهم ببضع عبارات، لديهم فكر قومي ومشروع لكن بحدود تبدو معقوله على الأقل لفظيآ ولديهم الدين ومؤطر بمؤسسات لايستطيع تخطيها بشكل فاضح ولديهم اليمين و اليسار عمومآ المتنوع بين خطي الأشتراكيه مرورآ بالشيوعيه التقليديه وأنتهاءآ بالتروتسكيه وكلها لاتتجرء على أطارها الديمقراطي العام، حاضنتها ....أوربا تحكمها نقطة توازن دقيقه تقع على مسافة ما بين شيوعيتها وقوميتها ودينها، نقطة التوازن هذه تحكمها مصالح المجتمع بعد صراعات دينيه وقوميه وأيديولوجيه مريره أستمرت لقرون ومن تجربتها أستشفت إن سيطرة واحده من رؤوس المثلث على مقدرات الناس لايعني غير الكارثه بذاتها ..... هل يستطيع العراقيون أن يجدوا نقطة التوازن هذه بين أضلاع مثلثهم؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |