طريق كربلاء يمر عبر بوابة الفهود ....!!

 

 

جواد كاظم اسماعيل

jawad_k2@yahoo.com

منذ أيام قليلة تقاطر الألاف من الزائرين منطلقين من محافظتي البصرة وميسان عبر بوابة مدينة الفهود (65كم جنوب شرق الناصرية) وكانت هذه المدينة الحسينية قد أعدت كل مستلزمات الضيافة للقادمين من الزوار من تلك المحافظتين ومن دول الجوار مثل الكويت والبحرين حيث شيدت السرادق والخيام وبيوت الضيافة العربية المعروفة كما نحرت الولائم وجهزت البيوت لأستقبال زوار الأمام الحسين _ع_ بمناسبة ذكرى زيارة الأربعين التي تصادف في العشرين من شهر صفر حيث رجوع سبايا أل من محمد من سبي الشام لزيارة قبور الشهداء في كربلاء والتي بقت هذه المناسبة متجددة في كل سنة و في كل عام لماتحمله من معان ودروس روحية ودروس أخرى كثيرة تشع بها هذه الذكرى الخالدة وقد كانت هذه الطقوس محاصرة أبان حكم البعث المقبور كون ثورة الحسين ترشد الناس على محاربة الظلم والظالمين وتحثهم على عدم الخنوع للطغاة والأستسلام لرغباتهم الرخيصة لهذا فأن نظام البعث المقيت أدرك هذه الحقيقة وخشى من غضبة الشعب التي تجددها نهضة أبي الأحرار الأمام الحسين _ع_ لذلك لم يجد هذا الناظام الشاذ وسيلة للتخلص من هذه الهواجس الأ من خلال تشديد الحصار والمراقبة وزج الناس  بالسجون لاسيما من يحرض على ممارسة هذه الشعيرة مقلدين بذلك سلفهم المتوكل الذي منع زيارة قبر الحسين عليه السلام وقام بحرث قبره الشريف وفتح الماء حول المرقد الطاهر لكن مشيئة الله أقوى من الطغاة وتخرصاتهم... هذه الصورة هي ماثلة اليوم أمام الملايين من الزائرين وهم يقطعون ألاف الكيلومترات من عتبة منازلهم مشيا على الأقدام حيث كربلاء الدم والشهادة كربلاء الحسين والعباس عليهم السلام كربلاء المجد والخلود والأباء ويردد الجميع أين الطغاة وأين الجبابرة ...؟؟ هذا الحسين فأين أنتم ايها الأقزام...؟ هذا الحسين يتربع عرش القلوب فأين أنتم.ايها الغربان...؟ هذا هو هو المشهد الكربلائي الذي شاهدته على أرض الفهود الحسينية هذه المدينة التي لم تفارق الحسين ولم يفارقها الحسين أبدا رغم قسوة حكم البعث معها لكنها بقت صامدة متمسكة بالحسين حتى الموت في حين مدن عديدة تنازلت عن حبها في لحظة الخوف الأ الفهود فهي مدينة الحسين بحق وهذه شهادة أخرى تسجل لهذه المدينة الشهيدة واليوم تترجم هذا الحب بعناوين كثيرة منها الكرم المنقطع النظير حيث أستنفرت كل الناس وهجرت منازلها وسكنت الشارع العام الطريق الذي يربط قضاء الجبايش بالناصرية وقد لمست ذلك من خلال زيارتين قمت بهما الى مكان الحدث الكربلائي هناك في طويريج _ الفهود_ هنا وجدت صور مفرحة ومبكية مفرحة أن الانسان مهما بلغ عنوانه الأكاديمي أو الاجتماعي ينزل صاغرا الى الأرض ليقوم بتدليك الزائر وأجراء بعض الممارسات التي تخفف عنه معاناة الجهد الذي يسببه  طول الطريق وأخرون يحملون الشيخ على أكتافهم وصور أخرى  قامت بها النساء حيث تطوعن للقيام بمهام أخرى مماثلة مع النساء الزائرات كما أن مكبرات الصوت والحب الحسيني يفوح عبر الأجواء المعطرة برائحة البردي والقصب وطيبة أ هل الهور وسيارات الأسعاف والنجدة تثلج صدر الرائي  أما مشهد البكاء فأن هذه الصور الكربلائية تذكر الغيور بمأساة الطف التي   حصلت لثقل النبوة من قتل وحرق وسبي وشماتة  الخ وهذا كله ناتج من عدو بغيض باخس لحق عدل الرسالة وبيت النبوة .....هذه المشاهد الكثيرة والكبيرة لم تنته عند هذا الحد بل أن أهل الفهود تكفلوا بحماية الطريق ليلا وحتى الصباح لئلا يتعرض زائر الى سوء لاسامح الله ويصيب المدينة بذلك عار الدنيا والأخرة هنا تأملت المشهد جيدا  وعتبت بنفسي على كل الفضائيات ووسائل الأعلام المختلفة من عدم تكلفهم مهمة السفر وتوثيق هذه المشاهد الحسينية التي أحتظنتها مدينة الفهود كما عتبت كثيرا على المسؤولين في المحافظة الذين لم يكلفوا نفسهم بزيارة الموقع ولو لمرة واحدة ليطلعوا ميدانيا على مايحصل في بقعة من بقاع محافظتهم من روح التكافل وروح التفاعل والحب السرمدي الذي زرعه الحسين _ع_ في قلوب الناس فأن البعاد عن مثل هذه الطقوس هو عزلة تامة عن مسيرة وحركة الجماهير  التي هي أكبر من حجم هذا العنوان وذاك... وفعلا أن كربلاء منذ زهاء خمس سنوات تتجسد على أرض الفهود من خلال الصور التي تحفل بها واقعة كربلاء وأذاكان حقا هناك بوابة لكل مدينة لكي يدخل لها الزائر فطريق كربلاء يمر عبر بوابة ناحية الفهود التي أسميتها ب طويريج كربلاء وأن شاء الله سيكون لي زيارة أخرى لأوثق حدث أخر من أحداث الحب الحب الحسيني المتجذر في النفوس... وأخيرا أقول هنيئا لك يا مدينة الفهود فأنك حقا تستحقي لقب كربلاء الصغرى وهذا ماقاله أكثر من زائر بصري لي خلال لقائي به فسلاما لكل النفوس التي تعطي دون مقابل وأولهم سيد الكرماء وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين _ع_ .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com