|
عبدالامير علي الهماشي عندما أتطلع الى كتيب أو كراس أو مقالة تمس واقعا معينا له تأثير بالغ في مسار حركة المجتمع في حاضره ومستقبله فلابد لي من التعليق كحالة من التفاعل حول ما طُرح ومنها كراس حمل عنوان :((حوار مع دولة الدكتور السيد إبراهيم الجعفري حول إعداد خطباء المنبر الحسيني)). أراد المحاور فيه أن يمثل إنطلاقة وتعزيزا لفكرة إعداد خطباء ذوي نهج أكاديمي وعلمي يرتقون المنبر الحسيني لما يمثله هذا المنبر من رافد يرفد الامة بكل ما تحتاجه لرقيها إن اُحسن استغلاله وربما يكون عاملا من عوامل التخلف والتقوقع إن صعد أعواده من لا هم لهم سوى إشباع أنانيتهم وغريزتهم الانتقامية _إن جاز التعبير-باضاعة وقت المستمعين والمتلقين وتسطير أنواع الخرافة طيلة الوقت. وأراد الدكتور الجعفري أن يكون حوارا يؤسس فيه لحالة من الوعي عند من يتلقى أو يستمع للخطيب في حالة تشخيصية نبهة لمفردات قالها عن الخطيب ونوعيته واتجاهه ومساره في الحياة وقبل أن أبدأ بتسطير ماوجدته في مطالعتي لهذا الكراس لابد من وضع ملاحظة فنية بدل أن أضع علامةاستفهام على غلاف الكراس فكان العنوان كما أشرت حوار مع دولة الدكتور السيد ابراهيم الجعفري حول إعداد خطباء المنبر الحسيني ولم أر اسم المحاور فقلت لماذا هو حوار إذن؟ ويتحمل هذا الخطأ الفني من أشرف على إخراج هذا الكراس وعلى الدار التي نشرته وأغفلت ذكر المحاور الذي بدأ منذ زمن يشغل مساحة متميزة وكبيرة أحسب أنها لجمهور واعي في العراق ولبنان وكذلك دول المهجر وسأذكر المحاور مع معادلة لألقاب المجيب وهو الدكتور الخطيب الشيخ فيصل الكاظمي ولم أعرفه إلا بعد أن انهيت المقدمة ففي الاسطر الاولى تخيلت أنها لطالب ماجستير يحاول أن يستفيد من خبرة السيد أحد رواد الوعي الاسلامي حيث أشار الى رسالة الماجستير في أسطر مقدمته الموجزة للكراس وحاول الشيخ أن يلعب دور السائل المتلقي فقط وكانت نقطة سلبية في رأي حيث لم تثر الحوار كثيرا فكانت أسئلة حاول السيد التوسعة في إجابتها ليعطيها البعد الذي يريده ومن مميزات الجعفري في الخطاب والحوار أنه يجمع بين أبعاد مختلفة تاريخية وسياسية وفقهية واجتماعية ليقول لك:((ها أنا ذا))وربما أثرت أو أثارت هذه الميزة حفيظة الكثيرين من خصومه وأصدقائه على حد سواء وسأثني على الشيخ أيضا باعتباره صاحب المبادرة كما قرأت وجعل من نفسه متلقيا مستمعا متعلما وهي خلاف طبيعة الخطباء الذين يحاولون أن يأخذوا زمام المبادرة في الحديث حتى في الجلسات الخاصة وكما قدم فقد حاور شخصية إسلامية سياسية بارزة ومؤثرة حول هم من هموم ساحتنا الاسلامية المعاصرة حول المنبر الحسيني وإعداد معتلي أعواده ورأيت من المفيد للمهتمين بشأن المنبر الحسيني الشريف خاصة أن يخرج حوارا موثقا مكتوبا لتعم الفائدة وتهيء الاجواء لكل مشروعات البناء والتغيير في فهم الاسلام العظيم وخط النبي وآله الطاهرين سلام الله عليه أجمعين.... وسانتقل إلى أجوبة السيد ابراهيم الجعفري التي كانت إقتراحا منه أن تكون بهذا الشكل كما بين الشيخ في مقدمتهحينما كتب ما نصه::((كان هذا الحديث مع الدكتور السيد إبراهيم الجعفري الذي كان باقتراح منه أن يكونعلى هيأة حوار لان الحوار من شأنه إثارة أفكار ورؤى قد لايمكن للحديث الاحادي أو المقالة أن يؤديا مهمته))وهي فكرة صائبة بلا شك لم تفعل الحوار أكثر وتطرق الى أبعاد اخرى غير ما أراده الشيخ بتركيزه على معهد أو مؤسسة لاعداد الخطباء الحسينين والان وقفة مع بعض أجوبة السيد إبراهيم الجعفري لاسئلة الشيخ فيصل الكاظمي مع الجواب الاول: فقد قال السيد:-((إن المنبر الحسيني لاينبغي أن يكونظاهرة محلية تنتهي بإنتهاء مرحلة ما ،في محتواه وفي أدائه وفي هيكليته ومن الطبيعي أن يتأثر حديث المنبر الحسيني بمرحلته كأمر واقعي .ولكن إذا انتهت مرحلة ما وبدأت اُخرى في حياة الامةفإن على المنبر أن يتعايش مع تغير المراحل وما صارت إليه الامة حتى يبقى المنبر الحسيني مدرسة اسلامية مستمرة))1 وتطرق بعد ذلك الى مسالة مهمة كانت بحاجة الى تفصيل أكثر معززة بالامثلة ليكون واضحا بعيدا عن التأويلات في هذا المجال وقال مانصه:(( ففي زمن الظلم يتحدث عن العمل للوصول الى العدالة ،أما في زمن العدالة فيكون حديثه عن الظلمكشيء من الماضي ،أما أن تتحول حالة الظلم في عقل من يعتلي المنبر الى عُقدةفنجده يتحدث في مكان يُسعى فيه الى تطبيق أهداف الامام الحسين -ع- وهو يتصور أنه لايزال يعيش في مكان يُقتل فيه الامام وتُقتل مبادئه فهذا معناه أن المنبر اختزل لنا في شكل الخطيب وخطابهونحننسعى دائما أن يكون خطاب المنبر خطابا معالجا واعيا)). وهنا تُثار أسئلة وهل تحقق العدل والعدالة؟ لنتحدث عن الظلم كحالة من الماضي ,هل يراد لنا أن لانتحدث عن ظلم الحسين من قبل قتلته!!؟في سبيل نظرة التطوير هذه وفي سبيل تحريك المنبر في الاجواء التي تريدون لها أن يستمر بها؟ وبعضهم يثير أسئلة بشكل أكثر هدوءا فيقول لايمكن لي أن أتحدث عن العدالة وعن الواقع الذي تُطبق فيه أهداف الحسين دون أن أذكر ما حل بالحسين من ظلم ؟هذه تساؤلات عندما نثيرها نريد لها أن تكون حوارا أكثر إثارة واكثر إثراءا وسدا للثغرات التي قد يحاول بعضهم ايجادها في كلام مجمل وعام وجوابا لسؤال واحد وأثار السيد بعد ذلك نقطة في غاية الروعة عندما قال : لايمكن التفكيك بين شخصية الخطيب والخطابة معا نحن نريد من الخطيب أن يكون معلما ومربيا ))ص13 وسأكمل تعليقاتي ومطالعتي في حلقة قادمة ان شاء الله.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |