نجاح محمد علي/ ممثل

نقابة الصحفيين العراقيين دبي

www.thenewiraq.com

أُلفة قد يجدها البعض غير عادية تلك التي يشعر بها العراقيون في دبي وفي باقي الامارات العربية المتحدة،ولكنها بالتأكيد علاقة من الود والارتباط العميق، ليس فقط بهذه الأرض التي آوتهم في سنوات خلت، بل بالجوار الجغرافي والتأريخ الطويل الممتد بين إمارات خلقها الله واوجدها بالقرب من مدينتنا البصرة الحبيبة فيحاء العراق وثغره الباسم على الدوام ...رغم الجراح.

ئعم هذه الألفة والاحساس بالوطن في الامارات عززها من قبل آخر حكماء العصر الشبخ زائد آل نهيان رحمه الله، الذي أبدى اهتماما غير عادي بالعراقيين، وأصدر تعليماته لصالحهم دائما حتى وإن كانوا تجاوزا حدود القانون في إقامتهم!..وكاد ينقذ العراق من كل محنه ومما أصابه بعد سقوط النظام السابق، لو أخذ رئيس النظام السابق بمبادرته الشهيرة لنزع فتيل حرب مجنونة تلد حروبا أخرى .

لن أعد في مواقف الامارات العربية المتحدة من العراقيين، ولستُ هنا في معرض الاشادة بتلك المواقف، لأنها تتحدث عن اصالة وكرم الامراتيين حكاما وشعبا كما عايشناهم هنا في بلاد يعرف الناس فيها كيف يحرثون البحر،ويعبدونه أيضا ويزرعون الصحراء بالأمل والحياة ليكونوا بذلك نموذجا يردد العديد من الساسة العراقيين الجدد أنهم يطمحون لجعل البصرة مثل دبي لكنهم طبعا يفشلون حين لاتوجد الارادة ولايوجد العزم، وحين يفتقدون الى النية الحسنة التي يمتلكها رجل مثل الشيخ محمد حاكم دبي ، ذلك الرجل الذي تصرف مع العراقيين مثل مواطنيه، وأهداهم فرح الفوز بكأس آسيا عندما أرسل طائرة خاصة الى منتخبهم الوطني الحائر يومذاك في المطارات!ليحتفل بالعراقيين بنصرهم الثمين على أرض دبي وليكرمهم حين عجز الوطن عن فعل شيء لهم ...

هذا الحاكم الاماراتي هو أيضا رئيس فخري للنادي الأهلي، وقد أهداه للمنتخب العراقي ليصبح أرضهم التي يجرون عليها كل مباريات الذهاب في تحضيرات كاس العالم الموصلة الى جنوب أفريقيا، وكان العراقيون الأكثر فرحا وهم في النادي الأهلي بدبي يشجعون فريقهم الذي وحدهم،غير أنهم يشعرون أحيانا بمرارة وغصة وهم يسمعون أن في مؤسسة دبي للاعلام التي أسسها هذا الفارس العربي ورعاها، عراقيين فقدوا وظيفتهم "بالتوطين" في one tv ..في نفس اليوم الذي تحتضن فيه دبي مباريات المنتخب الوطني العراقي.

نعم من حق أي مؤسسة اماراتية ممارسة سياسة التوطين لتطوير أداء مواطني الامارات العربية المتحدة، لكن أن يتم تفعيل هذه السياسة مع العراقيين الذين لايملكون وطنا يأويهم، وقد جاؤوا الى هذه البلاد منذ سنوات طويلة وماعادوا يحلمون الا بالأمان بلقمة العيش الشريفة التي يحصلون عليها في ظل الأمن في هذه البلاد الكريمة، فهو ما يثير الدهشة خصوصا إذا عرفنا أن أبناء زايد وآل مكتوم وكل كرام هذه الدولة الكريمة، لايعلمون أن التوطين مورس فقط مع أحبائهم العراقيين الذين ألفوا الأمن في هذه البلاد ولن ينسوا دفئها الخرافي!.

أليس كذلك؟!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com