|
لايخفى على أحد أن التجربة السياسية التي أعقبت سقوط النظام الفاشتي في العراق قد رافقتها الكثير من الأخطاء والأخفافات أبتداءا من تأسيس مجلس الحكم وحتى الحكومة المنتخبة الحالية وقد كانت هناك جملة من الأسباب التي خلقت هذه الأرباكات والتعثرات في الميدان السياسي والتي أنعكست سلبا على حياة المواطن العراقي وبشكل مباشر هذا المواطن المثقل بالهموم أصلا كان هو ضحية كل هذه الأخطاء والمزايدات السياسية وحينما نتحدث عن الأخطاء لابد أن نكون موضوعين بالطرح من أجل تشخيص الحقيقية وتبصير المواطن البسيط للقادم من الأيام حيث أعلن مؤخرا مجلس النواب عن المصادقة على قانوان المحافظات الغير منضوية بأقليم وبهذه المصادقة تحدد موعد نهائي لأنتخابات مجالس المحافظات فالأسباب هي عديدة وكثيرة منها خارجية ومنها داخليه فالخارجية تتمثل بالتدخل الخارجي بالشأن العراقي لاسيما من قبل بعض الدول الأقليمية لدعم هذا الطرف أو ذاك مما خلق هذا الأمر حالة من التحارب السياسي بين الكتل الحاكمة والتي راح بسببها الكثير من الأبرياء من أبناء الشعب نتيجة تصاعد الأعمال العنفية كما أن الأدارة الأمريكية ساهمت بشكل وبأخر بتدهور الوضع الأمني والأقتصادي بالبلد من خلال تشكيل مجلس الحكم على أساس طائفي والذي ولد هذا التأسيس ا لخاطىء لحكومة ضعيفة على أنقاض دولة أنهار فيها كل شيء وسلب منها كل شيء والكلام في هذا الجانب يحتاج الى دراسة وتحليل معمق لكن فقط هنا نكتف بالاشارة لكي نصل الى غاية الموضوع الذي نتحدث عنه فأما الجانب الداخلي الذي ساهم في تردي الوضع في البلد فيعود ذلك الى المحاصصة الطائفية التي بنيت عليها الحكومة وقد أدى هذا الأمر الى صراعات سياسية خطيرة كادت تفتك بالبلد كما أن هذا الصراع النتاج عن هذا التأسيس أدى الى تعطيل الكثير من القرارات مثل قاون التقاعد وقانون تحسين رواتب الموظفين وقرارات مهمة كثيرة أخرى بالأضافة الى أرتباط الحكومة بسياسة النقد الدولي التي تحولت الى وبال على رأس الشعب المسكين من خلال أرتفاع أسعار الوقود مثل النفط والغاز السائل والبانزين مقابل ذلك عدم تحسن في واردات الفرد العراقي وتحسين حالته المعاشية من هذه الأسباب التي أوردناها وهي ليس الكل طبعا لكن ذكرناها لتعميم الفائدة و لغاية الأختصار لكي نشخص المسببات الجوهرية تاركين امر الدراسة والبحث لمجالات أخرى فمن هنا تزامنت وتفاقمت العلل والمشاكل وزاد الفساد المالي والأداري وتفشت الجريمة و تفاقمت أيضا ضعف الخدمات حيث لم يلمس المواطن أي شيء جديد قد تغير نحو الأحسن بعد زوال الدكتاتور من أرض العراق فمن هذه الزوايا ينظر المواطن العراقي للقادم من الأيام وهو يراقب الأحداث عن كثب لأن المواطن العراقي سياسي بطبيعته بسبب الأحداث المتوالية التي مرت على بلده المنكوب من هنا فالكل يرقب الأنتخابات القادمة ...كيف تكون..؟؟ ماهو شكلها ولونها...؟ هل تتكرر مثما جرى في السابق وفق القائمة المغلقة أم هناك نظام أنتخابي جديد...؟؟ أسئلة عديدة وعديدة لازالت تتمحور في الشارع العراقي لاسيما الشارع الجنوبي منها كون الجنوب أكثر المحافظات تعرضت للظلم والتهميش أبان حكم البعث المقيت ولازالت مهمشة ولم يتحقق لها أي شيء رغم أن هذه المحافظات هي من ساهمت بأنجاح الأنتخابات والتصويت على الدستور بحكم أن بعض المحافظات كانت حينها تعاني من سطوة الأرهاب فالشارع الجنوبي والمواطن الجنوبي قد تعرض الى صدمة عنيفة مماجرى بالبلد ومماجرى لمحافظاته بعد التغير الذي طرأ بالعراق بعد _9_4_2003 بخلاصة القول كان أين الجنوب هو الأكثر ضحية من غيره مماجرى وينطبق على اهل الجنوب المثل القائل(مثل البعير يحمل ذهب وياكل عاكول) فأرض الجنوب تكتنز الذهب لكنها لازالت مخربة ومدمرة والأشد من هذا أن اغلب ممثلي أبناء الجنوب لايمتون لمدن الجنوب بصلة كما لم يرشح منهم شخصية في موقع مسؤول في الدولة وحتى السفارات والملحقيات تم مقاسمتها بين الكتل وربما نال حصة الأسد منها الجانب الكوردي .... هذه الأمور وغيرها لعلها هي من أوجدت تشكيل سياسي جديد أسمه كتله أبناء الجنوب وهذا التشكيل لحد اليوم لم نعرف عن ماهيته أي شيء الأأننا تعرفنا على تشكيلته من خلال وسائل الأعلام المختلفة ووكالات الأنباء ...أعلن عن هذا الكيان أو التشكيل وأنتهى الأمر دون أن نلحظ هناك برامج له أو نتعرف على أجنداته وكيف تم تأسيسه ..؟ ومن هي الشخصيات التي دعت له وقامت بتشكيله ...؟؟ نتمنى مخلصين ومن خلال هذا المقال أن تزودنا الأمانة العامة لكتلة أبناء الجنوب بنبذة عنه وببياناته ونظامه الداخلي حتى يعرف أبن الجنوب أن هناك جهة تمثله لاسيما وأن الأنتخابات قد أقتربت وينبغي ان يعرف المواطن بشكل مبكر عن هذا التكتل الذي حسبما طالعتنا وسائل الأعلام هو مقره حاليا مدينة البصرة ... وقبل كل شيء لانريد من هذا الكيان أي تصريح سوى أننا نريد نكشف حقيقة وأسباب ولادته وهل حقا هو يمثل أبناء الجنوب ويعبر عن تطالعاتهم وهمومهم وحاجياتهم ننتظر ذلك وعسى القادم يكون خيرا ليس لأبناء الجنوب فحسب بل لكل مدن العراق العزيز.....!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |