يبدو أن قطار الفساد المالي والأداري في العراق يمضي قدما حاملا معه مسؤولين رفيعي المستوى وآخرين أقل شأنا مبددا في مسيرته الملعونة تلك ثروات البلد العزيزة ، في وقت يعيش فيه مئات الآلاف من المواطنين البسطاء حياة قاسية تحفها المصاعب من كل مكان! وأذا كان اليأس قد وجد طريقه الى عامة الناس من جراء أستشراء ظاهرة الفساد وتعقدها فأن ماأطلقه مؤخرا السيد رئيس الوزراء المالكي من تهديد ووعيد بحق المفسدين وماتعهد به الرجل الفذ الدكتور صابر العيساوي ، أمين بغداد، من القضاء على الفساد في الأمانة خلال عام 2008 فضلا عن الموقف المتشدد للسيد رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب ربما تعطي بارقة أمل في زمن تراجع فيه ضمير المسؤولين وأولي الأمر الى مستويات دنيا.

اليوم يجد الفساد الأداري والمالي طريقه في دوائر الدولة المختلفة خاصة حين يرغب أحد المواطنين العاديين التعيين فيها حيث يتعين عليه دفع مبلغ (بالأوراق) وفق أهمية العمل الذي يزمع المواطن التقدم اليه ، ويتواصل تهريب النفط ومشتقاته دون هوادة من منافذ البصرة وبايد مجرمة متمرسة مدعومة من مستويات عليا وبتعاون أطراف أقليمية مجرمة حاقدة على العراقيين. ومايزال بعض ضباط الجوازات يبتزون الناس بشأن الجواز (جي) كما تثار الكثير من الشكوك حول عقود العمل والأعمار في المحافظات لاسيما الحيوية منها.

لاخيار أمام حكومة السيد المالكي سوى العمل بكل جدية للتصدي للمجرمين العتاة من المفسدين وتضييق الخناق عليهم. ولتكن البداية بالأرشاد والنصح من خلال المخاطبات الحكومية الموقّعة من أعلى المستويات في الدولة والعمل على أبراز الوجه المظلم للفساد بكل أشكاله من خلال وسائل الأعلام وخاصة المحطات الفضائية (وهنا لابد من توجيه شكر خاص لمحطة الفيحاء الفضائية المناصرة للمظلومين من أبناء الشعب العراقي).أما الخطوة التالية فلابد أن تتجلى في أعطاء المزيد من الصلاحيات الأدارية للأجهزة الرقابية ومفوضية النزاهة وحث الجميع على التعاون معها. وفي حال ثبوت تورط مسؤول كبير في قضايا فساد لالبس فيها فلابد من أحالته للجهات المسؤولة ومن ثم تسليط الضوء عليه في وسائل الأعلام. ولاننسى أهمية متابعة الأموال التي يهربها المفسدون الى الدول الخليجية وسوريا والأردن وضرورة متابعتها من خلال القنوات الدبلوماسية وبكل جدية وصرامة.

أنها معركة كبرى ومعقدة ولابد من كسبها مهما بلغ الثمن. ولن يكون ذلك ممكنا دون أخضاع الجميع دون أدنى تمييز للقانون وعدم مراعاة المنصب الديني أو السياسي أو الأجتماعي لأي طرف لأن المفسدين في نهاية المطاف مصاصي دماء هذا الشعب المظلوم عبر تأريخه الطويل.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com