|
أضغاث أحلام (من إيحاءات عيد الحب دعوة للسياسيين العراقيين بأن يفتحوا قلوبهم للحب ولو ليوم واحد)
سناء صالح /هولندا سرحت بفكري بعيدا وأنا أبحث مع نفسي في احتفال مقترح نقيمه بيوم الحب, وحينما يجنح بي الخيال يكون العراق دائما هو المحطة .حاولت أن أبعد صورة العراق اليوم المغرم بالسواد وضجيج الفضائيات العراقية المختصة بإثارة الحزن والأسى وصور السياسيين والمسؤولين من(أبناء الطائفة الشيعية) وهم يلطمون وينحبون ولعلهم بدموعهم التي هي على الأغلب دموع التماسيح يحاولون التكفير عن ذنوب اقترفوها, أبعدت كل هذه الصور ولجأت الى الخيال وأعجبتني فكرة زميلتي التي صنعت ورودا وقلوبا ودعتني للتفكير معها في وضع برنامج استعدادا للاحتفال بعيد الحب طرأ على بالي سؤال ماذا لو احتفل أقطاب العملية السياسية بيوم الحب أو الفالنتاين بديلا عن مؤتمرات المصالحة الفاشلة قبل أن تبدأ واشتط خيالي اتساعا فإذا بالسيد عدنان الدليمي خارج من محل لبيع الزهور حاملا معه وردة جوري مغلفة بورق شفاف مستقلا سيارته (بدون حراسه الموجهة إليهم تهمة الإرهاب) ليقابل السد جلال الدين الصغير مهنئا له بالفلنتاين, البرلمان تحول الى حديقة زهور حمراء وقلوب تنبض بالحب . السيد المشهداني يبدو أنيقا حليقا يفتتح الجلسة بكلمة أحبائي مهنئا الشعب العراقي المتمثل بنوابه ونائباته بهذا اليوم الجميل . السيد المالكي مبتسم بود لطارق الهاشمي وبينهما الجعفري وعلاوي يتبادلون القبلات. وانتقلت ساعة الصفا من السياسيين الى الشارع والى عامة الناس خرج العراقيون بكل مكوناتهم محتفلين فالحب للجميع مادامت قلوبهم تنبض بالحياة ,تراءى لي تلاميذ المدارس بملابس زاهية يحملون أطواقا من الرازقي يقدمونها الى معلميهم تعبيرا لهم عن العرفان بالجميل وامتد بي الخيال طفت المدن والأزقة والأحياء هي عبارة عن بساط ملون ومعطر من زهور ورياحين. من أقصى الشمال الى الجنوب ضحكات تتردد فتصعد الى سماء العراق تكتسح دخان الطائفية والحقد والتفخيخ وتمسح من الصدور الآلام والمرارة. أفقت من حلم اليقظة هذا على صوت السيد عمار الحكيم المتفطر من الأيمان وهو يخطب في أهل الرميثة في يوم التاسع من عاشوراء مخاطبا الحكومة أن ترأف بالشعب المظلوم مطالبا بزيادة صلاحيات المحافظين, وكأنه من المعارضة وحوله جموع غارقة بالسواد تحمل نعوشا عليها أجداث مقطعة الأوصال غارقة في الدماء وهي التشابيه التي تعرض في أيام عاشوراء .وبعد استعادتي لكامل وعيي استغربت من أن رجال الصحوات, لم يكونوا ممثلين في كرنفال الحب الذي صنعته من حلم يقظتي. ملحوظة :الموضوع مكتوب من يوم التاسع من محرم ولكنني أنشره بمناسبة عيد الحب (الفالنتاين).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |