بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

 أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين

 سورة التوبة . اية 108 .

 أخيرا رفرف العلم العراقي  الجديد على اغلب مؤسسات الدولة من الشمال الى الجنوب بعد ان تخلصنا من نجماته الثلاثة المقيتة التي تمثل حقبة زمن بائد وطالما غنى بها حزب البعث العربي ألأشتراكي بأسم الوحدة والحرية والأشتراكية . شعارات جوفاء فارغة من أي محتوى . فقط من اجل تحويل أنظار الشباب العربي نحوهم . ورغم ان صدام المقبور وظف اغلب اموال العراق في خدمة هذه الشعارات الزائفة والطنانة لكي يحصل على مؤيدين وعلى دعم عربي ولكن في الحقيقة كان اكثر الذين تعاطفوا معه لم يكن تعاطفهم عن مبدأ أو عقيدة وأنما المال الذي سخره من ميزانية العراق كان سبب في طمس حقائق كثيرة حدثت في العراق غيبها ألأعلام العربي لطيلة سنوات بل ولايزال أغلب ألأعلام العربي من ايتام صدام الهالك يطبلون الى ولي نعمتهم .

وليس جديدا على حزب البعث الدسائس والمؤامرات منذ استيلائه على السلطة في انقلاب 8 شباط ألمشؤوم عام 1963 . فقد دأب صدام المقبور على سياسة عجيبة غريبة جعلته يحكم قبضته على السلطة حيث كانت تختزن في عقله شبكة معقدة من ألأفكار المريضة سيطرت عليه وأحكمت طوقها على مسيرته السياسية في تصفية أكبر اعضاء حزب البعث الأوائل في أكبر عملية تصفية في العصر الحديث . كان يريد أن يكون ألأول دائما والمتصدي لكل حدث والمرشد والقائد والسياسي الفذ الى درجة كتب بعض الشعراء قصائد بحقه وان اول قصيدتين في مديح الطاغية المقبور كانتا للشاعرين شفيق الكمالي ومحمد جميل شلش . وألأول عينه صدام وزيرا للثقافة وألأعلام ولكنه تعرض فيما بعد في حادثة غامضة بررها البعثيين بأنه كان في طريقه للهرب الى سوريا التي تعتبر من الد الخصوم لصدام في ذلك الوقت . وأما الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد كان يطلق عليه (شاعر الرئيس) وكان يفتخر بهذا اللقب الذي اسبغ عليه وكان يمدح الجيش كثيرا ومهرجانات حرب تشرين . وكذلك كتب في مديح عبد الكريم قاسم والوصي عبد الاله ولكن لم تدم هذه العلاقة لأنها مبنية على مصالح ونفاق سياسي فأنقلب السحر على الساحر .

ولكنه سقط يوما ما في عيون ابن الطاغية المقبور عدي لأنه مدح الشيخ زايد في بضعة أبيات!!

وعندما ثار غضب عدي أوعز الى الصحافي مظهر عارف بأن يكتب على الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ويهاجمه فيه . وفي اليوم التالي نشر المقال بالقلم العريض تحت عنوان(موت شاعر) . ومما كتب في المقال ان الشعراء يقولون مالايفعلون وينكرون الجميل فقد أغناهم صدام بعدما كانوا نكرات ولكن في سبيل حفنة دولارات يسيل لعابهم ويهيمون في كل واد!!

وعلى أثر نشر هذا المقال اصيب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد بصدمة وهو يمسك الصحيفة بين يديه بغضب ويقرأ المقال الذي يخصه . ثم بدأ يتوسل بكل معارفه لأيضاح الموقف الى عدي فهو لايتحمل من ابن ولي نعمته صدام ان يقطع عنه المال الوفير الذي كان يحصل عليه .

وكان لايتحمل أن يطرد من القصور الرئاسية التي تعود ان يلقي فيها قصائده بأستمرار مما جعله يكتب توضيحا في صحيفة (بابل) وأمر عدي ان تنشر ولكن بحروف صغيرة بالصفحات الداخلية امعانا في اذلال الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد!!

هكذا كان يعامل صدام وأبن صدام القريبون منهم فكيف ببقية الشعب العراقي ؟ فقد تمكن حزب البعث الفاشي من اغتيال عبد الكريم قاسم ولم يمنحوه سوى دقائق قليلة جدا للتحدث .

كانت ألدقائق ألأخيرة في مبنى ألأذاعة والتلفزيون حرجة جدا فقد اتصلت قيادات حزب البعث بالزعيم عبد الكريم قاسم وكانوا قد أمهلوه فرصة للأمان بينما كان في داخلهم غير ذلك فقد كذبوا عليه عندما واعدوه بأن يغادر البلاد كلاجيء وأعطوه راية ألأمن وألأمان . ولكن يبدو للعيان كانت نواياهم عدوانية . وعندما وصل بسيارته الى محطة التلفزيون وألأذاعة العراقية في الصالحية وسلم نفسه للأنقلابيين دار نقاش سريع بينه وبينهم تخلله بعض ألأسئلة وكانت استفزازية اغلبها بينه وبين عبد السلام عارف لم يستمر اكثر من دقيقتين على ألأكثر . وبعد خمس دقائق وجهت الى صدره عدة اطلاقات نارية وسقط مضرجا بدمه!! 

وسأضع لكم رابط تسمعون فيه اللحظات ألأخيرة من حياة عبد الكريم قاسم وسجل هذا الشريط سرا ولم يظهر في ألأذاعات والقنوات الفضائية بأمكانك الان تنزل الملف وتستمع بنفسك :

http://www.savefile.com/files/1372391

ان اغتيال ثورة 14 تموز 1958 وقتل قادتها منذ اللحظة التي انطلقت فيها الثورة كانت علامة سوداء في تأريخ حزب البعث العربي الأشتراكي . فقد عرف العالم كله ان هذا الحزب لايصلح أن يقود أمة . والدليل البيان رقم 13 الذي نص على ابادة أفضل قادة العراق في تلك المرحلة .

وقف حزب البعث شوكة في عيون تطلعات الشعب العراقي وضد ارادته وضد طموحاته بل طمس حقائق لايزال الغموض يلفها بل لاتزال كثير من الملفات لم تظهر للعلن منذ ذلك الحين!!

الوحدة التي كان يتشدق بها كبار البعث كانت كذبة كبيرة سببت الكثير من المشاكل الى البعثيين انفسهم . لأن حزب البعث الشوفيني اعتدى بمؤامراته واعلامه على الدول العربية مثل ألأردن والسعودية وسوريا . بل انه تعدى هذا الحاجز الى أكبر منه حين تعدى على الجارة الكويت .

ومن ينسى حوادث ايلول الأسود التي وقعت في الأردن حيث راح ضحيتها مايقارب 30 ألف من الفلسطينيين . وكانت قطعات الجيش العراقي في ذلك الوقت في ألأردن بقيادة حزب البعث تقف متفرجة على مجزرة تأريخية .

من انجازات صدام المقبور الغبية انه وفق بعلاقات جيدة مع موزمبيق وجزر القمر وجيبوتي!!!

ولكنه فشل في اقامة علاقات عربية على نطاق واسع . ولذلك تجد ان العراق كان محاط بعزلة كبيرة جدا كانت سببا بفرض حصار اقتصادي دام عدة سنوات . فالحرية دفع ثمنها شعب العراق مقابر جماعية من كردستان حتى الفاو . بل لم يكن هناك حقوق للأنسان حيث مارس عملية قطع ألأذن واليدين والوشم على الجبين وماألى ذلك سبيلا مع سكوت مطبق من قبل المنظمات العالمية على افعاله الدنيئة وأستهتاره بكل مقدسات الشعب العراقي حيث قتل خيرة ابناء العراق من الصدر ألأول قدس وأخته العلوية بنت الهدى الى الصدر الثاني قدس الى مابعد ألأنتفاضة 1991.

وأما النجمة الثالثة التي كان يتباهى بها البعثيين بأسم ألأشتراكية كانت زائفة عن الحقيقة فقد حرم شعب العراق من ملذات العيش وتمتع هو وحاشيته بتلك القصور الضخمة وألأموال التي كان يوزعها من غير حساب والكوبونات والمنح التي لم يحظى منها شعب العراق شيئا بل كان الشعب العراقي لايملك شروى نقير!!

كان حزب البعث من ألأحزاب السادية والوحشية التي قوضت بنية العراق التحتية وأحرقت الحرث والنسل . وشيد على اشراف شعب العراق شعارات رنانة سوقها ولكنها لم تجد مشتريا غير ضعاف النفوس من القوميون العرب وأمثالهم الذين صفقوا للطاغية في وقتها ولايزالون ولم يتضامنوا يوما مع ابناء الشعب العراقي حتى يومنا هذا .

وأملنا من الحكومة العراقية الجديدة ان لاتضع يدها بيد هؤلاء الجلاوزة من عرب الجنسية الذين طبلوا لصدام المقبور واعلنوا ولائهم له بل أن البعض منهم يتبجح بذلك في الفضائيات ويذكر محاسن صدام وينكر المقابر لجماعية ومذبحة حلبجة . فهل نرى الحكومة تأخذ موقفا من هؤلاء ؟

 كتبت هذه القصيدة واسمها : (خنتم بوعد الله) .

 منهم حصل الجلمه اوفه بوعـده      ولكن ولد هنده طعنته بجلـــده

زفه الرصاص وطاحت النجمات    ماطاح الزعيم الطاح الماوفه بعهده

 انت هم شفت بعثي وملتزم بالدين       لو اخلاق وتربيه عنــــده

منهو الكال حزبنه على الجماجم صار الدنيه تتحطم ولا كل واحد يصده

 عقل بعثي وماخذ من فكر حسقيل  عفلق ان تبعته وماتبعته الفكرك يهده

يظل الحقد بيه عنوان للأجيـال        صفحته مصخمه وكلهه مسـوده

 حريه اشتراكيه جذب من كـال        ولاحتى البدايه الكالهه الوحــده

جذب عالدول وعالعراق سنين    ولكن صدق من عالجثث حققه المجده

 انت الواعدت عبد الكريم يجيك         ويعرف الزعيم البعثي يتقصـده

سامحكم لأن عنده اخـــلاق         وسايسكم ويدري البعث ينتقــده

 ويدري انتم بالغدر انـــذال     وأنتم خوارج العصر وبكل زمن رده

قبل سامحكم لأن شريف اطباع        ولأن فواح عطر الشجره بالـورده

 حاصرتم شعب سنين فوك سنين       وأبن الوطن كامت امه تفكــده

دم كل الشباب ينام بالتربــان        وأنسد القبر عالشاب يتوســـده

 بركبتكم دماية كل شباب الطـاح      ودم عبد الكريم يظل مضوي يخلـده

عنكم كتب كل الناس انتو أرذال        وسياستكم موحــــــده

 ذبح وقتل وتهجير كل النــاس        ونفس الشمر من يذبح انته تقلـده

وبعده الحال نفس الحال من سنين      دم البشر تشرب وانته تتحــده

 يابعثي الوكف للوطن بالزينـات        ويابعثي شريف دليني يابلـــده

البعث رواهه الكاع دم ونــار        وشعل جد العراقي وجد ابو جـده

 بيكم منو يصدك والعراق دموم   واعدتو الزعيم وخنتم بوعد الله وعبده

اجاكم للأذاعه وبكل ثقة رجال        ويكدر جان من يريد ربعه تشـرده

 ولكن وثق بيكم وأنتو خوانيين  والخوان مو من ابوه ولاتحسبه من ولده

الك الله ياشعب العراق اليـوم        وانت تذكر هذي الشـــــده

 حصار وموت وبالأمن سجـان       لحمك بيه يتغـــــــده

وتعذيب وقهر وسجون جوه الكاع   والنسوان مغصوبات من مـــده

 شذكر من حزب بالدم حكم والسيف   ومانفذ من شعاراته ولاوحــده

شذكر من حزب خله الدمايه أنهار     وبعده يجري الدم ماخلص عنـده