|
عندما تقرأ تاريخ العراق الدموي تجد ان المرأة كانت الاكثر ظلما بين المظلومين وعندما تقرأ تاريخ المرأة العراقية تجد ان المرأ ة الكردية الفيلية تحملت الظلم الاكبر بين النساء، حقيقة تجدها على لسان كل امرأة فيلية، وتثبتها حكايات المأساة الحقيقية التى عاشها الكرد الفيلية، فتلك المرأة الاصيلة والشجاعة تحملت من الظلم الكثير مما تهتز له الجبال وتنحي له الرجال اكراما لصبرها، نعم فتلك التي اخرجوها من خدرها وعزتها واذلوها بليل اسود، وتلك التي اخذو منها رضيعا قتلوه جوعا، وتلك التي قتلوا زوجها بدم بارد، وتلك التي ضيعوا اخوانها او ابنائها بين السجون واحواض التذويب والمقابر الجماعية، واخريات فقدن ابائهن تحت التعذيب والاذلال وسياط الجلاد، وفتيات وجدن انفسهن بلا اهل وفي اماكن ليس فيها قيم او اخلاق، هذه هي بعض الحقيقة، لقد سلبوا منهن كل شئ الاهل والمال والجاه والاولاد لا بل سرقوا منهم حتى الذكريات والبسمة ولعب الاطفال ثم اذلوهن واغرقوهن في المأساة اكراما للجلاد المعتوه مصاص الدماء، لم يكتفوا بالموت والعذاب فقرروا ان يأخذوا منهم المواطنة والوطن، ثم يرموهم على الحدود بلا كساء ولا هوية ليواجهوا الموت والالغام والجوع والبرد والعطش،فسكنوا الخيام بدل القصور ، ثم بدأت رحلة الهجرة بين المنافي الاجبارية فانتشروا الكرد الفيلية بين دول العالم، ولكن كل المأساة والظروف القاهرة لم تستطيع ان تغير من القيم والاخلاق السامية التي تربت عليها المرأة الفيلية، فزادتها عزيمة وصبرا، فتحولت الى سوح النضال بكل اساليبه، فانطلقت تربي وتعلم وتتعلم وتعمل لتعيل وتجلب لقمة العيش في اقسى الظروف، فكانت هي الاب والام لليتامى والمعين اللذي يتكأ عليه كبار السن والعاجزين، فحلت محل الرجل الغائب والمغيب او المشغول في النضال ضد الطغاة، ولتشارك بنفسها وتساهم في محاربة الظلم والديكتاتورية وتحرير العراق، ولتقدم التضحيات، وكانت الشهيدة الخالدة (ليلى قاسم)* النموذج المشرف للمرأءة الكردية العراقية التي اعطت دورسا في البسالة في الدفاع عن المبادئ والقيم السامية، وعلى الجانب الاخر انطلقت المرأه الفيلييه في تطوير قدراتها الذاتية والعلمية والثقافية، فاجتهدت واستطاعت الحصول على الدرجات العلمية وبذلك رفدت الساحة العراقية بمختلف التخصصات والابداعات الفكرية والثقافية والفنية والادبية التي تركت بصمات مميزة في مختلف جوانب الحياة،ان الدور الاهم اللذي قامت به الام الكردية الفيلية هو تربيه اجيال صالحة متمكنة من الابناء اللذين ساهموا ولا زالوا يعملون في سبيل قضيتهم وبناء الوطن، وكان يوم انهيار البعث وسقوط الصنم، يوم عيد وفرحة لكل الامهات الحزينات، وكن يحلمن بعودة المغيبين والحقوق والاحباب ولكن رغم كل السنين التي مرت فلا زالت الام والاخت والزوجة الفيلية حزينة وتبكي بصمت والم، فالى متى يستمر الاهمال والنسيان لهذه الشريحة الاصيلة والطيبة من شعب العراق، اليس عيبا ان نترحم ونكرم سلالة المجرمين ونتناسى شهيدات العراق . ----------------------------- * الشهيدة ليلى قاسم - فتاة عراقية جامعية من الكرد الفيلية من مدينة خانقين تم اعدامها شنقنا هي وخطيبها واخوها على يد زمرة البعث عام 1974 لرفضها التنازل عن مبادئها وقيمها، ليخلدها التاريخ كأول فتاة يتم شنقها لاسباب سياسية. المجد والخلود للشهيدة البطلة ولكل شهداء العراق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |