|
بالتبر البراق والنفط الدفاق والنار والدمار والربح والسلاح, وبالكذب والضلال والجور والنفاق والخديعة والرياء. وبالرغبات الفتاكة والشرور المدوية في أركان الحياة المرتعشة من رعود التداعيات الكبيرة المتواصلة في ميادين الضياع المعاصرة. وبالكراهية والبغضاء وفعاليات الثبور وبالجوع والفقر والامتهان والاستعباد والإذلال والحرمان والعويل والصراخ الطويل. وبالجهل والأمية والعماء المعرفي المتنامي الذي يردي البشر في وديان الهلاك الانفعالي والتفاعل العاطفي السلبي المرير. وبالأمراض التي عجزت البشرية عن الانتصار عليها , عالم يتسيد فيه التدرن الرئوي ونقص المناعة وتقتل بعوضة الملاريا الصغيرة الملايين كل عام, وتفتك الأمراض السارية والمعدية بالناس فتحصد الأرواح حصدا, ويقتل البشر من البشر أضعافها عداً. وبالحروب والعنف وكل إبداعات الخراب والفتك بالآخر ويحسب المآسي المتفاقمة نعمة وانتصار. ويتنعم بالرصاص وشراهة شركات بيع الأسلحة وتصنيعها والتي تحقق أعظم الأرباح على حساب قتل الملايين من أبناء حواء حيث أسواق بضاعتها الحروب. وبالحماقات والتعصب والانفلات الأخلاقي الذي يدمر الوجود ويطحن قلب الأرض بخنجر الويلات العنيد. وبالظلم والطغيان والتكبر والعنت والتجبر والانقضاض على الآخر الضعيف وسلب كل ما يرتبط به من حال وأحوال ومصادرة إرادته ووجوده ومستقبله. وبالأكاذيب البراقة والأضاليل الساطعة والمهيمنة على أرجاء الإحساس البشري والمتمكنة من تحويل الحشود إلى دمى تتحرك عن بعد وفقا لإرادة مالكها. وبالخداع ووسائل غسل الأدمغة وتطهيرها من المعاني والقيم والأعراف وضخها بما يوفر أسباب تحقيق أهداف الراغبين بالوصول إلى نواياهم الذاتية الأنانية التي لا يعنيها سوى أن تمتلك وتتلذذ وتمعن في إشباع حاجات الذات الشرهة الأمارة بالأسوأ من السوء. العالم المسجور في تنور الأوجاع الحضارية والمطبوخ فوق نيران الحروب المعاصرة ذات الشعارات الإنسانية الراقية التي تريد تحرير البشر من نفسه ورميه في فم التراب الفاغر ليزدريه. وبالوحشة والخوف والظنون السيئة والأماني المفترسة والحيطة والحذر واعتبار البشر قنبلة قد تنفجر في أية لحظة بوجه البشر. وبالإذعان لسطوة الغباء والمعادي لنداء الذكاء يزحف على بطنه ولا يرى بعيونه إلا ما يدور في أعماقه من أوهام وبهتان وضلالات امتهان وترويع. وفي لهيب الذات المسعورة ودخانه يتصاعد إلى عنان السماء حتى تحول إلى سهم من الأوجاع التي اخترقت ثياب الأرض ومزقت قشرتها الجميلة واستدعت إليها آفات الفناء وبآبار النفط والمدمن على النفط وقد ظهرت أعراضه الإنسحابية الشديدة وهاهو في نوبة صرع متواصلة لن تهدأ حتى تنقطع أنفاسه ويموت. هذا العالم عليه أن يستيقظ ويخرج من نفق البهتان ومستنقعات الضلالة والثبور ليرى النور ويعرف الله. وينظر بعين أخرى إلى أخيه الإنسان الذي أصابه بالآلام والقهر والأحزان. وعليه أن يبحث عن علاج لويلاته النفسية وآفاته العقلية لكي تنجو الأرض من شرّه وبطشه ولكي لا تنتقم السماء من جوره الذي أرعب التراب. هذا العالم المراهن على مصيره, عليه أن يحي ضميره ويوقظه من غفوته وسباته وتجاهله وأنانيته, فيدرك أن الحياة عليها أن تكون غير ما هي عليه. وأن تتحرر من عبودية أفكار الشر وشعارات الوهم والتخريف والتحريف التي تهتك الأعراض وتخطف الأرواح وتسفك الدماء, وهي تدعي بأنها من أجل الخير والمحبة والسلام والتقدم, وكأن الأنام حمقى ونيام.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |