|
إندلعت الثورة الكوردية وأعلنت كفاحها المسلح في الحادي عشر من أيلول عام 1961 بقيادة البارزاني الخالد بعدما تنصلت الحكومة العراقية وأعلنت عن عدم وفاءها لوعودها وتحايلها في تنفيذ المطالب المتواضعة المشروعة للشعب الكوردي وبعد إعلان الجمهورية الفتية وفي ظل الدستورالعراقي.مثل حقوقها القومية في تعليم أبناءها بلغتها الكوردية الأم في المدراس والمعاهد الكوردية، وإدارة مدنها بنفسها وإعمار قراها ومدنها التي عانت الخراب والدمار والتخلف بسبب الحروب التي شنتها الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة واحدة تلو الأخرى .وبعد أنسحاب الجانب الكردي من العاصمة بغداد آنذاك وبفترة قصيرة قامت وللأسف الشديد الطائرات العراقية بشن قصفها اللانساني الشديد للقرى الكوردية الآمنة ومحاربة شعبها المسالم الأمين بشتى أنواع الأسلحة المدمرة. بالرغم من الدمار والكوارث التي خلفتها المعارك الضارية بين الطرفين الاّانها لم يتمكنا النيل من عزيمة رجال الثورة الكوردية ومن عزيمة بيشمركتها الأبطال ، غير الصمود ومواصلة الكفاح بسبب عدم إتقان الجانب المعتدي غير لغة السلاح ولهجة شن الحروب في فهم حقوق الغير . وبعد تجربتهم الدموية ومراهناتهم العسكرية الخاسرة لم تحصد جميع تلك الحكومات المتجبرة والمتمنطقة بقوة الحسم العسكري في سغرها الدموي غير الخيبة والخذلان. وخلال المعارك التحررية التي خاضتها الامة الكوردية مع جميع قوى الشر وبما فيها ثورة ايلول وكولان، لايمكن نسيان دورأخوتنا الكورد الفيلية الكبيرفي تلك الثورات، ومشاركتهم الفعالة فيها باخلاص وهمة كوردية عالية. وانهم الجزء الأساسي من الأمة الكوردية المقطعة الأوصال منذ اتفاقيات الشر في العشرينيات القرن الماضي .أنهم كانوا من طلائع رجال الثورة ومؤازريها في بداية ثورة الحادي عشر من ايلول عام 1961 والبعض منهم وبفضل ماضيهم ونضالهم التاريخي أستطاعوا الوصول الى أرقى المراكز القيادية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – البارتي - ونذكرمنهم سكرتيرالحزب الديمقراطي الكوردستاني السابق والمناضل العتيد حبيب محمد كريم والسيدة زكية اسماعيل حقي عضوة اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني – وقد ذكر المناضل مسعود البارزاني في كتابه البارزاني والحركة التحررية الكوردية ج 3 -الكورد الفيلية- وعن إنظمامهم الى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني - كان إقبال الكورد الفيلية شديداً في عضوية البارتي . - فالكورد الفيليون هم من حضارة عريقة ويذكرهم العديد من المؤرخين بأنهم من بقايا العيلاميين والكوتيين في وسط وجنوب العراق. فمحنتهم محنة كبيرة ومشكلتهم بقيت عالقة دون حل منصف وقد وهم ضحايا النظام السابق، وتعرضوا الى أعنف حملة ظالمة بسبب هويتهم القومية وانتماءهم الوطنية.وقد ذكر الرئيس مام جلال وفي مناسبات عدة مأساتهم ومحنتهم بأنهم تعرضوا وببشاعة الى أشرس جريمة إبادة الجنس البشري في ظل النظام الفاشي فجرت مصادرة أموالهم وممتلكاتهم، واختفت العشرات بل المئات من خيرة شبابهم في سجون النظام دون العثور على أثرمنهم وحرموا من مواطنتهم بقرار مجحف من قبل القيادة الصدامية، والتي اعتبرتهم أي الكورد الفيليه من التبعية الايرانية وقد تم تهجيرهم بتاريخ 4- 4 1980والذي ذكر مأساتهم بتفصيل أدق الدكتور كمال قيتولي في رسالته عن محنة الكورد الفيليه – . وقد أجرى النظام الدموي على مجاميع من المعتقلين تجارب بايولوجية وكيمياوية مع أخوانهم من ضحايا الأنفال وحسب بعض الآراء والشهادات العيانية من الذين نجو في صحراء الموت في السماوة. واليوم على كل منصف ومحب للخير ومبغض للشر، أن يتذكر مأساتهم وحجم وعدم نسيانهم وهم في محنتهم وقضيتهم الأنسانية ، وقد قال في حقهم مرارا المناضل الأستاذ مسعود البارزاني - بأن قلمي عاجز في تسجيل بطولات وتضحيات هذا القطاع المجاهد وأولها إستشهاد المناضلة ليلى قاسم ورفاقها-. والشهيدة المغدورة ليلى قاسم المرأة المناضلة التي قهرت جلاديها بموقفها المشرف، والتي تعود في نشأتها وتكوينها النضالي الى مدينة خانقين،مدينة الخير والنماء. وبهذه المناسبة تذكرت بألم شديد اليوم الذي كنت في إجازة لزيارة أهلي المرحلين في محافظة ميسان - ناحية المشرح- فعند وصولي الى بغداد وبالذات الى كراج النهضة شاهدت جموعاً غفيرة من النساء والشيوخ ومعهم أطفال رضع في طوابير كبيرة مفترشين الأرض وهم في حالة مأساوية حيث القلق والخوف والمعاملة السيئة من قبل أزلام النظام وعلى مقربتهم أرتال من السيارات العسكرية والمدنية المعدة لغرض تسفيرهم الى خارج الحدود. فكان يوم تسفير أخوتنا الكرد الفيليين الأعزاء يوماً كئيباً وفي تلك السنة المشؤومة ، كانت سنة حزينة على قلوب جميع العراقيين الشرفاء ووصمة عار في جبين أعداء الحرية الأنسانية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |