الجبهة التركمانية وانقلاب الثامن من شباط

 

 

محمود الهرمزي

أنقلاب الثامن من شباط عام 1963 الذي خطط له من خلف الكواليس في دهاليزمخابرات الدول الاقليمية كان يوم اغتيال الوطنية العراقية ورموزها الشرفاء واصبح ذلك اليوم محرقة لشعبنا من الشباب والشيوخ والنساء والاطفال وأنتهج الانقلابيين سياسات هوجاء أدت الى اعتقال  العديد من المواطنين الابرياء ومحاربة والقتل المناضلين من الحزب الشيوعي العراقي والقوى الوطنية والتقدمية، والانقضاض على وليدة ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي دعمتها الجماهير الشعبية.

وكان حجر الاساس لبناء الطائفية والروح العنصرية المقيتة والعمى الفومي لدى بعض الجهلة في داخل مجتمعنا ، ومهد لهم الطريق بواسطة ذلك الانقلاب الاسود للوصول الى السلطة وانتقام من الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته بصورة بشعة.

جميع دول الجوار التي اتضحت الرؤيا والحقائق الدفينة ونواياه الحقودة ضد الشعب العراقي، وشاركت في انقلاب الثامن من شباط بدعم المادي والمعنوي الى الزمر الحاقدة من رواسب الشوفينية العربية والفاشية الاتاتوركية والعنصرية الفارسية (أنذاك) والعناصر المشبوهة المرتبطة بالدول الكبرى والصهيونية لاسقاط الثورة وزعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم. وتحالفت هذه القوى الشريرة وبدعم شريكات النفط الكبرى لإسقاط ثورة الرابع عشر من تموز منذ ايامها الاولى.

وليس غريبا ان تتلاقى الطورانية والبعثية والصهيونية من الثقافات المعادية ونزعات ضيقة وطائفية ضد ثورة الشعب في العراق.

وكانت تركيا ضمن تلك الدول التي دعمت القوى الشريرة من اعداء شعبنا العراقي بالمال والسلاح للقضاء على ثورته وطموحاته المستقبلية من خلال عملائها من الطورانيين داخل التركمان الذين يسبحون دائما في فلك سياسة تركيا ، هولاء عملوا بلا هوادة لبث الاكاذيب وألصاق التهم لقادة الثورة ومؤيديها لدفع يعض التركمان لوقوف ضد ثورة الرابع عشر من تموز وخلق الحاجز بينهم وبين الجماهير العراقية المؤيدة الى الثورة لكي يتوجه الى تعاون مع اعداء شعبنا للأطاحة بحكومة الثورة وقائدها ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم.

 وكان الطورانيون أول المهنئين لحزب البعث عندما سطا على السلطة في أنقلاب دموي في الثامن من شباط عام 1963. وساندوا  الأنقلابين، وأنخرط الكثيرون منهم في صفوف الحرس القومي السيء الصيت، وقاموا بأبشغ الاعمال من تعذيب وترهيب وقتل المواطنين من أهالي مدينة كركوك ومارسوا بحق الكورد  بشكل خاص والتركمان والعرب والمسيحيين ومن يشك به بعدم ولائه لهم والى حزب البعث أبشع صنوف الجرائم من القتل والاعتداء والاغتصاب.

عند مجيء البعثثين الى الحكم مرة اخرى عبر أنقلابهم السابع عشر من تموز عام 1968 عاود الطورانيين مجددا الأنضمام الى صفوف حزب البعث . وكان لهم الدور الكبير في الوشاية عن أبناء جلدتهم من التركمان الوطنيين والمخلصين الى قوميتهم وقضاياهم المشروعة ، مما سهل على الطاغية وأجهزته الامنية والحزبية والقمعية التنكل بهم.

كما يحدث اليوم ليعيد التأريخ بأبشع صورة . تقوم هذه الزمر الظالة والمدعومة من المخابرات التركية بأسم الجبهة التركمانية التي انضمت اليها مؤخرا رفاق الحزبيين من البعث ومخابرات ضباط أمن من بقايا فلول النظام البعثي لعرقلة عودة المرحلين من الكورد والتركمان الشرفاء التي ارتكبت بحقهم التطهير العرقي الى مدينتهم كركوك واسترجاع املاكهم وحقوقهم، وتحاول جاهدا الابقاء على أثار جرائم النظام البائد بحجة دفاع عن التركمان ، كأن التركمان كانوا أحراراُ في عهد نظام البعث . كما تحاول خداع التركمان وخاصة بسطاء الناس منهم بنفس الاسلوب الذين خدعوا من قبل ابان عام 1958 لأشتراكهم بتفاقم الوضع في مدينة كركوك لمصالحهم الخاصة ومصالح الحكومة التركية التي تستخدم ورقة التركمان لتدخل في شؤون العراق الداخلية.

 ومن المعلوم ان الجبهة التركمانية لا تمثل ضمير التركمان الشرفاء والوطنيين ، وانما تمارس الدور التركي بالنيابة والوكالة، هي مثل مخلب القط تستعملها تركيا في اطماعها في ثروات الشعب العراقي. وهذه اللعبة أنكشفت امام الجماهير التركمانية المخلصة للعراق وتكاد تسقط امام الحرية والديمقراطية التي تجتاح العراق . ولن يقبل التركمان بعد اليوم لأي جهة السياسية يملئ عليه (خارجية كانت ام داخلية) أرادتها بأي حال من الاحوال.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com