الكعبي يقود سفينة الديوان الثقافي بثقة نحو أقليم القصب

 

 

جواد كاظم اسماعيل

jawad_k2@yahoo.com

التجربة الرائعة التي حدثت في مدينة قلعة السكرقبل فترة من الزمن والتي تمحورت بأنطلاق تأسيس ديوان ثقافي في هذه المدينة المكتظة بالأبداع والجمال والحب والخضرة والنماء...وقد جاء هذا لأنجاز بجهود حثيثة ومتميزة من قبل الزميل الكاتب ماجد الكعبي الذي تحمل أعباء هذه المسؤولية بمساعدة من اسس معه " الديوان " وهم كلا من الاستاذ اركان ثامر نوري والاستاذ ابراهيم الوائلي والاستاذ غسان نعيم في بداية الخطى ثم تلاحم معهم المخلصون والمحبون للثقافة وقد كان منزل الزميل ماجد الكعبي طوال هذه الفترة التي سبقت التأسيس قد تحول الى ورشة من الحوارات واللقاءات والنقاش المستمر وعلى هذه الشاكلة وهذا النحو تواصل الرجل بمسيرته معتمدا على أمكانياته المادية المحدودة وعلى جهده متحملا كل الصعاب التي رافقته خلال السفر الى العاصمة أو الى مركز محافظة ذي قار مستغلا علاقاته التاريخية مع رؤوس الهرم في الدولة لاسيما الميدان الثقافي منها خدمة للثقافة والمثقفيين حتى يكمل مشروع الولادة وهو مطمئن عليه من عيوب التشويه هو وزملائه مؤمنون بأن الحركة ولود والسكون عاقر لذا فأنه لن يكون ساكنا بل كانت لحركته الدؤوبة الثمر الذي أراد والذي تمخض بولادة الديوان الثقافي هذا الانجاز الذي باركة الدكتور جابر الجابري الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة ودعمه ماديا دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي والذي دعيت أليه أنا مع مجموعة من الأعلاميين والكتاب من محافظة ذي قار وكانت بحق الرحلة زاهرة وممتعة على مختلف الصعد من حيث جمال الطبيعة وطيبة الناس هناك والأتكيت في مراسيم الأحتفال بالأضافة الى النزهة التي قضيناها مساءا في شوارع هذه المدينة الخصبة بكل شيء ...هذا الأمر بصراحة جعلني أفكر جديا بأن أخطو ذات الخطوة وأحذو حذو الكعبي والجميل أن الزميل الكعبي قد أغرس هذه الفكرة بذهني وهمس لي بأكثر من مناسبة وبقى الرجل متواصل معي طالبا مني أن أقوم بمثل هذه المهمة في مدينتي التي أنتمي أليها والتي تمثل رئة أهوار جنوب العراق وهي (ناحية الفهود 65كم جنوب شرق الناصرية) طبعا حرص الكعبي على تأسيس ديوان ثقافي في مناطق الأهوار وتحديدا في بوابته الفهود ناتج ذلك من حبه للمنطقة بشكل عام وللفهود بشكل خاص كما أنه ناتج من قناعته بأن هذه المناطق خصبة ومنتجة وهي تستحق الكثير كونها تعرضت للتهميش والأقصاء طيلة عقود خلت ولازالت الى اليوم.... من هذه الرؤية الثاقبة التي يتمتع بها الرجل المحب والعاشق للثقافة وللمدن التي تنتج الثقافة مثل الأهوار .... من هنا ومن الهمسات التي جعلتني أحلم بهذا المنجز لاسيما ليلة مبيتي في منزل الكعبي أثناء يوم الأحتفاء بمنجز القلعة حيث قضيت ليلة سمر ملئها الدفق والعطاء الحرفي السومري في بيت زميلي الكاتب والاعلامي ماجد الكعبي من هذه الخطوة ومن التواصل المستمر والحث المتواصل من قبله سعيت جاهدا للقاء بنخبة تؤمن بالثقافة كثقافة وتؤمن بالمرحلة الجديدة وتؤمن بقيمة الأنسان بغض النظر عن هويته ولونة وطائفته ولله الحمد تحقق لي ذلك حيث وجدت من أبحث عنهم منذ زمن طويل والذي كان عدم وجودهم هو السبب في عجزي وتأخري عن فكر تأسيس عنوان ثقافي في الفهود وخلال جلسات وحوارات متواصله أبحرت سفينة الديوان الثقافي الذي أنطلق به الكعبي نحو أقليم القصب ليجعل مرساه هنا في الفهود لتستقبله أهلها بالحناء والهيل والقهوة والطيبة المعروفة عنها وكان في مقدمتهم النخبة التي أنتخت وأمنت وتأزرت على تحمل هذه المهة مهمة تأسيس ديوان ثقافي في الفهود والذي سيعلن لاحقا عن تأسيسه بعد أن وضعت اللمسات الأخيرة وسيكون هناك حفلا واسعا تتم من خلاله دعوة كافة المؤسسات الأعلامية والكتاب لحضور هذا الحدث الذي يؤسس لثقافة أصيلة ونقية تنبع من رائحة الأرض التي أنتجتها وخطوة لتطوير وبلورة ثقافة الأطراف بعيدا عن هيمنة وسطوة وسيطرة المركز وهنا لا أريد  أ ن أشجع على تقاطع الاطراف عن المركز بل أردت القول أن الأطراف ولعقود من الزمن ولازالت غائبة عن المشهد الثقافي العام والخاص وغائبة عن الحضور الأعلامي من هنا كانت الخطوة وستكون الولادة فشكرا للكعبي وشكرا لكل من وقف معي وهم كل من: الزميل القاضي ناصر عمران الموسوي والدكتور محمد ثامر والزميل عدنان النجم والزميل لقاء الجابري والدكتور شاكر ضيدان جابر وتحيتي ومحبتي للجميع وسنلتقي على الحب قريبا يوم ولحظةأعلان ولادة الديوان الثقافي في الفهود حتى ذلك الحين أقبلكم جميعا وألى  لقاء أخر معكم في دروب الحرف والكلمة الصادقة....!!! .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com