لا لم نر أثرا من"Hiroshima"!، لازمة فيلم"هيروشيما حبيبي Hiroshima mon amow"!، صرخة مدوية تتكرر على مدى نصف قرن(اليوبيل الذهبي)، يجسدها هذا الفيلم الفرنسي، كأن بوقا حلزونيا يضخمها فتتسع أمواج رنينها في قرارة أي نفس بشرية عبر أي زمان ومكان، كلمات محملة بمساقط ظلال؛ خليج حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب، إسقاط لأزمة صواريخ خليج الخنازير. كر بلاء فاجعة حلبجة الشهيدة والأنفال، صبرا وشاتيلا وHiroshima الشمال العراقي، وبال منصب رئاسة جمهورية العراق ينتقل من حليف الأمس الى وكيل الإحتلال، ليعطل القانون في مهده الأول، ومعه أحكام الأنفال على رفيق الشوفينية الفاشية"على كيمياوي"(أعلى الله كعبه شنقا)، كما عطل مرحلة الإنتقال من قبل. في آخر معاقل العصر السوفيتي"كوبا"، وبمباركة من زعيم الحزب الشيوعي الروسي الشقيق المعارض"غينادي زيوغانوف"، يورث رفيق"جيفارا"الأممي الثائر("فيدل كاسترو" في عامه 81) بعد نصف قرن، السلطة، شقيقه الأصغر(راؤول) الذي ولد صيف 1931م في الجنوب الكوبي(بيران) وتعلم في الكلية اليسوعية ليعتنق الماركسية ويشارك صيف 1953م، في الهجوم على ثكنة"مونكادا" منطلق شقيقه(فيديل) الى السلطة مطلع سنة 1959م. (سيدة كوبا الأولى)"فيلما أسبين" وضعت لرئيس مرحلة الإنتقال(راؤول)، أربعة أبناء وضعف عددهم من الأحفاد قبل أن ترحل صيف العام الماضي 2007م. في العصر السوفيتي سنة إنضمام كوبا لمحور موسكو 1961م، الفرنسي Alain Resnais مخرج فيلم Hiroshima mon amow، يحض Alain Robbe-Gnillet السينارست الأخصائي البايولوجي الفرنسي(في 18 آذار 2005م عضو الأكاديمية الفرنسية التي قاطعها منذ خطاب إنتخابها له!)، لمعالجة شريط الرواية بتشريح مبضعه، لكنه يعطل إستجابته بوضعه كتابه"سنة سابقة في Marienbad"، ليقول في سيرته الذاتية"مرآة تراءت"(1953-2005م)، بأن مفهومه للرواية الفرنسية الحديثة le nouveau roman، أنها يومية حية حيوية، وليست الأدب السوفيتي الكلاسيكي!، ثم توفي يوم وفاة؛ مؤسس مجلة"الآداب" البيروتية الشهرية، الحداثية المعارضة للأدب الماركسي العربي، "سهيل إدريس" المولود في بيروت سنة 1925م، والمتعلم في(كلية فاروق الشرعية). بعد الفيلم اليساري"مرحبا أيها الحزب"!، الذي جاء على عنوانه قبل ربع قرن خلى، الفيلم اللبناني"مرحبا أيها الحب"!، وبعد إخراج Resnais فيلميه؛"عمي الأميركي"(1980م) و"قلوب- توجسات شخصية في مواقع عمومية"، المقتبس عن نص ل(آلان إكبورن)، توجه Resnais لمناهضة الإستعمار، بدء بفيلمه"حتى التماثيل تموت"(1950م)، ثم فيلمه"الليل والضباب"(سنة 1956م)، عن معسكرات الإعتقال النازية الغازية كمعسكر Auschwitz البولوني، ثم أنشودة الأمل السينمائية Hiroshima mon amow(سنة 1959م)، وكاتبته الروائية الفرنسية"Marguerite Duras" المولودة في 4 نيسان 1914م صاحبة منجزين آخرين؛"منتصف العاشرة صيفا Dix heures et demie du soir en ete"، و"وكيل القنصل Le Vice - Consul". ثيمة فيلم Hiroshima mon amow، الحب والحرب، ويمكن إسقاط عقاب فرنسا والمرأة الفرنسية فيه، على عقاب العراق وأكثر من نصف مجتمعه المرأة!، وموضوعه يدور حول ممثلة فرنسية جاءت الى مدينة"Hiroshima" اليابانية، لتعيش قصة حب مع مهندس ياباني، أعاد ذاكرتها الى طيف خاطف بين طرفي أحد الأيام، حيث تطوف بها الذكرى في شوارع ومطاعم وبيوت حتى المحطة، أعادها الى موطنها فرنسا تحت الإحتلال النازي إبان الحرب الكونية الثانية، عندما كانت في ميعة الصبا وأحبت ذاك الجندي الألماني الشاب الذي قتلوه أمام عينيها!. كان في مستهل الفيلم؛ يلجأ الإخراج الى المونتاج، فيجد مأساة"Hiroshima" في لقطات خبرية وفي إرشيف التوثيق التسجيلي ومشاهد الأفلام اليابانية بتقنية فنية متقنة، كمؤسسة الذاكرة العراقية التي تصرخ؛ يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي!. لا لصواريخ(خليج الخنازير) على حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب، البصرة الولاية الإمارة/ والعمارة، وعاصمة العراق الإقتصادية ونواته ومايليها من أطراف العراق توكيد لهذه النواة، مع تحياتنا لعاصمتي العراق التاريخي؛ النجف الروحية وبغداد السياسية السيادية التي لها كل دعاء خطبة الجمعة!. لا للذين على رؤوسهم عقال وحضينة!. تلك الرؤوس-والعيون!- التي تعبث-كما البعث!- في أمتي/ ومهجتي!!. طوبى لحزب الدولة في ثالوثه؛ بصرة، كوسوفا، كوبا . وحمى الله الحمى الحبيب العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com