|
يبدو أن المفسدين المخضرمين في العراق لايخشون أحدا ولايلوون على شيء، فهم بعد كل الكلام القوي الذي أطلقه السيد رئيس الوزراء المالكي بأن يكون عام 2008 عام أستئصال الفساد في العراق، مايزالون مصرين على السير (الهاديء) في نهجهم الأجرامي الذي أشاع الخراب في أقتصاد البلاد وألحق أفدح الضرر بالعباد وخاصة الفقراء منهم. ومايزال المواطن العراقي مندهشا ومصدوما وهو يرى مسؤولين كبار في مواقع مسؤولة مؤثرة وأعضاء في الأحزاب الدينية المهيمنة يسرقون المال العام جهارا نهارا دون وازع ضمير أو خشية من رب العباد. ويسأل هذا المواطن البريء: هل يعقل أن أعرف أنا عن هؤلاء وعن أفعالهم الأجرامية الأرهابية ولايدري بها أولي الأمر في البلاد؟! لماذا هذا السكوت المطبق على من أساء الى نفسه وبلده ودينه؟ ولماذا لاتتخذ أجراءات قوية وفورية شجاعة لقطع دابر المجرمين الذين فاحت رائحتهم الكريهة وأحالتهم الى القضاء لمحاكمتهم أمام الناس؟! اليوم يستغرب العراقيون عن أعلان الدولة تخصيصات مالية كبيرة للمحافظات وخاصة الجنوبية منها دون أن يرى اي تحسن ملموس في الخدمات! فهاهي الأزبال تعشعش في كل مكان وهاهي المعاناة تعصف بالناس بعد سقوط أية زخة مطر وهاهي البطالة تضرب أطنابها وتزيد مأساة المعوزين في وقت يعيش فيه المسؤولون في (صروحهم) وبيوتهم المحصنة والخدمات العصرية المقدمة لهم. على الحكومة أن تلتفت الى مأساة الأيفادات التي تستغل هذه الأيام من قبل مجاميع محددة تستثمرها لصالحها بشكل بشع دون أستفادة الكوادر الحقيقة المؤهلة منها! وهناك أيضا المقاولات التي تحيلها مجالس المحافظات الى مقاولين لاعلاقة لهم البتة بطبيعة الأعمال المحالة أنما تتم معهم صفقات شيطانية وراء الكواليس. وأثر ذلك بدأ المواطنون يلاحظون الغنى الفاحش غير المبارك يظهر على المسؤولين الكبار في العديد من المحافظات. ولابد أيضا من التنويه الى مواصلة تهريب النفط ومشتقاته من منافذ معروفة في البصرة ومن قبل عوائل مجرمة معروفة لأهالي البصرة نسّقت أمورها بشكل شيطاني مع مسؤولين كبار في المحافظة وبتعاون دول أقليمية مجرمة بحق العراقيين. لاسبيل أذن سوى الضرب بيد من حديد على رؤوس المفسدين العفنة بصرف النظر عن أنتماءاتهم الحزبية أو الدينية أو مسؤولياتهم والعمل على متابعة أرصدتهم وممتلكاتهم خارج العراق. كما لابد من مواصلة التوعية والأرشاد وسن التشريعات المناسبة للتعاطي مع هذه الظاهرة الخطيرة جدا ، فيما يتعين على عامة الناس أن يعوا دورهم جيداوأن يجعلوا أية أنتخابات قادمة ساحة مواجهة حقيقية مع سارقي قوتهم والعمل على أسقاطهم والأبتعاد عن الأحزاب التي ينتمون اليها. أن عامة الناس من المحتاجين تتطلع الى الحكومة ممثلة بالسيد رئيس الوزراء والى مجلس النواب لأخذ حقهم من مفسدي العصر ومصاصي الدماء الجدد. أنها معركة شرسة لاريب ولابد من ألحاق الهزيمة بالشياطين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |