|
حميد الهايس عضو مجلس انقاذ الانبار يحتفل بعيده الاول بعد ان ترك مهنة التضميد وزرق الابر واتجه ليصبح سياسيا وقائدا ميدانيا في محافظة الانبار. رجل قضى النصيب الاكبر من عمره بين القطن والكحول الطبي والمستلزمات الطبية الاخرى ليسجل قفزة نوعية في معالجة ما اعتل من امور في الانبار ويصبح سياسيا عوضا عن مهنة الممرض الصحي المجاز وفقا للكتاب المرقم 22 لسنة 1999. هكذا يفعل الطموح في نقل التركيبة الفكرية المتفسخة الى فكر خلاق قد يغرق العراق واهله فكر البداوة والاقطاعيين مجددا. فكر تحررت منه الشعوب ليصل الى قلب العراق فكر الرجوع الى الحكم العشائري. رجل يجهل ابجدية السياسة لا يميز في نطقه بين حرف القاف والغين. يناور سياسيا مع وسائل الاعلام ومع الاحزاب السياسية وكان الموضوع تحول الى مشكلة حدثت بين قبيلتين في زمن غابر بعيد وقبل بزوغ فجر الحضارة. لماذا يصطدم الهايس مع الحزب الاسلامي؟ قد يعلل المتابعون للتصريحات الاخيرة للهايس بانها العد التنازلي الذي بدأ به في حال عدم استجابة الحزب الاسلامي لمطالبه في اعادة تشكيل مجلس محافظة الانبار وان الهايس سيشهر السلاح بوجه الحزب الاسلامي في المحافظة واصفا الامر بانه يقع تحت مسمى "المصلحة العامة" وهو يبيت مصلحته في نقطة مظلمة تقع منتصف راسه. او قد يعزو اخرون اسباب الحرب الكلامية التي نشبت بين الطرفين الى ان الحزب الاسلامي يهيمن على مجلس محافظة الانبار بنسبة تفوق مجالس الصحوات ومجلس انقاذ الهايس؟ الامر يتعدى الى ما هو انكى واخطر من هذا؟! الهايس وقبل ستة اشهر حاول ان يستحوذ على الانظار بيد ان رئيس مجلس صحوة الانبار السابق عبد الستار ابو ريشة قام بتحجيم دوره ووضعه في زاوية التنفييذ لا النقاش. في حادثة كشف فيها مصدر مقرب وعلى صلة وثيقة من اعضاء المجلس بان الهايس قال في احد مجالسه انه سيقلب المعادلة السياسية في الانبار لصالح مجلس انقاذ الانبار. وتعهد في جلسة سهر لا تخلو من الملذات والقمار برفع لواء العشائر ومحاربة كل حزب او تيار يحاول ان يلعب دورا في ادارة الملف السياسي والامني في المحافظة .... مصلحة شخصية ضيقه وأفق اضيق من عين الابرة التي كان يستخدمها في زرق مرضاه. لست من الحزب الاسلامي ولم انتمي لحزب يوما... انما بلسان حال عراقي مستقل اقول ان التصريحات التي يطقها الهايس هي من جملة ما تخمر في عقله من خمر وليال يتعالى فيها صوت مغنية على الطريقة الغجرية. تصريحات لا يمكن لها ان تخلق مناخا امنا لمحافظة ابتلت وترطب مناخها بالاوجاع.... الى محافظة نزفت من كل شراينها. ليس الموضوع اذا تبادل بالافكار او الرؤى السياسية لان الهايس اضعف من ان يتحدث عن حكمة سياسة واحدة في زمن اهل المحافظة فيه احوج الى التكاتف ولم الشمل لا الى التدابر والتناحر من اجل منصب ووجاهة... وان كانت المناصب لا تعني الهايس اصلا فلماذا يحاول ان يقلل من شان الشريك السياسي الفعلي الاخر في المحافظة هل نسي الهايس ان زرق الابر يجب ان لايم في الاماكن الحساسة ام ان مهنة الرجل السياسي البارع اليوم انسته وضيفته في الامس. ما بين الهايس ورؤية ما هو ابعد من انفه حكايات فمن سلك طريق واديولوجية الهايس في التعامل والمناورة فقد كسر حلم الانبار الذي لن يتحقق الا على اساس الشراكة الحقيقية لا على اساس الشراهة الدنيوية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |