|
لم تشهد أي دولة في العالم من أستباحة وقتل وخطب للصحافة وأهلها مثلما شهده ويشهده العراق اليوم فالصحافة منذ تأسيسها قدمت قوافل من الشهداء في سبيل الكلمة وابراز الحقيقة ورغم هذا الدم وهذا الرعب الذي بقى يطارد صاحبة الجلالة ومن يمثلها الأ أن الأصرار على أكمال المسيرة بقى هو الأخر العنوان لمن أمتهن مهنة المتعاب بل هي في العراق مهنة الموت ولاشىء أقسى من الموت ولاأعنف وأرعب منه فهو النهاية وهو اليتم وهو الفقدان وهو الخسارة..........لايمكن للمرء أن يعترض على قدرية الموت التي لامفر منها لأن هذا أمر بيد الخالق العظيم وهو العالم والأعلم بشؤون خلقه وعباده لكن نتحدث عن الموت الذي يأتي من الزويا المظلمة من الجحور والحفر من خلف السواتر والنواظر الموت الذي يأتي من قرار سياسي ومن عنجهيه ميلشاتية ومن فكر أرهابي ووهابي ومن ومن ومن ....فقد طالت هذه الأصناف الجسد الصحفي العراقي حتى تضرجت منه الأرض بسيل من الدماء ولا أريد أن أخوض هنا بتفاصيل الصراعات السياسية والحزبية منذ تأسيس الدولة العراقية الى اليوم والتي كانت هي السبب الرئيس لهذه المأساة .....والحديث عن ذلك يطول به المقام لكن ..مع كل هذا الذي جرى ويجري الأن والذي يعد الأسوء في تاريخ الصحافة العراقية بل في تاريخ الصحافة العالمية نقول لماذا يجري كل هذا بحق الصحافة وبحق الصحفي العراقي...؟؟ لمصلحة من يحصل هذا...؟ ومن يقف وراء ذلك...؟؟ وماهي غايته...؟؟؟ هذه الأسئلة جديرة بالطرح والنقاش والأستنتاج لأن معرفتها يعني معرفة كوامن الحقيقة حتى من خلالها يتمكن الصحفي من معالجة أمره وتوخي الحذر في عمله أو أعلان الأستقالة الجماعية من هذه المهنة التي صنفت بالسلطة الرابعة.....!!!!أن الذي جرى للصحافة العراقية بعد 9_4_2008 يعد الأخطر والأشد كارثية على كيان الأسرة الصحفية ولأعلامية في العراق فقد راح المئات من الشهداء منذ التأريخ المشار أليه حتى يومنا هذا وكان أخرها وليس أخيرها محاولة أغتيال نقيب الصحفيين العراقيين الاستاذ الفاضل شهاب التميمي يوم السبت الماضي هذه الحادثة التي هزتنا جميعا من الأعماق نحن من ينتمي لهذه المهنة كون الأستهداف جاء لرأس الهرم الصحافي في البلد وهذا يعني أن أستهداف رأس السلطة الرابعة هو أستهداف جمعي لكل الأسرة الصحفية ودون أستثناء لذلك أدعوا من هنا الجميع أن يقفوا موقفا موحدا وأن يتأزروا ويوحدوا كلمتهم وذلك من خلال الأنتماء ومن خلال التنديد والتظاهر والأعتصام وألأحتجاج لأن السكوت يعني السماح للأجرام يستفحل بحقنا ونسمح لناره الشريرة أن تزحف بكل هدوء الى عتبة منازلنا وعندها لاينفع الندم وتموت الكلمة وتغيب الحقيقة لاسمح الله .....وأخيرا أتمنى للاستاذ الفاضل شهاب التميمي الشفاء العاجل ويعود الى زملاءه ومهنته معافى...فأنه الأب والأخ والزميل والذي عرفته قبل هذا المنصب بأنه الأنسان قبل كل شيء والرجل المهني المحب والعاشق لمهنته والمخلص بعلاقته لجميع زملاء المهنة والمدافع والمكافح من أجل حقوقهم في هذا الزمن الذي أختلط فيه الحق بالباطل وألتبس اللون الأبيض باللون الأسود ... فسلامتك ايها الكبير بسنوات التعب والأصيل بأنتماءه والأنسان أولا وأخيرا فسيدي أن الذي أصابك لن يثنيك ولن يثني زملاءك عن مواصلة الدرب والألتحام معك في ذات الطريق طريق ذات الشوكة وحتما ينجلي الليل وينبلج الصبح وعندها تنكشف الأقنعة وساعتها لاعذر للقاتل والمخطط والمشترك والتاريخ لن يرحم القتلة واللصوص وكل شيء يدون ولم يبقى سوى فعل الخير والحق وماعدا ذلك فسيذهب جفاء....!!!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |