|
(على ضوء الإعتذار الرسمي الإسترالي للشعب الأبوروجني المقهور) وأخيراً ، نفذ رئيس وزراء أستراليا - العمالي المنتصر- كيفن راد وعده فقدم إعتذاراً رسمياً بإسم الحكومة الإسترالية الجديدة إلى الشعب الأبوروجني عن جيله المسلوب ، الجيل الذي سرقته الحكومات الإسترالية المتعاقبة من سكان أستراليا الأصليين عبر أكثر من قرن من الزمن. هذا الإعتذار لم يتضمن تعويضات مالية للعوائل التي فقدت أطفالها عنوة أنما كان إعتذاراً معنوياً عبرعن شفافية متناهية مارستها الحكومة العمالية الجديدة في افتتاح دورتها البرلمانية الأولى بعد الفوز الساحق الذي حققته على إئتلاف الأحرار والوطنيين. بهذه الخطوة لم يحقق العمال والسيد راد نصراً لأستراليا في مجال تطبيق قواعد وأسس حقوق الإنسان فحسب أنما أثبت لشعبه والعالم مصداقيته الشخصية ومصداقية حزبه العمالي بعد أكثر من عقد من الزمن كانت وعود رئيس الوزراء المندحرالسيد جون هاورد للشعب الإسترالي كثيرة دون أن يتم تنفيذ أي منها. شَعَرْتُ بفخر واعتزاز بالحكومة التي منحتها صوتي وهي المرة الأولى التي ينتابني فيها مثل هذا الشعور منذ حصولي على شرف مواطنية هذا البلد المتميز منذ أكثر من عقدين من الزمن. في وطني المقهور والمغلوب على أمره ، كان هنالك حزبٌ ، استولى على أمور الوطن في غفلة من الزمن ، فحكم البلد والشعب العراقيين ليس بالحديد والنار فقط إنما بالدم والقتل والإرهاب ، لم يسلبوا جيلاً من العراقيين أنما قتلوا وذبحوا أجيالاً منهم ، كانوا يتفننون في أساليب القتل والتعذيب والدمار فلم يسلبوا طفلاً من عائلة معينة ويمنحنونه لعائلة أخرى أنما كانوا يضعون المتفجرات في جيوب المسلوبين ومن ثم يفجرونهم عن بعد. لم يسلبوا جيلاً من العراقيين الأصلاء كما فعلت الحكومات الإسترالية أنما دفنوا أجيالاً في مقابر جماعية دون أن ترف جفونهم رحمة بإنسانية ذاك الكم الهائل من البشرالبريء من كل التهم سوى كونهم من طائفة معينة أو أنهم ليسوا من أتباع ذلك الحزب اللعين. لم يسلبوا جيلاً عراقياً انما –سفروا – أجيالاً إلى خارج حدود وطنهم واستولوا على ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة ... بل، وبعثوا بهم عبر حقول الألغام ! في وطني المقهور لأربعين عاما، مارس اللقطاء كل الموبقات ليس فقط ضد جيرانهم وأنما ضد مواطنيهم بالدرجة الأولى ، فاستباحوا الأرواح ، وهتكوا الأعراض، وحرقوا الخيرات، ودمروا الأشياء ، وزوروا التأريخ والآثار. في وطني المقهور والمظلوم عبر عقود التأريخ، افتقد الإنسان للأمان والطمأنينة، فعاش قلقاً يومياً – وما زال – على حياته وحياة أطفاله وعائلته وممتلكاته العينية والمعنوية. إذا كان حزب العمال الأسترالي قادرا ً على تقديم اعتذار علني ورسمي عن جريمة مارستها حكومات – عمالية وأحرارية وإئتلافية – سابقة ، فمتى سيتم الإعتذار من الشعب العراقي عن جرائم أقل ما يمكن وصفها ،أنها كانت جرائم مخلة بالشرف أقترفت بحقه من قبل حزب فاشستي لا شرف سياسي له مدعوم من قوى عالمية وأقليمية لأربعة عقود مظلمة ؟ ببساطة ، أشك في حدوث ذلك ، فأشباه الرجال لايملكون القدرة على الإعتذار عما أقترفته أيديهم..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |