الحالة الفرعونية لدى الانسان – الحلقة الخامسة عشر

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

 الحالة الفرعونية لدى المراة

 التربية الاولية للمولودة

 ان المرحلة الاولية للتربية في الاسرة تعتبر اهم مراحل التربية لانها مرحلة تاسيسية، وكلما كانت تلك المرحلة مبنية على النضج الفكري والعقائدي السليم كانت النتائج جيدة على صعيد تكوين شخصية المولودة ورعايتها وتنمية قدراتها في التفكير والسلوك وفي المساهمة في عملية الانتاج والتطور والثقافة والتربية ويكون ذلك عاملا بناء في طريق عملية البناء الاجتماعي.. فاذا اردنا ان نجنب المولودة اية حالة فرعونية يمكن ان تطغى بها على محيطها الذي تعيش فيه علينا ان نوليها كامل رعايتنا وان نبين لها المعروف من المنكر باسلوب تربوي حضاري ونتعامل معها بكل حنان ورافة وان نوفر لها الثقافة الجيدة والمناخ المعتدل في التفكير والسلوك.

 

المراة الام

 ان التوجيه الجيد للابنة ومساعدتها لنيل القسط الوافر من التعليم والتربية والتقويم السلوكي المستمر البناء يخلق شخصية قوية لكي تكون تلك الابنة امراة ناجحة وام مربية فاضلة لبناء جيل المستقبل، وكلما كان الاهتمام بها كبيرا كان الانجاز التربوي والاجتماعي اكبر.

ان توفير الامن والجو السعيد والتربية الجيدة يخلق مواطنا جيدا يتصف بالتعاون والمحبة للغير والمشاركة في بناء مجتمع فاضل بعيد عن العقد والمشاكل التي تتولد عن التربية الخاطئة المبنية على الجهل والعنف.. وكلما كان عطائنا لبناتنا جيدا تلافينا اية مضاعفات فرعونية يمكن ان تحدث للام تجاه اولادها.

 

المراة الابنة

 كما ان الابنة متى تلقت الرعاية والعناية والاحترام والتربية والتعليم ستكون امراة صالحة متزنة ليس لديها اية عقد اواضطرابات نفسية، وبعكسه تتولد شخصية ضعيفة ناقمة مترددة ومتهورة وخارجة عن النظام الطبيعي لسلوك المراة والمفترض ان يكون لمبنيا على العاطفة الانسانية وحب الخير والتعاون، وسيكون سلوكها سلبيا تبعا للحرمان الذي تعانية والفقر التربوي التي تتلقاه، وبذلك ستشارك سلبيا في بناء اسرة مفككة مضطربة ذات ثقافة بسيطة لاتتلائم وروح التنمية والتطور والانتاج والتقدم.

ان ضعف الثقافة الاسرية والاجتماعية والمدرسية قد يترك اثارا خطيرة في السلوك والتفكير وقد يخلق حالات فرعونية لدى الابنة تجاه ابويها لان قاعدة الاخلاق مهتزة بحيث لاتميز الابنة منزلة الابوين من كونهما اصل حياتها ووجودها.

 

المراة الاخت

ان الظروف السلبية التي تجعل احد الاخوات تتصدى لقيادة الاسرة تساهم كثيرا في انحرف مسارات الاسرة ... فان كانت تلك الظروف سيئة شاركت بشكل سلبي مستغلة غياب قدرة الابوين او وفاتهما او ضعف قدرتهما وفقدان قابليتهما لتوجيه الاسرة اما لاسباب مادية او نفسية وهذا التاثير سيتعدى كونه احد الاسباب المؤثرة في مستقبل ادارة شؤون العائلة الى تحطيم بنيتها خصوصا اذا ماكان سلوك هذه الاخت سلوكا فرعونيا ضاغطا.

 

المراة الصديقة

 كما يعتبر تاثير الصديق من اهم العوامل في حركة السلوك الفردي للانسان، فقد يؤثر الصديق بالشكل الذي يقوم الانسان او يدفعه الى انتهاج حياة منتظمة هادئة مستقرة وجيدة، وقد يؤثر بالشكل الذي يخلق عنصرا سيئا يندفع لارتكاب الجرائم المنكرات، وقد يتحول الى عنصر يلجا الى العنف في علاقاته مع الاخرين، وهو امر لايختص بالمجتمعات الغربية فقط وانما يعم في ذلك بقية المجتمعات، وينبغي تجنب الحالة الفرعونية المحتملة بصيانة الابناء من تاثير الصديقات السئ.

 

المراة الزوجة

 ان التلقي التربوي السئ احيانا من قبل الوالدين يتولد عنه امراة جاهلة تنقصها المعرفة وتننقصها الثقافة الاجتماعية مما يجعلها عديمة الاهتمام بالعلاقة الزوجية ويعرضها الى فقدان التوازن والتفاهم مع الزوج ويكون سبب ذلك نقصان في التربية الدينية والاخلاقية والثقافية لدى الابوين، علما ان التوازن الثقافي يعتبر اهم العوامل التي تحقق استقرار العلاقة الزوجية.

 

المراة الموظفة

قد تؤثر الوظيفة بشكل سلبي على المراة بحيث تشعر انها القوية في بيتها كما هي قوية خارج البيت وفي الوظيفة ناسية انها تمثل مركز العاطفة والاحساس الانساني، وانها سيدة البيت بالطريقة التي تناسب تكوينها وقابليتها، فلايمكن لامراة ان تكون امراة ورجلا في نفس الوقت لان ذلك يتنافى وطبيعة كل منهما، ن فلايمكن ان يكون الرجل امراة، ولايمكن للمراة ان تكون رجلا، فالعلاقة بينهاما هي علاقة مودة ورحمة، وعلاقة احترام متبادل واحترام دور كل منهم الاخر في عملية توزيع الادوار داخل الاسرة كما هو عليه من توزيع للادوار في المؤسسة اوالدائرة التي تعمل فيها سواء كانت مدرسة او غير ذلك من الدوائر والمؤسسات.

 

المراة حاملة الشهادة العالية

 الشهادة العلمية لاتعبر تماما او دائما عن اللياقة الكاملة للانسان على المستوى الثقافي والادبي والاخلاقي بل تعبر عن حالة اكاديمية تعوزها القيم والمبادئ الاخلاق والدين والورع والتقوى، وعلى هذا الاساس يجب ان تكون الشهادة عامل بناء للاسرة لاعامل تهديد لاستقرارها.

 

المراة الغنية

ان امتلاك المراة للما ل يجب ان لايخرجها عن كونها انسان متحضر غايته السعادة وانشاء اسرة سعيدة ناجحة تقوم على اساس الاحترام المتبادل بلاغرور ولاطغيان ولاتجبر وخاصة بالنسبة للزوج، وبالاخص اذا كان اقل مستوى مادي منها.. فان عليها ان تتصرف معه كونه انسان يجب احترامه من غير النظر الى طبقته الاجتماعية ان كان فقير او غير فقير، فالعبرة في قيام كل منهما بواجبه الشرعي والاجتماعي والعاطفي والاخلاقي تجاه شريكه وتجاه ابناءهما، وعليهما ان يشتركا في عملية قيادة الابناء بنجاح.

 

مشاركة المراة في السياسة والنشلط المدني

باعتبار ان المراة تشكل مساحة مهمة من الوجود البشري سواء كانت اما او زوجة او اختا او ابنة الى غير ذلك من التوصيفات، فان عليها واجبا كبيرا تجاه مجتمعها، وعليها ان تكون ايجابية في التفكير والسلوك، وان تساعد في بناء الاسرة والمجتمع بالشكل الذي يعزز التنمية والابداع والمشاركة في بناء مجتمع صالح منتج ومستقر.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com