من محن الإعلام العراقي .. العراقية الخامسة مباشر .. ولادة عسيرة وهوية ضائعة

 

 

د.كامل القيّم/ جامعة بابل

dr_alqayim61@yahoo.com

 الحلقة الأولى:

 في الوقت الذي يتصاعد دور الفضاء في صناعة الرأي العام وقولبته، وقسره على التأثر، وفي ظل مشهد الإدهاش والاستمتاع الذي يطلقه الجمهور على ما يتعرض له فضائياً، كانت حزم المعلومات وصناعة الصور ...تتلاطم بين دعاية، واستلاب إعلاني، وتسميم سياسي ...وهكذا هو الفضاء ساحة مفتوحة للحرب الغير معلنة، وإذا كان الإعلام العراقي قد دخل ميدانه متاخراً وفقيراً، بأساليب الحرب تلك،من تقنيات الى خبرة الى أجندة وأهداف تكتيكية واستراتيجية واضحة ..وانتهاءً بالتخطيط والتقويم.. فانه أراد أن يديم الملاحقة ببون شاسع وبأخطاء جسيمة تتراكم يومياً .وهكذا يسبر تحت عباءة الأداء اليومي المعتاد بلا حساب للأثر .

 وفي ظل زخم التنوع في تشكيل المفكرة الفضائية العراقية ..كانت هناك فضائيات تُجاري وتتعلم وتبتكر في ظل اكتشافها للمهمة الثقيلة والمنافسة صعبة المراس مع الحُزم العريقة للفضائيات العربية والدولية، وقد خرج لنا بعضها مبدعاً ومنتهكاً سطوة القوالب الجامدة الممجدة التي طالما تحلى بها الإعلام العراقي كإعلام شمولي أحادي الصورة والهدف، وبناءً على الملاحظة العلمية الدقيقة ووضوح المعطيات،لا نستطيع ان نلغي او نغالط التنبؤات الآتية:

· تمتاز بعض الفضائيات العراقية بالاتكاء على الداخل العراقي وعلى حِراكه السياسي والاجتماعي ... أي ان خريطة البرامج للقنوات اغلبها بتغذية ظرفية تُطعمها العملية السياسية والظرف الانتقالي، والأمن، وأداء الحكومة بالإضافة الى متغيرات أصبحت من محركات الإثارة الإعلامية وأدوات تسمين الخارطة البرامجية وليس لحلها ..كالفساد، ومشروعات الاعمار، وقرارات البرلمان ...ونشاطات الوزارات...فلو افترضنا ان الأمور لم تكن على يجري عليه الأمر ..ماذا تتوقع الفضائيات ان تقدم ... هل لديها بدائل برامجية أو محطات وزوايا تنافسية مع الآخر الوافد؟ ... هل فعلاً جادة في ازدياد ولاآت الجمهور، ولها من المسؤولية في سحب المتلقي من مئات المثيرات التي يزخر بها الفضاء ...السؤال ماذا لدى الفضائيات ...ان تعافى العراق من الاختلاف السياسي وحل العُقد الكبرى؟ ما غذاء الفضائيات المحلي ؟ ماذا لديها للطفل، للفلاح، لطالب الجامعة ؟فليس بالضرورة ان يكون السوق الإعلامي مبنياً على السياسة وقرارات الحكومة والصراع والتنافس والكوراث وأخبار الموت والدمار ...الخ فلدينا الكثير الذي فشلنا في إضاءته وبلورته كمعطى اتصالي يخفف من عبء المرحلة .

· كنا قد قد تعلمنا في أدبيات الإعلام ونظريات التأثير الجماهيري ..ان الجمهور هو المفتاح الأول للعملية الاتصالية برمتها ..وهو الذخيرة الأساسية للنجاح، والنجاح يعني ان رسالتي ليس فقط قد وصلت ..إنما كيف وصلت ؟ولمن ؟ وما التغيير الذي أنجزته ..لان الإعلام دون تأثير ...ومن ثم تغيير(صيدُ هواء في شَبك).

 فما الذي يجعل بعض الفضائيات تسير وتستبشر وتبتسم بشكل يومي على إنها بطلة انتقاء الجمهور ...ومصدر تعبيراته ومخاضاته... وهل أثبتت علمياً (مسوحات رأي عام)ان الناس فعلاً تحتاج الى حوارات ضيوفه اصبحوا يومياً علامات فارقة حتى لأطفالنا، يكررون ويفسرون لنا الواضح دون هوادة ...وهل أثبتت ان المسلسلات العراقية القديمة ومخلفات المكتبة الصورية هي الدواء الناجع للسباق الفضائي وبالذات في أوقات ذروة التعرض ...الم نعي من ُسبات التصورات والأحكام الذاتية .

· البعض يرمي بحسب نظريات الحشد الاجتماعي وغسيل الدماغ تحت مقولة (اكذب ...اكذب حتى يصدقك الناس) وهذه المقولة قد ُطبقت منذ أزمان سحيقة،في الوقت الذي كان وصول الخبر او الواقعة يستدعي اشهر أو أيام وبالتالي فان القائم بالدعاية قد يفيد من فروقات الوقت ..إلا أن العصر الحالي قد اسقط هذا السلاح وجرده بالفورية ونقل الحقيقة على رؤوس مرتكبيها، وبالتالي فان اللعبة الإعلامية لا تخلو من فن ولياقة وتحسّب ولهاث خلف كل دفاع وهجوم ... وكلامي هذا يعبر عما تعمله الفضائيات من تلميع صور المسؤولين وصناعة الأنشطة للوزارات تحت ستار التغطية الوطنية وترميم الداخل العراقي، فلو تأملنا كيف يُصاغ النشاط الإعلامي لوزارة ما، وكيف يُعبر عنه فضائياً لرأيت العجب ...وسأسوق جزء مما تضعه الفضائيات (كجزء من إعطاء المعلومات المهمة والأساسية والتي أجهدت مراسليها محنة الحصول على مابين الكواليس او ما تعلن عنه (العراقية) مثلاً من التزويد بنشاطات الوزارات .إي إعلام وأي سبق ندعوا فيه صانع الخبر الى الفضاء، وما دور المراسلين والمندوبين والمختصين في شؤون القطاعات ...أخبار من يريد وليس ما يحصل.ومن نتائج تلك دعوات التزود اللحظية التي طالت كثيراً 7 شهور ولازالت الحظ مثلاً:

· سبتاتل : وزارة التجارة تعلن عن وصول ثلاث بواخر محملة بالرز...ولا نعلم لماذا لم تكشف الوزارة عن حالة تزوير البطاقة التموينية منذ عامين؟ من يتحمل مبالغ الفروقات ....وزارة النفط تلعن إعادة التصدير عبر ميناء جيهان التركي بعد 4 أيام من التوقف ...وزارة حقوق الإنسان تناقش ورقة عمل لمساعدة المهجرين...النقل تتعاقد على شراء ثلاث طائرات من فرنسا... 10 مليار دينار لإنشاء ملعب أطفال (لا اعلم لماذا تذكر بالدينار العراقي ومجمل الموازنة بالدولار)....المالية ترصد 100 مليار دينار لزيادة قدرته على الإقراض العقاري في ذات الوقت انظر كتاب الوزارة الأخير الذي يقتضي بتخصيص مبالغ لا تكفي لـ 5 % من المتقدمين وبحسب تخصيصات المحافظات(حسب عدد السكان الإجمالي) ومنها محافظتي محافظة بابل 22 معاملة شهرياً والمتقدمين بآلاف، فالتصريحات سهلة وجميلة لكن نريدها بحسب مستوى مطالب الناس وحاجاتهم الحقيقية ولا نحتاج الى ترقيع الواقع،....ولكن فضائياتنا الوطنية(التي تراقب الحكومة افتراضاً) ربما تخجل من تقويم أداء وزارات نائمة لحين إقرار التخصيصات، وفجأة تصحوا تلك الوزارات على إقامة دراسة، او العمل على سبل تطوير، او تعلن عن إقامة منافذ لـ ...وتواكب عمل وهكذا من كليشات الإعلام البائس الفقير الذي يخاف الانطلاق في عالم التقنيات الرحب وعالم الاستقصاء والقصص الخبرية واستطلاعات المحرومين والمكذوب عليهم .

· هذه ليست أخبار ...وليست في صالح تحجيم وعي الرأي العام نحن نحتاج الى أخبار الأروقة ...وأخبار المستور وليس فقط عضلات الوزارة والمتأنقين فيها،ليحققوا ذاتهم ووجودهم في إقامة ندوة تستطيع ان تقيمها أي مدرسة ثانوية في الريف العراقي .وهذا يذكرنا بالأخبار المحلية في عهد الطاغية ..حينما كان المسؤولين بلتمسوا غرفة الأخبار في القناة العامة كي يظهروا بما يسمى (نشاط) لإرضاء الطاغوت .
· غريب هذا الانجرار نحو استمالة الإعلاميين بكعكة الأخبار الدسمة(الجاهزة) الإيجاز الصحفي الذي اعتادت الوزارات ان تضعه في عنق العلاقات العامة او وحدات إعلامها...وغريب هذا السلوك الإعلامي الذي يزاوله مجلس النواب ....كيف يراقب الحكومة ويخشى بث جلساته باسم الشعب دون انقطاع...وكيف يراقب ويبني قوانين وضوابط للشعب الذي تُمنتج قضاياه مع هدية (بحسبما وردنا من الدائرة الإعلامية للمجلس) ومن تكن الدائرة الإعلامية حتى تتحكم بسيل أخبار الشؤون العامة ...ومثله للمكتب الإعلامي لدولة السيد رئيس الوزراء،رجعنا الى دائرة حرية التعبير والنظم الديمقراطية ..وحقوق إتاحة المعلومات الوصول لها ...لا اعرف ما لذي يجعل مجالس الشعب وقضاياه ترشح بحارس بوابة ...فهو يمنع ما يشاء من العرض المباشر ويعطي ما يشاء وهنا رجعنا الى الانتقائية ... ما لذي يجري حتى نمنع ونختزل حق الوصول للمعلومات للجميع باعتبار ان الحقيقة للجميع وحينما تصّنع تشّوه ..وتغدو بدائرة الدعاية والترويج والانتقاء ...لماذا ترضى بعض القنوات بأحقية ووحدانية ملاحقة الأخبار العامة ومنها العراقية (الحكومة، النواب، القرارات ....راجعوا ملفات قانون هيئة الإعلام والإرسال العراقية رجاءَ .
· مرة سالت احد أعضاء مجلس النواب ونحن في صدد مناقشة ورقة الفساد الإداري ودور وسائل الإعلام واليات مكافحته يورشة عمل في بيروت ... وبناء على حجم المناقشات التي طالت الموضوع ...وتعجب بسؤالي، كيف لا يملك مجلس النواب اعلاماً بضخامة تأثيره وأهميته؟ ...وكيف لا يملك مركزاً للبحوث ليراقب ويتنبأ بالظواهر الاجتماعية والقانونية والسياسية؟ وقد أجابني ...نحن ننشر القوانين والأخبار في الوقائع العراقية ونصّرح للصحف .. فالمسند الإعلامي للمجلس الذي يرسم سياسة ومستقبل البلد، خالٍ من صحيفة او قناة يطل بها على الناس، وتتربع دائرته الإعلامية على التغذية الانتقائية للحورات ومحاضر الجلسات ...هو لا يعلم أن الاختلاف قوة ...وان مظاهر الفوضى التي نراها احياناً مقبولة إذا كانت تُنقل وتُروى بالصدق كله ..

· حينما لا نملك آليات الدفاع عن قضية ما بالعلم ...نتجه الى المال ..هذا القول يتجسد بما تسلكه بعض الوزارات نحو قنوات الإعلام المختلفة ...ونحن كمختصين في المجال الإعلامي ربما نستطيع الكشف عن لعبة الإعلان والجهة التي تموله ...فالإعلانات التي هي غدت مجهود الوزارة الأول والأخير حول محاربة او الترويج او لتأصيل فكرة او لهدف بالصحف المطبوعة او بعض قنوات التلفاز الفضائية، ولو تم احتساب ما ينفق على الإعلان تصنيعاً وبثاً لنجد إننا اقتربنا من ثروة نستطيع بها ان نلملم جزء من التنمية التي نتباكى عليها وما المعالجة التي يتكأ عليها الإعلام العراقي الفضائي للإرهاب والفساد... للأسف عمودها الإعلان .فلم نرى من مباديء الدعاية او فنون الحرب النفسية او خطاب التغيير وكسب المحايدين لبلد أُنهك بهذين المفصلين، أليس غريباً ان يعالج الموضوع بالإعلان ولدينا من خبراء الدعاية والعقول ما يكفي ان يُهزما او يٌقوضا بالكلمات وبالصور ...نحن نقدّم الدماء والأموال والزمن لايمكن فيه ان نراهن على اتصال برقم ...او ان نكتفي ببث صور الرجاء للوحدة العراقية ونبذ العنف والإرهاب، وهذا بالطبع كله من المال العام وليس من رواتب مروجيه او مكثريه فالفضائيات العربية أتخمت بعوائد دولارات المكافحة الباردة، الأمر يتطلب أكثر من هذا، يتطلب إعادة النظر بخطاب يراوح ولا يفقه بمديات التراكم في التأثير وانتشار الأفكار المسمومة وتنظيرات التكفير .ففي هذا الميدان نحن لا نحتاج الى غرفة عمليات ...بل الى صالة دراسات وبحوث لصياغة خطاب يليق بأداء بلد كان من الرواد في امتلاك أدوات الأعلام التقليدية وغير التقليدية.

· إذا كانت جريدة الصباح تمثل الطيف العراقي بكل تنوعاته، وهي ممولة من المال العام (بحسب مسودة قانون الشبكة)، فلمَ هذا القناع، ولم هذا الفخ الذي تتصدى به للقاريء بدعوى تمثل وجهة النظر الرسمية، وهي تبتلع ومعها العراقية مدخورات المال العام الإعلامية برفع عدد الصفحات الإعلانية ..هل بهدف كشف الحقيقة وحراستها .وما سر الصفحات الداخلية الإعلانية التي تمطرنا بها لشتى الوزارات والمديريات والهيئات ....سيقول القاريء ان الإعلان جزء أساسي من نجاح المؤسسة ..نعم هذا صحيح حينما تكون المؤسسة ربحية، او لتدعم أنشطة مستقبلية ..فلايجوز ان نحسر مسافات التأثير الثقافي والاجتماعي بقصد تراكم الإرباح ونسب التخصيصات.
وليس ان تُطبع وتُغني صفحات (هموم الناس وكشف أخطاء الحكومة وهذا هدف تأسيسها كجزء من شبكة البث والإرسال العراقية) بأموال الحكومة وبالتالي أموال الشعب، وهل تحتاج الى هذا الدعم الإعلاني الهائل ...فراحت تضع لها مشروعات ومراكز أبحاث، وملاحق يومية لا اعرف بناءً على ماذا ؟ وبذلك قد مارست او هكذا أرادوها ان تمارس دكتاتورية الإعلام الديمقراطي ...والشبكة لم تفكر حتى في تنمية مشروعاتها في المحافظات وتقيم اعلاماً محلياً لائقاً ومتوازن مع المر كز او ان تضع لبُنات لتصنيع وإنتاج الأفلام والبرامج التي بدء بها العراق منذ الخمسينيات ...أين المال العام ..لماذا تحت سلطة المركز ولماذا صحف المحافظات تعاني من القحط المالي والمعنوي ..لا اعلم ...حكمة.
 فلا زالت غرفة بث الأخبار لاتزيد على نصف متر مربع مثلاً في إذاعة بابل (تابعة لشبكة الإعلام العراقي) وحينما يحصل لقاء يخرج الضيف ويسال المقدم ثم يدخل ..وهكذا مارثون ...علما ان الإذاعة تمثل أداة مهمة للتفاعل الجماهيري في الفرات الأوسط والجنوب .
 كنت أتمنى ان تكشف الصباح والعراقية عن مصروفها الشهري وعدد مكاتبها ومنتسبيها حتى نعرف لماذا تقّزم الآخر المحلي ...أليس هي من تتحدث عن الشفافية الإعلامية وتفسر ضوابط وتغالي في مبدأ العدالة في حرية التعبير ...اي حرية تعبير وإبداع يعيشها اعلام المحافظات في ظل كفاف التمويل وابتلاع الكبير للصغير .

· في الوقت الذي صرحَ(وجّهَ) به السيد رئيس الوزراء على احترام عمل الصحفيين، وإبداء المساعدة لهم وتسهيل مهمتهم النبيلة. السؤال لمن وجه ...وما لذي حصل في الحلة والبصرة والكوت وبغداد إبان التوجيه وبعده ؟ وأقول إذا كانت الحكومة تسعى الى تكريس الديمقراطية وتنشيط الحوار البّناء فلتأخذ بحرية الصحافة كاملةُ ...فلتأخذ بها فهي الدواء الشافي، وربما السيف الحق المسلط على الجميع كي يحققوا شعارات يتغنون بها عبر الفضائيات، فنحن نثمن التوجه، ونحترمه ونعلم ان الحكومة تتمنى مساراً أفضل للصحفيين ومؤسسات الدولة، لكن الموضوع ليس بالبساطة في ظل تكريس المركزية الإعلامية، وأدوات الحجب للمعلومات ومنع الوصول لها، فنحن ندور بدائرة يدفع ثمنها الرأي العام والإعلاميين باعتبارهم محامو الشعب .

· كنت أتمنى ان يرافق التوجيه الإسراع في إصدار ضوابط وتشريعات وقوانين تحدد هذا المسار الذي أتعب الجميع ...وان تكون كفة الفهم الحقيقي لمسؤولية الإعلام لدى المسؤولين وليس لنضال الصحفيين، فالصحفي يبغي الحقيقة والحقيقة في ملعب المسؤول فكيف الوصول لها...بالطبع ليس بالرجاء او التوجيه او حتى بالكتب الرسمية ...نحن بحاجة الى تشريع إعلامي ينظم كل تلك المتضادات، فليس بالأمر العسير، وسيرى من يريدون ضياء الحقيقة كيف هذا الدواء العجيب ؟ وعند ذاك سنقول لدينا سلطة رابعة تُراقب، وتُحاسب، وتُعبر عن ديمقراطية الفقير أشخاص أم مؤسسات إعلامية ناشئة.

· الكلام كثير في شجون الإعلام العراقي، ولكن أريد جوابا على من جَهد بتوصية لإنشاء فضائية العراقية 5 مباشر ؟وهي تعمل الآن تحت مسمى دفاعي أول (بث تجريبي) فهل نحن فعلاً نحتاج الى فضائية ليس لها طعم او لون او هوية ؟ أليس من الأجدى للمعنيين في شبكة الإعلام العراقي ان يتوجهوا الى بناء صروح إعلامية كما تعمل بها الدول المتقدمة والمتخلفة، فليس انجازاً ان تضيف قنوات ولدت ميتة على حساب الاولويات الإعلامية ؟

· عجيب هذا البلد الذي تقال فيه (العملية السياسية) آلاف المرات ولا تقال فيه العملية التنموية مرة ! الى القائمين على العراقية او العراقية مباشر (لا نختلف) أليس من المفترض ان ننشىء قناة تربوية (والتي صرح بها السيد وزير التربية منذ 7 شهور وبمبلغ 61 مليون دولار ؟ أليس تلك الفضائية التي جمهورها قد يبلغ الخمسة ملايين طالب وتربوي أجدى للبلد وحمايته من العصف الوافد ؟ في الوقت الذي تضع فيه دول عربية بائسة الاقتصاد فضائيات (بالجمع) للتعليم العالي فقط والأخريات في تنوع بين الطب، والآثار، والثقافة، والتاريخ ... الخ، ونكف بكائنا على الهوية الثقافية وتأثير تكنولوجيا المعلومات على التحصيل .......الخ من بكاءات الفشل في مواجهة الطفل العراقي بعمل عراقي ؟ ناهيك عن الفضائيات المتخصصة الملحة لوضعنا الراهن، الفضائية الصحية، والعلمية، والبيئية، والسياحية (في بلد كل شبر فيه مرقد او مزار او مسحة سياحية) تعليم عالي، طفل مرأة ....الخ القائمة تطول في عالم التخصص الإعلامي واحترام ألذات والإنسان وحرية الإطلاع وجدواه .

· اذا افترضنا جدلاً إنها أي (العراقية مباشر) ضرورة ..انظر الى النسخ ألبرامجي، لبرامج أتعبت الذاكرة وأجهزة بث الفضائيات العربية . وانظر الى المباشر (جلسات مجلس النواب المقطعة ...مهرجانات الوزارات ...الخ) مدن عراقية (هذا الابتكار الذي تخلو منه الفضائيات) وعند منتصف الليل خطوط ملونة ...انتهاء البث .

· ما هذه العشوائية في الثروة الإعلامية والامكانات والخبرات والأموال ؟من الذي يرسم اولويات الحاجة الثقافية للبلد ؟ كم تكلف الدقيقة الواحدة للبث وكم المعطى ....هل ولدت لضرورة أم لجزء من إخطبوط الشبكة على مقدرات المنح المالية لتطوير الإعلام العراقي ...بمجمله محافظات واقضية ومؤسسات .كان من الأفضل لهذه الأموال ان ننعش بها صحف المدارس، وإذاعاتها .كان من الأفضل ان نعمل على إصدار مجلة حقيقية للاطفالنا المندهشين بألوان كتب ومجلات العالم الآخر .كان الأجدر ان نرتقي بمهارات صحفيينا الذين أتعبتهم الخطوط الحمراء والقتل العشوائي وعبس المسؤولين وأهوائهم... كان من الأفضل أن نواجه المطالب الحقيقية بأي قنوات تفيد الناس والبلد وتعّجل في بناءه وتنميته ...كان من الأفضل ان لا تولد العراقية مباشر او مثيلاتها .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com