|
يجب التصدي للتطاولات الحكومة الشوفينية التركية على جماهير كردستان!
سعيد نعمه/ نائب رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق تشن هذه الايام القوات التركية هجوما عسكريا على المناطق الحدودية من كردستان العراق مستخدمة الطائرات والمدفعية والدبابات تحت ذريعة مكافحة الارهاب" و"خطر حزب العمال الكردستاني على امن تركية". ولم تتوقف القوات الاجرامية هذه المرة عند القصف الجوي والمدفعي المكثف والعنيف كسابقتها، بل امتد الامر ليشمل القيام بتوغل واجتياح بري سافر. لقد بينت هذه الحملة العسكرية وكشفت عن اثارها وعواقبها على صعيد الحياة اليومية لجماهير كردستان العراق من الساعات الاولى لاندلاعها، حيث دب القلق والرعب والخوف لدى السكان . لقد جاءت هذه الحملة امتداداً للحملات السابقة التي قامت العام المنصرم. ان انهاء نشاط حزب العمال الكردستاني هو مطلب قديم للحكومة الفاشية التركية.رغم ان تواجدهم في هذه المنطقة منذ اكثر من عقد ونصف لماذا جاءت هذه الحجة والذريعة الان . ان الهجوم العسكري التركي ذا اهداف تتجاوز تماماً حزب العمال الكردستاني . ان الهدف الاساسي والمباشر لهذه الحملة العسكرية التركية هو سعي تركيا لفرض دورها بوصفها قوة سياسية وعسكرية مقتدرة في المنطقة في عملية صياغة المستقبل السياسي للعراق لاتقل عن قوة ايران العسكرية والسياسية التي اصبح لها موطئ قدم في العراق كما ان لها اطماع قديمة وتوحهات توسعية. ان فشل الاستراتيجية الامريكية وتعفر وجهها بوحل المستنقع السياسي والامني في العراق و الفوضى السياسية وعدم استقرار الامن وفر الفرصة لوثوب لتركيا للتحقيق احلامها وتطلعاتها السياسية والاستراتيجية الى الميدان ونيل موطيء قدم مهم في العراق عبر هذه القناة، اي عبر قناة العسكرتاريا والحرب والتصعيد السياسي والعسكري. وفي الوقت الذي تتطلع ان يكون لها دور سياسي في المستقبل ، وبالاخص بوجه الاستشراء الايراني في العراق والمنطقة، فانها تتعقب مصالحها الاقليمية البعيدة المدى. انها وجدت في الفشل الامريكي فرصة لفرض مطامعها السياسية والاستراتيجية على الاخرين واولهم نظام الجمهورية الاسلامية المنفلت في العراق والمنطقة. ان حركة الحكومة التركية الراهنة والمدعومة من قبل امريكا لاتنفصل عن الصراع الضاري الناشب بين القوى العالمية والمحلية العديدة والمتنوعة من اجل اعادة تقسيم العالم وسعي كل طرف بصورة حثيثة من اجل اقتطاع اكبر مايمكن من حصة السلطة والهيمنة.ان موقف حكومة المالكي لهو ضعيف الى ابعد الحدود. بل في الحقيقة انه موقف يفسح المجال عملياً امام تمادي الحكومة التركية وغطرستها. ان هذه الحملة ليست مبعث استنكار جماهير كردستان العراق فحسب، بل هي مبعث استنكار كل العراقيين و كل القوى التحررية والداعية للمساواة و الانسانية في العالم كله. أدين وبشدة هذا الهجوم الوحشي ضد اهلنا في كردستان الابرياء بشكل خاص وجماهير العراق بشكل عام وضد الانسانية وانه يستهدف امنه وسيادته لذا أدعو جماهير كردستان وجماهير العراق عامة الى التصدي لهذا الاعتداء والى أي اعتداء بكل الوسائل الممكنة لوضع حد لتطاولات حكومة تركيا على جماهير كردستان وحياتهم وامنهم. او أي من يحاول التطاول على العراق ارضا وشعبنا. وتتحمل الادارة الامريكية والحكومة العراقية وحكومة الاقليم (الاحزاب القومية الكردية) مسؤولية حماية امن العراق من شماله الى جنوبه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |