الأمريكان والسعودية وراء مجزرة زوار الحسين

 

د. حامد العطية

hsatiyyah@hotmail.com

لماذا تحوم شكوكي حول الأمريكان والسعودية؟ بتقديري هنالك طريقتان لإثبات أو دحض هذا الإتهام، أولهما إجراء تحقيق ميداني، بأمل جمع أدلة حسية كافية، تقود إلى تشخيص هويات القتلة المجرمين، والتعرف على الجهات المحلية والخارجية وراءهم، إن وجدت، وهي بالتأكيد الطريقة المثلى للتجريم أو التبرئة، وتقضي الطريقة الثانية باستخدام الأدلة الظرفية والتاريخية في إثبات التهم، وهي بدون شك أفضل البدائل عندما لا تكشف الطريقة الأولى عن المذنبين أو تطمس نتائجها لأسباب سياسية، وليس أمامي من اختيار سوى الطريقة الثانية، ولكي أكون موضوعياً ومنصفاً في استنتاجاتي وأحكامي سأضع جانباً كل مشاعري السلبية تجاه سياسات البلدين التخريبية في العالمين العربي والإسلامي، وأحصر دائرة إهتمامي بموقف الإثنين من الشيعة، وبالذات شيعة العراق، وسأجري التحقيق في هذه القضية المفجعة من خلال طرح اسئلة والإجابة عليها استناداً إلى المعروف والمتوفر من معلومات موثقة.

 أولاً: التحقيق في التهمة الموجهة للحكومة السعودية:

س1: من أشد الحكومات والدول كرهاً للشيعة على أساس مذهبي؟

ج1: الحكومة السعودية وحكومات الدول العربية والإسلامية التي ينتشر فيها المذهب الوهابي مثل أفغانستان تحت حكومة طالبان والباكستان واليمن.

 س2: أي الدول المجاورة للعراق حاربت الشيعة أو ساهمت في شن الحرب عليهم؟

ج2: الحكومة السعودية وحكومات دول الخليج التي مولت وساندت النظام البعثي الطاغوتي في حربه العدوانية ضد جمهورية إيران الإسلامية تحت شعارات طائفية بحتة.

 س3: أي الدول المجاورة تضطهد مواطنيها من الشيعة لأسباب طائفية وسياسية؟

ج3: الحكومة السعودية في المرتبة الأولى من حيث شدة الاضطهاد والقهر وتنوعه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وطول مدته الزمنية، وتليها في الترتيب على مقياس ظلم الشيعة حكومة دولة البحرين وغيرها من الدول المرتبطة سياسياً وطائفياً بالسعودية ومذهبها الوهابي.

 س4: أي الدول المجاورة أيدت عدوان آخرين على الشيعة؟

ج4: الحكومة السعودية وحكومات الدول العربية السائرة في ركابها مثل الأردن ومصر والتي وقفت مع الكيان الصهيوني في حربه العدوانية ضد حزب الله الشيعي المدافع عن أرض وكرامة لبنان.

 س5: أي الدول المجاورة تتآمر مع تنظيمات وقوى محلية لضرب الشيعة؟

ج5: الحكومة السعودية التي تمول جماعات لبنانية وتحرضها على حرمان الشيعة من حقوقهم السياسية والاقتصادية في لبنان، وتتهم أطراف شيعية وغير شيعية السعودية بالوقوف وراء مخطط دولي ومحلي مشبوه لإشعال فتنة طائفية بين السنة والشيعة في لبنان.

 س6: أي الدول المجاورة استعانت بالإرهابيين لمحاربة الشيعة؟

ج6:  لجأت الحكومة السعودية للإرهاب للتخلص من أحد ابرز قادة الشيعة المجاهدين في لبنان وهو العلامة المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله، ونفذ عملائها تفجيراً بمبنى يرتاده العلامة فضل الله، ادى لاستشهاد العشرات من الشيعة المؤمنين، كما تساند حكومة آل سعود حالياً تيار المستقبل بقيادة عائلة الحريري في لبنان، وقد وجهت لهذا التيار الموالي للسعودية أصابع الإتهام باستقدام وتسهيل دخول وتمويل جماعات إرهابية، لاستخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية ضد شيعة لبنان، شبيهة بالعمليات الإرهابية التي راح ضحيتها عشرات الألاف من شيعة العراق، وقد أحبط هذا المخطط نتيجة تصدي الجيش اللبناني للجماعات الإرهابية التي تسللت إلى المخيمات الفلسطينية.

 س7: أي الدول المجاورة تصدر الفتاوى التكفيرية والدعوات الطائفية التي أباحت سفك دماء الشيعة؟

ج7: السعودية.

 س8: ما هي جنسية النسبة الأعلى من الإرهابيين الوافدين من خارج العراق الذين نفذوا عمليات إرهابية استهدفت شيعة العراق؟

ج8: الجنسية السعودية.

 س9: ما هو مذهب معظم الإرهابيين المتسللين إلى العراق؟

ج9:  المذهب الوهابي السعودي.

 ثانياً: التحقيق في التهمة الموجهة للأحتلال الأمريكي:

 س10: هل سبق لأمريكا الدفاع عن الشيعة ومصالحهم؟

ج10: أبداً.

 س11: هل تساند أمريكا حكومات دول تضطهد وتقهر الشيعة؟

ج11: كل الدول التي تضطهد مواطنيها من الشيعة وتحرمهم من حرياتهم الأساسية وحقوقهم متحالفة مع أمريكا، بل يمكن عدها عميلة لأمريكا، وهي السعودية والبحرين وقطر وإلى حد ما الكويت، ولم تدعو أمريكا أي من حكومات هذه الدول لإنصاف الشيعة واحترام حقوقهم، ولأن امريكا تساند هذه الحكومات فهي بالتالي مشاركة في جرائمها ضد الشيعة وغيرهم.

 س12: ما هو موقف أمريكا من الحروب العدوانية على الشيعة؟

ج12: تعرض شيعة إيران ولبنان إلى حربين مدمرتين، شنها النظام البعثي البائد ضد إيران الإسلامية والكيان الصهيوني ضد شيعة لبنان، وقد ساندت أمريكا بالمال والسلاح والدبلوماسية والمعلومات الاستخبارية النظام البعثي ضد إيران، كا رمت أمريكا بكل ثقلها وقوتها وراء اعتداءات الكيان الصهيوني على شيعة لبنان.

س13: هل توجد قواسم مشتركة في المصالح السياسية والاقتصادية وغيرها بين أمريكا والشيعة؟

ج13: سياسات ومصالح أمريكا على طرف نقيض مع عقائد ومصالح الشيعة بصورة عامة، إذ يسعى الأمريكان لفرض هيمنتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية عالمياً، ويسكتون على طغيان النظم العربية والإسلامية الراضخة لهيمنتهم والخادمة لمصالحهم، ويتخذون موقفاً عدائياً من الشيعة الذين يطالبون هذه النظم باحترام حقوقهم وحرياتهم السياسية والمذهبية، فالشيعة لم يبادروا بإعلان الحرب على أمريكا لكنهم يدافعون عن أنفسهم تجاه عدوان وظلم عملاء أمريكا والكيان الصهيوني، لذا فقط أدعياء التشيع الذين يلهثون وراء مصالحهم الذاتية يتعاونون مع أمريكا.

 س14: هل ساعدت أمريكا شيعة العراق ضد النظام البعثي قبل سقوطه

ج14: نجد الجواب على ذلك في موقف أمريكا المساند للنظام الصدامي قبل احتلاله للكويت وسماحها لقواته بقتل مئات الألاف منهم أثناء الانتفاضة الشعبانية.

 س15: ما هو الموقف الراهن لأمريكا من شيعة العراق؟

ج15: القول بأن لولا احتلال أمريكا للعراق لبقي الشيعة مستعبدين من قبل الطاغية صدام وسلالته إلى أمد غير منظور هو تصريح بعدم الثقة بوعد الله لعباده المخلصين بالنصر وبقدرات الشيعة العراقيين الذاتية، فهو بالتالي كفر بالدين وطعن في وطنية وشجاعة الشيعة ورفضهم الضيم، والواقع هو أن أمريكا لم تدخر جهداً في حرمان الشيعة العراقيين من حقوقهم السياسية، وهذا هو السبب الوحيد لفرضها المحاصصة الطائفية على القوى الحزبية المشاركة بالعملية السياسية، فلماذا لم تكتفي بالديمقراطية التعددية التي تضمن حقوق الأكثرية والأقليات؟ وما أن اعتمدت المحاصصة الطائفية حتى مارست الضغوط على قادة الجماعات السياسية الخانعين للإحتلال لتقديم المزيد من التنازلات عن حقوق الشيعة  مثل الفدرالية والقيادة الجماعية والمصالحة مع بقايا النظام الطاغوتي والعفو عن الإرهابيين الذين أغرقوا العراق بدماء ضحاياهم من الشيعة واخضاع الاختيار للمناصب الإدارية العليا والوسطى بل حتى الوظائف البسيطة للإعتبارات الطائفية، والهدف من كل السياسات الأمريكية هو إضعاف العراق من خلال إضعاف المكون السكاني الرئيسي فيه، أي الشيعة، فهل يصدق عاقل بأن أمريكا ستسمح للشيعة بالحصول على كامل استحقاقاتهم السياسية في العراق مع وجود إحتمال مشاركته في تكوين ما أسماه عملاء أمريكا بالهلال الشيعي وحذروا منه؟

 س16: هل فعلت قوات الإحتلال الأمريكي كل ما في وسعها لحماية العراقيين من الشيعة وغيرهم من الأعمال الإرهابية؟

ج16: كلا والف كلا، ويتهم الشيعة الأمريكان بالتهاون والتقصير في منع العمليات الإرهابية، فقد تحدى الرئيس الأمريكي الإرهابيين للقدوم للعراق ومنازلة القوات المحتلة، وأهملت قوات الإحتلال حراسة الحدود ليتسلل منها الإرهابيون، وتركت مستودعات سلاح القوات العراقية المنحلة من دون رقيب ليتزود منها الإرهابيون بالسلاح والعتاد، ومنعت الشيعة من حمل السلاح الشخصي للدفاع عن أرواحهم، واتهمت الجماعات الشيعية التي انبرت للدفاع عن أرواح ومناطق الشيعة بالمسئولية عن الفتنة الطائفية، وجعلتهم الهدف الرئيس لحملاتها العسكرية والاعتقال العشوائي، وفي الوقت ذاته دعت الحكومات المجاورة والمجاهرة بعدائها للشيعة وعل رأسها السعودية، المصدر الأول للإرهاب، للتدخل في الشئون العراقية الداخلية.

لا يخامر عقلي أي شك في ضلوع أمريكا والسعودية والكيان الصهيوني وعملائهم العراقيين في العمليات الإرهابية ضد شيعة العراق، بما فيها قتل زوار أربعينية الإمام الحسين (ع) بالأمس، لذا أوصي أخواني الزوار بالتمعن جيداً في مدلولات الكلمات التي يرددونها أثناء الزيارة، فعندما يقول الزائر: لعنة الله أمتك قتلتك يا أبا عبد الله الحسين عليه أن يدرك جيداً بأن لو كان الأمام الحسين بيننا اليوم لخشي المحتلون منه ولطالبوه بالخضوع لمشيئتهم، ولن يكون الرد الحسيني هيهات منا الذلة فقط بل بشن الجهاد ضد المحتلين، ولو استطاع المحتلون لقتلوا الحسين كما قتله أتباع الطاغية يزيد، ويا أخي الزائر عندما تكرر القول: يا ليتنا كنا معكم لنفوز فوزاً عظيماً فإعلم بأن الجبهة الحسينية قائمة حتى اليوم، لم تهزم ولم تتصدع،  ومن أركانها حزب الله اللبناني الذي تستهدفه أمريكا والكيان الصهيوني وعملاؤهما في لبنان والمنطقة، وتضم الجبهة الحسينية أيضاً النظام الإسلامي في إيران الذي يدافع عن وجوده وحقوق شعبه، وليس من قبيل الصدفة أن يكون أعدائهم هم أيضاً المعادون لشيعة العراق، وما أعداء الشيعة من أمريكان وسعوديين وصهاينة سوى روح يزيدية شيطانية واحدة مقسمة في أقانيم ثلاثة، لذا علينا واجب نصرة هذه الجبهة الحسينية بالقول والعمل، لأن قائدها بالإيمان وعقيدة الجهاد والقدوة الاستشهادية هو إمامنا الحسين، وأقل ما يفرضه علينا الإخلاص والوفاء للحسين وتضحياته في سبيل عقيدته وأمته أن نردد أثناء زيارتنا الشعارات التالية:

الموت لقوات الإحتلال

الموت للكيان الصهيوني

الموت للسعودية والوهابية.

ولأن كل يوم عاشوراء فنحن مطالبون دائماً أن نبرهن بأننا لسنا من أهل الكوفة الذين خذلوا الحسين ووقفوا مع الباطل ضد الحق، بل نحن أصحاب وأتباع الحسين.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com