|
في السياسة الخارجية تعتبر مصلحتنا القومية مقياسا لكل الامور)) تشاز فريمان من الطبيعي كمواطن عراقي أن اُقارن بين سلوك الحكام العرب وسلوك حكام ايران وتركيا فما زال الحكام العرب يتعاملون بريبة وحذر من التغيير في العراق وهم لايتعاملون بتلك اللياقة المعهودة مع المسؤولين العراقيين وكثيرا ما تضع العراقييل الغير مبررة لعلاقات دبلوماسية طبيعية بين بلدانهم والعراق. على عكس الحكام في ايران فالبرغم من مخاوفهم الحقيقية من التغيير الذي حصل عام 2003 بعد احتوائهم ل(صدام)ووصول العلاقات في فترة الرئيس الايراني خاتمي الى أعلى مستوى من التنسيق إلا أن الجارة ايران لم تجابه هذا التغيير بنفس السلوك العربي رسميا بالرغم من قلقها المتزايد من التغيير في العراق ووجود أكثر من 140الف جندي ونفس العدد من المجنديين غير الرسمين بل هي الدولة الاولى التي اعترفت بنتائج الانتخابات ودعت القيادة العراقية المنتخبة في ظل حكومة الجعفري الى زيارة ايران. وبالرغم من الكثير من التقارير التي تكشف عن تدريب ايران لمجموعات ارهابية وتوفير الاسلحة اللازمة لهم إلا أن هذه الامور لم تأخذ حيزا رسميا ظاهريا ومازالت تصريحات المسؤولين الايرانيين تدعو الى دعم العملية السياسية في العراق في ازدواجية لايمكن الا للايرانيين أن يجيدوها!!!. وفي المقابل تجد الولايات المتحدة في اقتراب ايران من العراق تهديدا مستقبليا لوجودها في العراق ومن الامثلة على ذلك قول أحد السياسيين الامريكين تعليقا على الوضع العراقي فقال: (العراق بلد محتل من قبلنا عسكريا إلا أنه محتل من ايران سياسيا) وانفتحت الاسواق العراقية على مصراعيها للبضاعة الايرانية بكل أنواعها وبهذا استطاعت ايران أن تحول الامر الى صالحها بكل الاتجاهات حتى وصل الامر بالرئيس الايراني أن يصرح بأن ايران تملك 130 الف اسيرا في قبضتها وان ايران تستطيع أن تملئ الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة في حالة انسحابها ويأمل العراقيون من هذه الزيارة أن يكون هناك تفاهما بين البلدين ليلعب العراق دور الوسيط بين العدوين المتصارعين على أرض العراق لتتحول من حلبة صراع الى مائدة للتفاهم وإن كانت الولايات المتحدة وايران تحبذان البقاء على ساحة الصراع . هذا ما يجب أن نقوله للرئيس الايراني وهو يحل ضيفا على العراق وان استقرار العراق من مصلحة ايران الاستراتيجية وان كنتم تريدون جارا عراقيا لا جارا أمريكيا فاعملوا على استقرار العراق وان تصدير الموت لابد أن يعاد تصديره بطريقة واخرى وهذا هو ديدن الحياة هذا ما نقوله للرئيس احمد نجاد ومصلحتنا القومية مقياسا لكل الامور والا ستكون زيارتك بروتوكولية لالتقاط الصور ليس الا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |