سيدي...

 سَجدت على أعتابِ عِشقك القوافي والكلمات

وركعت في محرابِ دماكَ خاشِعات دامِعات

وهامت حروفها بخيال محبيك مبعثرات تائِهات

 بلغةٍ لا يعرفُ  لُغزها إلا العاشقين...

لغة ً تفهمُها العُيون وتحتويها القلوب لتحولها إلى غرام يسلبُ الراحة ويُطيل السُهاد...

كثيرون هم الذين تكلموا عن الحب وما يصنعه المحبون...

وكيف يدخل الحبيب متخفيا ً متسللا ً جوامح القلب  مخترقا ً حواجزه  دون إذن أو رقيب...

لكنهم لم ولن يصلوا إلى حقيقة العشق والود والهَيام.

فليس كل حبيبُ  حبيب...

ولأنك الحسين ...

ولأنك الأجمل ...

ولأن كربلائِك هي يومنا وأمسنا وغدنا وقد حوتها القلوب...

 وطافت بحضرتها نبضات صغرت عند محنتها عظائم الخطوب...

لهذا استحقيت أن تكونَ أميرها...

 وقطب رُحاها لتدور حولك محلّقةً ً تسبح بخيال المتيمين...

ولأنك الحسين...

رمز التضحية والإباء والفداء...

ومُلهم الابطال والثائرين والسائرين نحو السماء...

فخذ منا قوافل الشهداء سائرة على درب اليقين...

إيه ٍ أبا الأحرار يا قدوة الفاتحين...

 وهل يحلو المسير إلا إليك؟؟؟

والندب بالأحمر القاني إلا عليك؟؟؟

أويلوموننا ونحنُ العاشقون؟؟؟

وهل يلامُ عاشقا ً إن جنحَ به الهَيام؟؟؟

أم تلام تلكن اللاتي قطّعن أياديهُن في محرابِ عشق يُسوف العزيز؟؟؟

فيا حُسن يُوسفَ ويا حٌسن الحُسين...

إنها وخزاتُ فوق شغاف القلوب...

وعشق سرمدي لا ينتهي...

فهؤلاء هم...

 عُشاق الحُسين...

عُُشاق الشهادة الحمراء...

عُشاق آل بيت ٍ أذهب اللهُ عنهُم الرجس وطهرهم تطهيرا...

فسلامُ إلى الجموع الزاحفة والقلوب العارفة ...

سلامُ إلى السائرين في طريق ِالحسين وهم يجوبون ويقطعون البراريَ والقِفار...

سلامُ إلى من تحدى زؤام الموت, وعواصفَ الحقد, وغدر الشياطين...

سلامُ إلى الهمم التي أستعدت, والاقدام التي سارت, والصدور التي لطمت, والوجوه التي إغبرّت  والحناجر التي صرخت لبيك يا حسين...

بأبي أنتم وأمي يا شعب الحسين...

  يامن زحفتم راجلين بمسيرات مليونية إلى حيث الرفعة والكمال, إلى قبلة الأحرار وكعبتهم, لتجديد عهد البيعة والولاء إلى فارس كربلاء, ذلك الذي اعتلى سِنام المجد ممتشقا ً سيف الرفض والإباء.

سلامُ إلى ذلك الشعب المحمدي الحسيني الذي أذهل العالم بقوة إرادته,  وتمسكه بعقيدته التي رسمتها له السماء ورب السماء, وتحديه للظلم والقهر والإستبداد والإرهاب.

إنها مدرسة العشق الإلهي, وذالك المُعلم الذي خرّجت مدرستهُ جيلاً بعد جيل من أُباة الضيم, تلك المدرسة التي علمت الناس كيف يختارون الموت مع العزّ وتحت ضِلال السيوف

على الحياة مع الذُل والهوان.

سلامُ إلى تلاميذ عابس ٍ الشاكري, ذلك الضيغم الذي أعلنها  صرخة عز ٍ وإباء ٍ وحب  وولاء  في عرصات كربلاء عندما سألوه  أجُننت يا عابس؟؟؟ فقال نعم والله

حبُ الحسين أجنني

 نعم ...  والله لقد صدقت يا عابس, فهاهم  أبناء الشعب العراقي الأبي الذي تحدى أعتى  الطواغيت وأثبت إنه  يستحق ان تنظر له شعوب العالم باجمعها نظرة إجلال وتقدير واحترام, ذلك الشعب الباسل الصامد الذي له السهم الأعلى والقدح المعلى في سوح الوغى والتحدي...

السلام على شعب الحسين الذين  لبسوا قلوبهم على الدروع وساروا بصدور عامرة بالإيمان وحب (آل البيت) عليهم السلام متحدين الإرهاب وذئابه التي تتربص بهم ريب ُالمنون ذات اليمين وذات الشمال, ذئابُ راهنت على سحق الإرادة والتحدي وأخماد جذوة الحب والولاء الحسيني في صدور من انتشوا بكأس الغرام من نبع الزلال الصافي  لآل بيت النبوة والعصمة حتى فاضت على أرواحهم سبحات ونفحات عطر من مَعين القداسة والطهر المحمدي فأصبحوا ولا يهمهم شأن الموت إن وقع عليهم أو وقعوا عليه ،فشحذت تلك الذئاب سكاكين وأستعدت لحز الرقاب في غبشة الليل بعد أن عسعس ليل إرهابها وأناخ بكلكلهه على صدر المتعبين.

وبرغم نزيف الدماء وإرجاف المرجفين والادعياء, جاؤوك يعضون على جراحهم  يحدوهم الأمل ليصلوا إليك , مزمجرين يزأرون كليوث مكلومة

 (لو قطعوا أرجُلنا واليدين نأتيك زحفا ً ًسيدي يا حسين) جاؤوك متحدين المنايا يُخفون غضباً يهد الجبال هدا وعزم يفتت الصم الصياخيد, وكيف لا وهم سيمعون أنينا ً قادما ًمن طفّ كربلاء وصرخة مدوية (هل من ناصر ٍ ينصُرنا) فأجابوك  بأبي هُم وأمي بمدامع ٍ عبرى, وصدور ٍ حرى, (لبيك يا حسين لبيك يا حسين)...  

إذن هي بيعة العهد والوفاء والولاء من أبناء شعبك يا حسين

فقسما ً بدماء نحرك والوتين...

وقسما بتراب قبرك أبا السجاد لن نُهين أو نستكين...

وعهداً لك من أُباة ضيم ٍ صادقين ووعدا ً قد أقسم عليه عشاق دربك الثائرين...

 بإننا ماضون في طريقك الذي رسمتهُ لنا, وسوف لن نُحيد أو نميد...

ولأنك أرسيتَ المعالم لطريق الخلود والحياة...

ولأنك مُهلم العشاق والمُحبين...

فعذراً لك سيدي إن تجاسر قلمي في محراب حضرتك.

فليس لحروف كلماتي الجرأة على وصفك وقد حار بوصفك الوالهون.

فما هي إلا كلمات سَجدت على أعتاب عِشقك تُرتل ترتيلَ الولاء ,كراهب ٍ يترنمُ في صومعة العاشقين

يرجوا الوصل إلى شغاف قلب الحبيب فهل من معين؟؟؟

فعذراً... والفُ عُذر ٍ سيدي... فقد قصرنا وقصرت كلماتنا في

التعبير... فمن نحن وما خطرنا؟؟؟

 ولكنه الرجاء...

 وهذا أمل المحبين...

 ولأنك الأجمل والأنك الأبهى

 ولأنك الحُسين

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com