|
|
|
أحمدي نجاد على مشارف بغداد..!!؟
باقر الفضلي بلغة تقرب من لغة الترهيب، والإيحاء بالقوة والجبروت، وبدملوماسية فاقت دبلوماسية الأباطرة والملوك، تتسارع خطى موكب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نحو بغداد..!! فالرئيس وهو قادم في زيارة عابرة الى العراق، سبقه اليها وفد كبير من الخبراء والمتخصصين، وذوي المهام الخاصة، لا يقل عن 15 شخصاً، يحاول أن يظهر في هذه الزيارة، وكأنه المتفضل على الآخرين بها، من خلال ما يسوقه من إدعاءات عن كون إيران باتت "القوة الأعظم في العالم" ، وبأنها.." لكمة قوية في فك الدول الكبيرة"..!؟(1) ومع كل ما يدعيه الرئيس أحمدي نجاد من قول، فهل يرى السيد الرئيس أنه من باب الديلوماسية واللياقة والحصافة السياسية، وهو على مشارف بغداد، وفي أول زيارة لرئيس دولة جارة منذ أمد بعيد، أن تتصدر خطابه أمام "عوائل شهداء" الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988) تعابير التبجح والإستكبار، والظهور بمظهر المنتصر، وهو العالم قبل غيره، بإن كلا الشعبين الإيراني والعراقي لم يكن لهما من مصلحة تذكر في تلك الحرب الدامية، وقد قدما على مذبح التلاعب السياسي والعنجهية القومية والصراع على مناطق النفوذ، الملايين من الضحايا الأبرياء..!؟ لكل شعب كرامة ولكل وطن كرامة، وللضيافة شروطها وأصولها، ويمكن أن يكون الإنسان إمبراطوراً في داره ومسكنه وبين قومه، ولكنه يبقى ضيفا معززاً مكرماً في بيوت الآخرين..! إن التذكير المتواصل بمأساة الحرب العراقية الإيرانية من منطلق النصر والهزيمة، لا يخدم بأي حال من الأحوال، ما يتوق له الشعبان الجاران؛ العراقي والإيراني، في بناء علاقات طيبة من حسن الجوار، تؤسس على قواعد من الإحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين..! وبقدر ما تعلنه جهات رسمية وبرلمانية عراقية ، من عبارات الترحيب بالزيارة وتبني عليها آمالاً متفائلة من إمكانية تصفية الأجواء، وإزالة غيوم التعكر بين البلدين الجارين، بقدر ما تلزم ظروف العراق الحالية إظهار حسن النية من قبل الجانب الإيراني مقرونة بإجراءات عملية على صعيد الواقع الميداني، تثبت صدقية الإدعاءات التي ما أنفكت الإدارة الإيرانية تعلنها عن عدم التدخل بالشأن العراقي، رغم ما يقدمه الواقع العملي من أدلة ووقائع تثبت العكس..!؟(2) لقد عبرت ردود الفعل للزيارة المذكورة على صعيد الشارع العراقي، عن الكثير من الحذر والتوجس خيفة إستغلال الزيارة نفسها من قبل الجانب الإيراني وتوظيفها في صراعه المحتدم مع أمريكا على إقتسام مناطق النفوذ في المنطقة وإستمرار إرتهان العراق كحلقة من حلقات الصراع المذكور، الخاسر فيها هو الشعب العراقي وحده، وليس بخاف على الجميع السعي المتواصل الذي تبذله الإدارة الإيرانية في بناء محاور النفوذ في المنطقة، بدءً من لبنان وإنتهاء بالخليج..!(3) تظل توقعات نتائج زيارة الرئيس الإيراني الى العراق، في دائرة الترقب والإنتظار، لما ستسفر عنه الأيام القادمة، وما ستؤول اليه حالة الصراع السياسي القائم في العراق اليوم، وما سيجيب عليه واقع العلاقات العراقية - الإيرانية على الصعيد الميداني..!!؟ _________________________________________ (1) http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=460693&issueno=10685
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |