|
تسعة ملايين، تذكروا هذا الرقم جيداً وإطبعوه في أذهانكم علّه يفيدكم ذات يوم. لم يشهد العالم منذ ولادة التأريخ ولهذه اللحظة أن يصل تعداد أي مسيرة سلمية أو عقائدية هذا الرقم المرعب، أقول مرعب لأنه أرعب الأعداء وأسّر الأصدقاء والأحباب، توجهوا من كل حدب وصوب، من شمال العراق وجنوبه، شرقه وغربه، بل من خارج العراق، عرب وأجانب ليجددوا البيعة لأبي الأحرار سيد الشهداء منار التأريخ الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، تحدوا الموت والمفخخات والإنتحاريين والأحزمة الناسفة وكل أنواع العنف التي قد تستهدفهم، وعندما نذكر رقم التسعة ملايين يتبادر إلى أذهاننا الماء والطعام والمأوى وإلى غير ذلك من خدمات صحية، السائر إلى كربلاء لم يشعر بأي نقص فالبيوت التي يمر بها الزائر تحولت إلى مضايف وسخرت ماتملك لخدمة أحباب الحسين، الحكومة من جانبها إستنفرت جهودها لتذليل الصعاب إلى حد ما، بالإضافة إلى الجهود القيمة للحكومة المحلية في محافظة كربلاء، الحشود المليونية تعاونت فيما بينها، قلب واحد وهدف واحد ودعاء واحد، اللهم إحفظ العراق وأهله من الدخلاء والعابثين، اللهم إنصر العراق والعراقيين على أعداءهم المارقين والتكفيريين، الجميع تحلوا بخلق الإمام الحسين (ع)، وحملوا أفكاره وعقائده التي ثبتت الدين ونصرته. عجبي على معركة حسمت وإتصر بها إبن آكلة الأكباد (على حد قولهم) والملايين تزحف نحو الخاسر، هل سار أحدهم لزيارة المنتصر؟ الملايين تتجه نحو الحسين المتصر الأول والأخير في هذه المعركة، قضية الحسين زرعت المحبة والأخوة بين المسلمين، الحسين ضحى بنفسه لتثبيت عقائد الدين الحنيف، والذي نراه سنوياً ثمار النصر المؤزر الذي حققته الثلة المؤمنة التي قاتلت إلى جوار آل بيت الرسول (ص) وإستنكرت الطواغيت الذين خرجوا لمقاتلة إبن بنت رسول الله (ص). عجبي مرة أخرى على المؤسسات الإعلامية التي عتمت على مراسم الزيارة المليونية التي ذهلت العالم بأسره، فمع كل الأسف نجد الإعلام الغربي يغطي والأعراب صامتون، الحسين لايحتاج لقنواتكم فهو خالد في القلوب، والعراقيون ضربوا مثلاً في وحدتهم وأخوتهم ونصرتهم للمظلوم وأطلقوا تسعة ملايين رصاصة بل قذيفة مدفع بوجوهكم القبيحة وتجاه كل أعداء العراق والدين، طوبى لكم أيها الأبطال وهنيئاً لكم صرختكم (أبد والله يازهراء ماننسى حسيناه)، هذه الصرخة التي تصعقهم وتجعلهم يصمون آذانهم تجاهها. شكراً لكل من ساهم في إحياء هذه المناسبة العظيمة، شكراً لقوات الأمن البطلة التي سهرت الليالي لخدمة الملايين الزاحفة وحمايتهم من الإرهابيين والقتلة المأجورين قطاع الطرق. دعوة أخيرة لكل عراقي غيور وشريف أن يجعل كل يوم من أيامه حسينياً، يتحلى بدين وأخلاق وكرم وجود الحسين كي نثبت للعالم أجمع نحن أهل الأخوة والوحدة الوطنية، ودربنا هو درب الإمام الحسين، ليموت الأعداء بغيضهم. وهيهات منَا الذلة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |