|
كثيرين هم الذين تحدثوا عن زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وعن الرسائل التي اوحتها هذه الزيارة. وبعيدا عن كل الاراء والرسائل علينا اولا معرفة هل ان هذه الرسائل هي فعلا رسائل الى جميع الدول الاخرى، لاسيما دول المنطقة بان العراق آمن وفي طريقه للتقدم التجاري والاقتصادي وكذلك السياسي، ام ان هذه الرسائل تتجه باتجاه اخر غير العراق. يمكن ان تكون هذه الزيارة فعلا رسائل تدعم الدبلوماسية العراقية وتدعم وجوده وترسخ اهميته في المنطقة، فضلا عن كونها اعلان واعلام جيد بان العراق دولة غنية وقادرة على النهوض وجديرة باقامة علاقات مع كل دول المنطقة والعالم، وقد تكون هذه الزيارة ذا تأثير كبير وتشجيع لباقي الدول الاخرى بزيارة العراق والحذو بحذو ايران. ولكن ان الذين تحدثوا عن الزيارة ورسائلها، لم يتحدثوا عنها بجانبها الاخر، وهو ماذا تمثل هذه الزيارة لايران نفسها، وما هي الرسائل التي اعطتها لامريكا بهذه الزيارة التي هي فعلا تاريخية. ان امريكا تعتبر ايران عدوها الاول على الاطلاق، على اعتبار ما تملكه من امكانيات ومؤهلات تكاد تكون كبيرة بالنسبة لامريكا، فايران اصبحت اليوم في صفوف الدول التي تملك التكنولوجيا النووية القابلة للتطوير، وهي بهذا فتحت حسابات جديدة لامريكا لا ترغب بها ولم تكن من ضمن توقعاتها، وحتى لو كانت من ضمن توقعاتها فانها لم تكن بهذا الحجم من الخطر. ففي الوقت الذي تهيئ امريكا لاستصدار قرارا من مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على ايران، تأتي زيارة الرئيس نجاد الى العراق التي تمثل المنطقة الاكثر نفوذا للولايات المتحدة من حيث الوجود والسيطرة العسكرية، وهذه هي الرسالة التي بعثتها ايران لامريكا، وهي رسالة التكافؤ والندية على صعيد النفوذ في المنطقة. وقد يكون ما اشيع من تحسن امني او بداية لتحسن امني في العراق، هو الذي دفع الرئيس الايراني الى هذه الزيارة لكي تكون لايران الحصة الاكبر من الاستثمار في العراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |