|
الموساد وألأغتيالات.. من ـ ألأميرألأحمرالى الثعلب ـ والحبل عالجرار..!!!
جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا عضوألأتحاد الدولي للصحافة وعضومنظمة العفوالدولية
منذ عقود لم نعد نسمع بعمليات ألأغتيالات (من الوزن الثقيل) بين الموساد وقيادات الحركات والمنظمات العربية المختلفة!!!. قبل عقود من الزمن كانت الساحة ملتهبة وحبلى بالأحداث الدموية حيث حرب وتصفيات مستمرة بين الجانبين ولكن ألأهم من بين تلك العمليات هي قيام الجانب ألأخر، (الموساد) بعمليات دقيقة للغاية وأبرزها: أولاَ/ أغتيال أكبر ثلاثة قادة فلسطينيون في شارع فردان في قلب العاصمة اللبنانية وذلك بتأريخ 10/ نيسان/ 1973 وكان قائد مجموعة الموساد هوالمقدم/ أيهود باراك رئيس وزراء أسرائيل فيما بعد... والقادة الثلاثة هم: كمال ناصر، كمال عدوان، أبويوسف النجار. ثانيا/ بتأريخ 22/ 1/ 1979أغتيال (ألأمير ألأحمر) أي القائد الفلسطيني/ علي حسن سلامة (المسؤل الكبير في المخابرات الفلسطينية والمسؤل ألأول عن حماية المرحوم الرئيس/ ياسر عرفات) ذلك الرجل الذي كان له حس أمني وأستخباراتي لحد المبالغة.. لذلك ظلت المخابرات ألأسرائلية تتعقبه وتتابع أخباره لفترة طويلة من الزمن!!!.. لكن المشكلة أن الشهيد/ ألأمير ألأحمر لم تكن له صورة ولم يكن يظهر في أية مناسبة ولا في لقاءات وغيرها.. إذاً كيف الوصول اليه وتصفيته ؟؟؟؟... أنها عملية شاقة للغاية!!. ثالثا/ أغتيال القائد الفلسطيني والعقل المدبر لأكثرية العمليات الفدائية/ خليل الوزير ـ أبوجهاد ـ مع ثلاثة من مرافقيه في ضاحية ـ سيدي بوسعيد ـ في العاصمة التونسية/ تونس وذلك في 16/ 4/ 1988. بالمقابل قامت ألأجهزة الفلسطينية بأغتيال عدد من الضباط ألأسرائليون وجميعهم يعملون في/ الموساد.. الغريب أن أكثرية العمليات تمت في أوربا وبطرق ذكية ودقيقة للغاية.. لذلك أصيب الموساد والحكومة ألأسرائيلية بنوع من الهيستريا حتى باتت لاتفرق بين الخصوم والناس ألأبرياء!!. عم لقد كانت حرب شعواء بين الجانبين تخللتها الكثير من المفاجآت غير المتوقعة!!!. شىء عن/ ألأمير ألأحمر وهوبيت القصيد في هذه المقالة: كان/ ألأمير ألأحمر (علي حسن سلامة) شاباَ جميلا وجذابا.. ساحر النساء.. يحب المغامرات العاطفية لذلك لقبوه المقربون منه جدا بـ/ جيمس بوند، حيث سيارات جميلة وأرتياد فنادق راقية بصحبة أجمل الجميلات... كان أميراَ بحق!!!. تزوج من ملكة جمال الكون اللبنانية/ جورجينا رزق.. كانت تلك أكبر ألأخطاء.. والسبب لكونه أصبح معلوم ألأقامة والمسكن... غلطة الشاطر بعشرة!!!. كان للشهيد نظرية يكررها للمقربون منه: {لاتعودوا من نفس الطريق الذي سلكتموه أبداَ... فأنتم دوماَ مراقبون من العدو!!!}. المشكلة والكارثة أن المرحوم الشهيد نسى أن يطبق قوله ونظريته على نفسه فوقع في فخ/ الموساد وأنتهى..........!!!... قبل أغتياله بأشهر كان يتحرك ويتصرف بشكل جلب أنظار رفاقه الذين نصحوه مرارا بأنه المستهدف ألأول وعليه تغيير جدوله، حيث كان حريصا على تناول الغداء مع زوجته (جورجينا رزق) والعودة الى مقر عمله وبأنتظام.. تلك كانت أحدى أسباب أستهدافه بسهولة حيث تمكنت المخابرات ألأسرائلية مراقبته وبالتالي معرفة نقاط ضعفه!!. قبل مشاهدة الفلم الحقيقي لأغتياله لنلقي نظرة على ألأمير ألأحمر... ومن عدة جوانب: أبوحسن هوابن قائد شهير من قادة الحركة الوطنية المجاهدين قبل النكبة هوحسن سلامة، انضم لحركة فتح عام 1967 مع أفواج عديدة من الشباب الفلسطيني والعربي، الذين صدمتهم هزيمة الأنظمة على يد الكيان الصهيوني واحتلال ما تبقى من فلسطين ومن أراضي عربية أخرى، وخلال سنوات قليلة، بعد العمل في قيادة جهاز الرصد الثوري لحركة فتح، وهوبمثابة جهاز مخابرات وأمن، استقر أبوحسن في بيروت عام 1970 وتولى قيادة العمليات الخاصة ضد المخابرات ألأسرائلية في العالم، ومن العمليات التي تسند إليه ولرجاله قتل ضابط الموساد (زودامك أوفير) في بروكسل، وإرسال الطرود الناسفة من أمستردام إلى العديد من عملاء الموساد في العواصم الأوروبية، رداً على حملة قام بها الموساد ضد قياديين فلسطينيين، ومن الذين قتلوا بهذه الطرود ضابط الموساد في لندن (أمير شيشوري). ارتبط اسمه بعملية قتل الرياضيين ألأسرائليين في ميونخ، وهوالأمر الذي نفاه أبوداود في مذكراته، كما أشرنا، ونسب لغولدا مئير قولها عنه: ـ اعثروا على هذا الوحش واقتلوه!!!. ولكن أبوالحسن، رجل الأمن الماهر، والدون جوان المحبوب من الفتيات، صاحب العلاقات الغرامية العديدة كما قيل، كان متنبهاً جداً، رغم ما قيل عن حياة الليل التي عاشها أحياناً، فلم يكن له عنوان ثابت وكان حسه الأمني يجعله يغير مكان نومه دائماً!!. ولكن (الأمير الأحمر) وقع في النهاية، منطبقاً عليه المثل العربي (ما يوقع غير الشاطر)، بعد أن تخلى عن سلوك أمنى مهم، وهوأن أصبح له عنوان سكني ثابت، بعد زواجه المثير من ملكة جمال الكون لعام 1971م اللبنانية جورجينا رزق. ولم يفت على كثيرين من معارفه وأصدقائه وأقربائه تحذيره، والطلب منه الانتباه، والحذر في تحركاته، وينقل عنه أنه كان يطمئن والدته، التي لم تكفّ عن التنبيه عليه بضرورة إحداث تغييرات على عنوانه وتبديل سيارته بالقول: (عمر الشقي باقي!). وروى كريم بقردوني، الزعيم المسيحي اللبناني اليميني، المقرب من زعيم القوات اللبنانية السابق بشير الجميل، بأنه نقل تحذيراً من بشير إلى أبوحسن، الذي كان أحد الخطوط المفتوحة بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والميليشيات المسيحية اللبنانية المختلفة، حول معلومات وصلت عن خطة لاغتياله. ولم يقدّم بشير الجميل تفاصيل عن عملية الاغتيال المحتملة لبقرادوني ولكنه طلب منه أن يحذّره: (فأبوحسن هوصاحبنا) كما قال بشير الجميل لبقرادوني. وذكرت بعض المصادر أيضاً أن المكتب الثاني اللبناني {أحد أجهزة المخابرات اللبنانية}، كان حذّره كذلك، وروي أنه تم العثور على قصاصة ورق من المكتب الثاني فيها التحذير، في جيبه بعد استشهاده!!. المصادرألأسرائلية قالت إن سلامة دوّخ ملاحقيه ونجا من أكثر من عملية اغتيال، حتى أرسلت إحدى عميلات الموساد، وهي رسامة بريطانية، اسمها (سلفيا إيركا روفائي)، التي أوكل إليها مراقبة الأمير الأحمر ورصد تحركاته، إلى رؤسائها أن الأمير الأحمر أصبح في متناول اليد!!!، وكانت العميلة تقطن بالقرب من منزل جورجينا في الطابق التاسع من إحدى بنايات شارع/ فردان. وكما هومتوقع جاء أمر للعميلة بتنفيذ عملية اغتيال الأمير الأحمر الذي دوّخ رجال الموساد طويلاً، فتم تلغيم سيارة من نوع فولكس فاجن بعبوة تفجّر لا سلكياً عن بعد، ووضعها بالقرب من الطريق الذي يمر منه موكب أبوحسن المكوّن من سيارة شفروليه وسيارتي رانج روفر، وعندما وصل الأمير الأحمر إلى تلك النقطة في الساعة الثالثة من عصر يوم 22/1/1979، حتى ضغطت عميلة الموساد على الزر القاتل!!. وبعد سنوات من تلك العملية فإن ضابط الموساد البارز السابق رافي إيتان الذي يعيش الآن في ضاحية أفيكا الراقية قرب/ تل أبيب يعيد الفضل لنفسه في اغتيال أبوحسن سلامة. وإيتان أحد أبرز رجال الموساد المعروفين بقسوتهم والذي قتل بيديه، كما يتباهى، العشرات من الخصوم في أنحاء مختلفة من العالم بإطلاق الرصاص والخنق والضرب على الرأس والطعن!!. وهوالذي اشتهر لقيامه بخطف الضابط النازي أودلف إيخمان عام 1960 من الأرجنتين والذي أعدم لاحقاً في سجن الرملة بتاريخ 31/5/1962م!!. ولدى اغتيال سلامة كان إيتان المستشار الشخصي لرئيس وزراء الكيان مناحيم بيغن لشؤون الإرهاب، وقام إيتان بزيارة بيروت منتحلاً شخصية رجل أعمال يوناني، وتمكن من معرفة إقامة سلامة وتحركاته. وعندما عاد إلى تل أبيب أرسل ثلاثة من رجال الموساد متخفين كعرب إلى بيروت، أحدهم استأجر السيارة والثاني فخّخها بالقنابل والثالث أوقفها على الطريق الذي يسير عليه سلامة يومياً. والملفت أنه بعد نجاح العملية قرّر بيغن: أن إيتان (أثمن) من أن يخاطر به مرة أخرى فأبقاه في منزله بعيداً عن العمل الميداني. وفيما بعد استوحى كاتب القصص البوليسية المعروف جون لوكريه شخصيته الرئيسية التي تتعقب "الإرهابيين" في روايته المشهورة (الطبالة الصغيرة) من شخصية إيتان الذي تورّط في أعمال قذرة أخرى كثيرة للموساد من أشهرها فضيحة الجاسوس جوناثان بولارد الذي عمل لحساب الموساد في أمريكا ومعتقل الآن فيها. ومن المعتقد أن أمينة المفتي الجاسوسة الأردنية التي عملت لصالح الموساد اقتربت من أبوحسن سلامة كثيراً أثناء تردّده على فنادق بيروت الراقية وزوّدت الموساد بعناوينه. وهناك تفاصيل وروايات شبيهة عن الحادث نشرت بعد وقوعه، ومن الصعب بدون وجود رواية رسمية فلسطينية معلنة عن ما حدث التأكيد على تفاصيل حقيقة ما حدث بالفعل. وفيما بعد كشف النقاب عن أن علي حسن سلامة كان ضابط الاتصال بين عرفات والمخابرات الأمريكية!. وهي العلاقات التي بدأت، كما أشار وزير خارجية أمريكا الأشهر كيسنحر في كتابه (سنوات الجيشان)، في تشرين الثاني عام 1973م، بعد عقد اجتماع بين نائب الـ (سي.آي.إي) وياسر عرفات. وقدّم أبوحسن خدمات اعتبرها الأمريكيون هامة، وفي مقر وكالة المخابرات الأمريكية في ضاحية لانغلي كان يوصف سلامة بأنه "الشرير الذي يحسن خدمتنا". ووفّر سلامة، في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية، الأمن للأمريكيين، وحذّر المخابرات الأمريكية من عملية لإسقاط طائرة كيسنجر خلال إحدى رحلاته المكوكية الشهيرة في الشرق الأوسط، وكشف عن عدة عمليات لاغتيال مسؤولين أمريكيين في لبنان. ولم تقطع الـ (سي.آي.إي) علاقتها بسلامة رغم طلب إسحاق هوفي، مدير الموساد، ذلك مراراً. وبعد اغتيال سلامة قال هيرمان إيلتس السفير الأمريكي السابق في لبنان: "لقد ساعدنا سلامة في حماية المواطنين والمسؤولين الأمريكيين وتعاون معنا بشكلٍ غير عادي وأعتبر مقتله خسارة!!!!". وهناك من يرى أنه، بعد بدء العلاقات الأمريكية – الفلسطينية عام 1978م من خلال صلاح خلف (أبوإياد)، المسؤول الأمني الأول في فتح، أصبح لدى أبوحسن إحساس أن تلك العلاقة مع الأمريكان ستحميه. وكشفت بعض المصادر عن طلب المخابرات الأمريكية من الموساد، في يناير عام 1978م ترك أبوحسن في حاله (ليرتاح، فهورجلنا)، وكان رد الموساد صاعقاً (إنكم تعلمون ما فعله معنا، وتعرفون قواعد لعبتنا جيداً، لقد تقرّر مصيره، إن الرب يغفر، أما "إسرائيل" فلا!!!!).. وبقيت سيرة أبوحسن سلامة حاضرة في النقاشات الأمنية الفلسطينية و"الإسرائيلية"، حتى الآن، لاستخلاص الدروس والعبر، ومن ضمن ما تعود إليه، تلك المصادر ما حدث في تلك الليلة في مدينة ليلهامر بالنرويج، عندما قتلت وحدات الموساد المواطن المغربي أحمد بوشكي اعتقاداً بأنه الأمير الأحمر، مخلفة فضيحة مدوية للموساد، ونجم عنها اعتقال الفريق الذي أوكلت له تنفيذ العملية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد أستشهاد/ ألأمير ألأحمر في 1979، وبعد سنة من ذلك التأريخ يظهر أحدهم بنفس القوة والنشاط وينطلق من منظمة التحرير الفلسطينية الا هو/ عماد مغنية/ ذلك الشاب المتحمس لقضايا شعبه وناسه ولكن سرعان ما يترك الفلسطينيون وينظم الى التيارات الشيعية اللبنانية وأخيرا يصل الى قائد الثورة ألأيرانية/ خميني ويجلس معاه ويشجعه على ألأستمرار في النضال والكفاح ضد أسرائيل.. وأخيرا يستقر في تنظيمات/ حزب الله اللبناني لابل يصبح رئيس أركان حركاتها وأهم قائد ميداني من غير منافس!!. وبالأمس يعيد التأريخ نفسه ويقوم رجال المهمات الخاصة في/ الموساد بالقيام بأكبر عملية أغتيال وبنفس ألأسلوب الذي أغتيل فيه/ ألأمير ألأحمر وفي عاصمة عربية/ دمشق حيث كان/ الحاج عماد مغنية ضيفاَ على الحكومة السورية لأجراء عدد من اللقاءات والتنسيق المشترك.. • ألأثنان كانا مطلوبين وبألحاح من أسرائيل. • ألأثنان كانا في غاية ألأهمية بسبب موقعيهما. • ألأثنان كانا شباب. • ألأثنان قتلا بواسطة سيارة مفخخة!!. • ألأثنان لم تكن لهما صور ولم يشتركا في أية فعالية جماهيرية ولقاءات أعلامية وغيرها. • ألأثنان كانا من أشد ألأذكياء.. يحسبان لكل حركة الف حساب!!. أما نقاط ألأختلاف بين ألأثنين (ألأمير ألأحمر والثعلب) كثيرة وأهمها: أن ألأول لم يكن مطلوباَ من قبل أمريكا.. بعكس الثاني الذي كان على قائمة المطلوبين!!!. أن ألأول كان يعمل وحتى أستشهاده للقضية الفلسطينية وعدوه ألأول وألأخير الصهاينة... أما الثعلب فكان يتحرك بأوامر من المخابرات ألأيرانية وينفذ أجندتهم لافرق عنده سواء كلف بواجبات في العراق ولبنان وباكستان. شىء عن/ الحاج مغنية ـ الثعلب ـ!!!: ولد لأب يدعى «فايز مغنية» في مدينة صور بالجنوب اللبناني وفي بيت مزارع شيعي في يوليوعام 1962، ثم انتقلت عائلته التي تتكون من والدته ووالده وأخويه «جهاد وفؤاد» إلى الضاحية الجنوبية! تعلم «عماد» في عدة مدارس لبنانية خلال الاعدادية والثانوية، ثم دخل لمدة عام واحد إلى الجامعة الأمريكية، وفي أواخر السبعينات كان ضابطا في «القوة 17» التابعة لحركة فتح والتي تتولى مسؤولية الحماية الشخصية لـ «أبوعمار» و«أبواياد» و«أبوجهاد»، قناص محترف، بعد خروج الفلسطينيين من بيروت عام 1982 التحق بحركة «أمل» وبعدها انتقل إلى «حزب الله» وذلك بالتزامن مع انتقال «حسن نصرالله» الى الحزب ذاته!. ذهب إلى إيران ـ أول مرة ـ وكان في العشرين من عمره وشارك لمدة أربعين يوما في الحرب على الجبهة الايرانية ضد العراق، حصل على ترشيح أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني وهو«أحمد متوسليان» الذي زكاه للعمل مسؤولا عن استخبارات «حزب الله» في بيروت، لكن «متوسليان» هذا والقائم بالأعمال الإيراني في السفارة «محسن موسوي» ومراسل وكالة الأنباء الإيرانية «كاظم إخوان» وسائق سيارتهم جرى اختطافهم على يد قائد القوات اللبنانية «إيلي حبيقة» والذي أمر بقتلهم بعد استجوابهم ليتم اغتيال «حبيقة» بعدها عبر تفخيخ سيارته وتفجيرها بعد دقائق من مغادرة منزله في منطقة «الحازميه»، وقد اتهمت اسرائيل.. وقتها! الإرهابي «عماد» يطلق عليه في ايران لقب «الثعلب»، أما «السيد حسن نصرالله» فهويطلق عليه لقب.. «الحاج» أي انه.. «حاج وقاتل» في آن.. واحد! «عماد» هوـ أيضا ـ «بن لادن الشيعي» وقد اختطف الطائرة الكويتية من نوع «بوينغ ـ 747 جامبو» عقب اقلاعها من مطار «بانكوك» في رحلة اعتيادية الى الكويت عندما اختفت من على شاشات الرادار وهي فوق بحر العرب قرب سلطنة عمان لتهبط في عدة مطارات منها «قبرص» حيث قتل «عماد» مواطنين كويتيين وألقى بجثتيهما على أرض المطار لتنتهي الرحلة في مطار «هواري بومدين» في الجزائر عندما جرى اطلاق سراح الخاطفين وأبقي على المخطوفين لأكثر من 24 ساعة قبل عودتهم إلى.. الكويت!! كان الهدف من اختطاف الطائرة ارغام الحكومة الكويتية على اطلاق سراح عدد من الارهابيين شاركوا في تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت يطلق عليهم اسم «الدعوة ـ 17»، وقد افرج عنهم ـ فيما بعد ـ عقب الغزوالعراقي في 1990/8/2! ساهم في تهريب عدد من قادة تنظيم «القاعدة» عقب لجوئهم إلى إيران بعد الضربة الأمريكية لأفغانستان، ثم أدخلهم ـ بمساعدة الحرس الثوري الايراني ـ الى العراق لتنفيذ عمليات ضد القوات الأمريكية، وفيما بعد مساعدة هؤلاء لتنفيذ العمليات الانتحارية ضد.. «شيعة العراق» باعتبارهم «موالين لقوات الاحتلال»!. يقال انه شارك في تفجير «الخبر» في السعودية عام 1996 حيث قتل 19 عسكريا أمريكيا، خضع لعمليتين جراحيتين لتغيير ملامح وجهه في إيران، وحاليا يحمل جواز سفر إيرانيا دبلوماسيا باسم.. «سيد مهدي هاشمي»! حضر مع الرئيس الإيراني «نجاد» على نفس الطائرة في زيارته الرسمية إلى سوريا قبل شهور حيث رتبت دمشق اجتماعا بين المخابرات السورية والمخابرات الإيرانية وقادة حركة «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد الإسلامي». قال مصدر إيراني في اتصال هاتفي من لندن ان مغنية غادر طهران الى دمشق منذ نحو20 و25 يوما، وانه كان مقررا ان يلتقيَّ مع مسؤولين سوريين كبار وقيادات من حزب الله. وأشار المصدر الذي لا يستطيع الكشف عن هويته الى ان خبر اغتيال مغنية كان مفاجئا بالرغم من أنه على لوائح المطلوبين في الكثير من دول العالم بسبب تورطه في عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال ومنها: ـ ضلوعه مع أنيس نقاش في اغتيال شهبور بختيار رئيس الوزراء الإيراني الاسبق في باريس. ـ تفجير معسكر للجنود الفرنسيين في (سهل البقاع) بلبنان والنتيجة قتل العشرات من الجنود. ـ وتتهم الأرجنتين حزب الله، ومن ورائه عماد مغنية، بتفجير مقر السفارة الإسرائيلية في البلاد عام 1992، في هجوم أسفر آنذاك عن مقتل 29 شخصاً.كما تعتقد السلطات الأرجنتينية أن عماد مغنية هومن خطط ونفذ سلسلة من "العمليات الإرهابية" على أراضيها في تسعينيات القرن العشرين، ومن بينها تفجير مركز يهودي عام 1994 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، والذي أودى بحياة 85 شخصاً. ـ وفي الرابع عشر من يونيو/حزيران عام 1985 اختطفت طائرة تابعة لخطوط "تي دبليوإيه" TWA (الرحلة 847) راح ضحيتها أحد عناصر البحرية الأمريكية، ويدعى "روبرت ستيثم"، ويعتقد أن مغنية، بالإضافة إلى اثنين آخرين، هما حسن عز الدين، وعلي عطيوي، قاموا باختطاف الطائرة التي كانت متجهة من أثينا إلى روما، وأجبروها على التوجه إلى بيروت، في عملية اختطاف استمرت نحوأسبوعين. ـ وفي العام 1983 وقع تفجير في السفارة الأمريكية ببيروت، وتعتقد أجهزة الاستخبارات الغربية أن مغنية يقف وراء الحادث، الذي أودى بحياة 63 شخصاً. ـ تفجير معسكر لقوات المارينز الاميركية في بيروت، الذي أودى بحياة العشرات من الجنود ألأمريكان. ـ وتشير تقارير إلى أن مغنية يقف وراء خطف طائرة كويتية في العام 1984، قُتل خلالها أميركيان، قبل أن تهبط في طهران. ـ في العام 1985، اتهم مغنية بأنه وراء حادثة تفجير السفارة العراقية في بيروت. ـ عشرات العمليات المتنوعة في الكويت وتركيا والعراق!!!. وتعتقد المخابرات الأمريكية أن مغنية كان المسؤول الأمني الكبير في حزب الله، ورصدت جائزة لمن يتقدم بإدلاء معلومات عنه، ارتفعت من 5 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار بعد إحداث سبتمبر/أيلول عام 2001. وأوضح مصدر ايراني انه في عام 1997 اجرى مغنية عملية تجميل وغيَّر ملامح وجهه تماما. واختفى من الساحة السياسية، وانخرط في الاجهزة الامنية لحزب الله. وقال المصدر انه يعتقد ان هوية مغنية كشفت بطريقة ما خلال الفترة الماضية بالرغم من انه ليست له صور معروفة منذ عام 1990. وتابع: «كان مغنية ناشطا في العراق، خاصة في منطقة كربلاء على الحدود الإيرانية، وزارها مرات عديدة». وحول سبب وجوده في دمشق، قال المصدر الإيراني: «هناك تقارير حول أنه كان من المقرر ان يلتقي خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، لكي يبحث معه ما الذي يمكن فعله خصوصا بسبب آخر التطورات في غزة. بقي مغنية في دمشق نحو20 و25 يوماً، ومتقي (وزير خارجية ايران) كان مقررا ان يزور دمشق غدا (اليوم). كان متقي سيلتقي قادة من حزب الله وحماس في دمشق». وتابع: «لماذا اغتياله الآن؟ هذا سؤال مهم جدا!!. كان مغنية شخصا ذا معرفة واسعة، وله باع طويل في تنسيق الجهود والتدريب وكان نشطا وذكيا جدا»، موضحا انه كما نشط أخيرا في كربلاء العراقية، فإنه كان مسؤولا عن تنسيق الجهود خلال حرب حزب الله واسرائيل ونشط في نقل أسلحة من سورية الى لبنان. وحول الاجراءات الامنية التي كان يتمتع بها مغنية في طهران، قال المصدر الإيراني: «ليست هناك اجراءات امنية خاصة في إيران. هناك احتياطات عمومية. فالاغتيالات في إيران تقلصت خلال السنوات الـ15 الماضية. يمكن ان تتحرك في طهران بأمان. يمكن طبعا ان تحتاج الى احتياطات امنية إذا ذهبت الى كردستان ايران وبلوخستان، لكن ليس في طهران، خصوصا ان لا أحد يعرف وجه وملامح مغنية». من الجدير بالذكر أن/ مغنية كان قائدا عسكريا ميدنيا حيث له أفكار عجيبة: ـ هوصاحب فكرة وضع قواعد الصواريخ في خنادق وحفر ـ أثناء الحرب ألأخيرة بين/ حزب الله وأسرائيل ـ!!. ـ قام بتدريب المئات من أنصار السيد/ مقتدى الصدر، أي/ جيش المهدي ـ وعلى مختلف ألأسلحة والمتفجرات وحرب الشوارع وغيرها!!... والدليل على ذلك هذا الخبر: أولا: كشف مسؤول كبير في استخبارات وزارة الدفاع العراقية عن ان عماد مغنية المسؤول العسكري لحزب الله الذي اغتيل بدمشق كان قد اسهم في دور فعال في تأسيس جيش المهدي وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحه ان أولي خلايا جيش المهدي نقلت من العراق الي لبنان بإشراف مغنية بعد اسابيع قليلة من سقوط النظام العراقي السابق. واضاف (ان تلك المجاميع تسترت بصفة وفد نقابي يمثل نقابة العمال وكان من ابرز اعضائه رياض النوري)، وحسب المسؤول فان اعداد تلك المجاميع كانت 300 عنصر وتلقت التدريبات في منطقة البقاع بلبنان علي جميع انواع الاسلحة وعمليات الخطف والاغتيال والتفخيخ والتلغيم!!. ثانيا: قال صلاح العبيدي الناطق باسم الصدر في النجف لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «السيد مقتدى الصدر اصدر بيانا اعلن فيه الحداد لمدة ثلاثة ايام في مكاتب التيار الصدري في العراق، لاستشهاد عماد مغنية».واضاف ان «التيار الصدري يستنكر عملية الاغتيال ويعتبرها مرفوضة جملة وتفصيلا!!}. من جهته أكد مستشار أمني سابق في وزارة الداخلية العراقية ان « مغنية كان على علاقة وثيقة بالتيار الصدري في العراق وهو(مغنية) الذي اشرف على تدريب جماعات من جيش المهدي في معسكر ايراني يقع قرب الحدود العراقية في منطقة ديزفول، كما كان قد التقى قيادات في جيش المهدي جنوب لبنان، وتحت اشراف حزب الله اللبناني، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع التيار الصدري وقيادات جيش المهدي». ـ زار العراق (كربلاء والنجف) مرات عديدة وبجواز سفر أيراني وعن طريق البر!!!. بعد أغتياله بيوم واحد وأثناء تشيعيه ظهر السيد/ حسن نصرالله ألأمين العام لحزب الله اللبناني ـ متأثراَ جداَ ـ وهويلقي وكعادته، خطاباَ ناريا تعهد من خلال الخطاب بأن ينقل المعركة الى الساحة ألأسرائلية، حيث قال وبالحرف الواحد: لقد تجاوزتم الحدود وارتكبتم حماقة كبيرة. اردتموها حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة، ينتظركم فيها الآلاف من الذين تربوا على يد الحاج رضوان*». ومن المعلوم عن المذكور أنه قول وفعل!!!. بدأت مراسم تشييع مغنية قبل ظهر 14/ 2 حين بدأت الوفود تتقاطر الى الضاحية الجنوبية من مناطق بيروت والجنوب والبقاع، تحت مطر غزير. وما لبثت شوارع الضاحية ان ضاقت بالحشود. وملأت الشخصيات الدينية والحزبية والسياسية «مجمع سيد الشهداء» حيث سجي جثمان مغنية ملفوفاً بعلم «حزب الله». وتقدم المشاركين في مراسم التشييع وزير خارجية ايران منوشهر متكي الذي تلا رسالة تعزية لنصر الله من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ثم رسالة مماثلة من مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي. وكان متكي وصل الى بيروت على متن طائرة خاصة، آتياً من طهران. واستقبله في المطار الوزراء المستقيلون فوزي صلوخ، طراد حمادة ومحمد فنيش وسفير ايران محمد رضا شيباني. محاولات فاشلة لأغتيال الثعلب (كما أوردتها الصحف ألأسرائلية)!!: في العقود الماضبة جرت العديد من المحاولات لأصطياد الثعلب وأغتياله.. لكنه كالعادة كان/ ثعلباَ ولم يقع في الفخ ومنها: أولا/ محاولة تمت في أواسط الثمانينات، عندما وصلت إلى بعثة الموساد في باريس معلومات تفيد أن مغنية وصل إلى العاصمة الفرنسية، وعلى الفور أجرى رئيس بعثة في الموساد آنذاك (عوزي اراد) اتصالات مع نظيره تشاك كونمان رئيس السي.اي.ايه المحلي. والتقى الاثنان وقررا تخصيص كل الجهود لإيجاد مغنية: العملاء والمعلومات والاستخبارات وكل ما يصل لليد، وفعلاً الملاحقة بدأت، ولكنها سرعان ما تلاشت في مهدها خلال يوم واحد،فقد نجح مغنية بالتملص من الفرنسيين واختفى تاركاً وراءه عملاء محيطين. ثانيا/ أما المطاردة الثانية لمغنية، التي استعرضتها الصحافة الإسرائيلية، فقد كانت قبل ذلك بمدة قصيرة، وبدأت بعد العملية التي نفذت ضد السفارة الأميركية في بيروت بتنفيذ وتخطيط مغنية، قتل (إضافة إلى عشرات آخرين) احد قادة السي.اي.ايه بوب ايمز، والذي كان رئيس قسم العمليات في السي.اي.ايه في الشرق الأوسط، وهوشخص ماهر ولامع، وهوبحسب التقديرات ارفع شخصية أميركية قتلها مغنية، حيث كان أيمز يطمح لترأس السي.اي.ايه، وكان من المفترض أن يتوجه إلى تل أبيب للالتقاء بنظرائه هناك إلا أنهم انتظروه ولم يصل. ثالثا/ وفي آواخر التسعينيات سنحت فرصة أخرى لاغتيال عماد مغنية، وخلالها طلب الأميركيون المساعدة من الشاباك. الذي كان مسؤولا حينئذ عن جنوب لبنان، الشاباك شخّص مكانه وأعد العملية، إلا أنها لم تحصل على مصادقة لجنة قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعد أن عبر البعض عن شكوكهم فيها، وبحسب التقديرات فأن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك بنيامين نتنياهوخشي من توجيه الأمر بتنفيذ العملية خلافاً للتوصيات، وهكذا واصل مغنية عمله الاستخباراتي لعقد كامل من الزمن فيما بعد، إلى أن اغتيل في العاصمة السورية. أخر الاتطورات في قضية أغتيال ـ مغنية ـ كانت بمثابة قنبلة فجرتها أرملته وكالأتي: [ نقلت وكالة «آكي» الايطالية للانباء عن أرملة عماد مغنية، سعدى بدر الدين، اتهامها السلطات السورية بالوقوف وراء اغتيال زوجها في دمشق، منتصف الشهر الحالي. وقالت سعدى بدر الدين، قبل عودتها الى ايران، في تصريح لموقع «البرز» المقرب من سلطات طهران: «لقد سهل السوريون قتل زوجي». وأضافت «إن رفض سورية مشاركة محققين ايرانيين (في الاغتيال) هوالدليل الدامغ على تورط نظام دمشق في قتل عماد». وكانت إذاعة الجيش الايراني قد تحدثت عن خلاف نشب بين مغنية والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وذكرت ان الشائعات ردته الى محاولة مغنية إقالة نصر الله من منصبه وتسلم مهام الأمانة العامة لحزب الله. وكانت نشرة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية على الانترنت قد أشارت امس، إلى ما نقل عن أن دمشق توصلت الى نتائج مهمة في تحقيقاتها في جريمة اغتيال القائد العسكري في حزب الله، عماد مغنية، ولكنها قررت الامتناع عن الكشف عن أي معلومات إلى حين موعد انعقاد القمة العربية المقررة في دمشق. ] لننتظر ألأيام القادمة.. بالمناسبة أن السلطات ألأسرائلية لم تعترف بقيامها بعملية ألأغتيال وفي نفس الوقت أتخذت كافة ألأجراءات ألأحترازية!!!. ـــــــــــــــــــــــ الربط أدناه.. العملية الحقيقية لأغتيال/ ألأمير ألأحمر: أضغط على (Mossad 1/5)... لمشاهدة العملية وأموراَ أخرى. *عملية ميونخ ومجزرة ميونخ حدثت أثناء دورة الأولومبياد الصيفية المقامة في ميونخ، ألمانيا عام 1972، حيث قام أفراد من/ منظمة ألأيلول ألأسود التي توصف بالإرهابية بإحتجاز أفراد من الفريق الأولومبي الإسرائيلي كرهائن، قام الخاطفون في النهاية بقتل 11 رياضي أسرائيلي 9 منهم خلال عملية الإنقاذ الفاشلة التي قام بها الألمان، بالإضافة إلى ضابط شرطة ألماني. كما قتل 5 من الخاطفون الثمانية على يد قوات الشرطة أثناء محاولة الإنقاذ، وأطلقت ألمانيا سراح الخاطفين الثلاثة الناجين إثر عملية خطف لطائرة تعود لشركة لوفتهانزا الألمانية. *منظمة أيلول الأسود هي منظمة فلسطينية كانت هي المسؤولة عن مقتل أحد عشر رياضيا أسرائيلياَ في دورة ألألعاب ألأولمبية لعام/ 1972 في مدينة ميونخ ألألمانية، وإغتيال رئيس الوزراء الأردني/ وصفي التل في القاهرة في/ 1971 الذي حملته جماعة أيلول الأسود مسؤولية أحداث/ ألأيلول ألأسود حيث كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع خلال أحداث شهر ايلول/ 1971، حين تصادم الجيش الأردني مع قوات/ منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت متمركزة آنذاك في الأردن، وطرد أفرادها على اثره من/ ألأردن، وتشكلت على إثر ذلك هذه المنظمة. * الحاج رضوان/ هوألأسم الحركي لمغنية... وتلقبه أيران بــ/ الثعلب!!. * المصادر: صحف ومجلات ومواقع ـ عربية والمانية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |