مقبرة الصحفيين مكرمة أم دعوة لمزيد من الدم الأعلامي...؟؟؟
 

 

جواد كاظم اسماعيل

jawad_k2@yahoo.com

بكيت وضحكت في أن واحد حينما طالعت تصريح السيد أبو كلل محافظ النجف الذي أعلن فيه عن تخصيص مقبرة خاصة للصحفيين في مقبرة وادي السلام التي تعد أكبر مقبرة بالعالم...بكيت لأن الخبر يوحي بأن الموت سيستمر بملاحقة الصحفيين أينما كانوا وسيكون الصحفي هو حطب لنار الأعمال الأجرامية التي تنفذها جهات عدة منها تنظيم القاعدة الأرهابي ومنهم أيتام النظام المقبور ومنها عصابات مجرمة تنفذ واجبات القتل من أجل المال لحساب جهات أ وأشخاص لهم مصلحة بقتل هذا أو ذلك وكذلك العصابات الميليشا تية....... وهناك جهات مجهولة أخرى لأن بات العدو والمجرم مجهولا ومخفيا لاسيما وأن ا لمنظومة أ لا ستخباراتية أو الأمنية غير متوفرة الأن لتتابع خطوط هذه الشبكات وتحديد أماكنها وعناوينها وأهدافها... لأن غياب هذه المنظومة المحترفة والمهنية الوطنية سيكون دم الصحفي مهدورا وبدون سقف زمني محدد وتسجل قضية أستشهاده في سجلات التحقيق (ضد مجهول) هذا ما أبكاني وأبكاني أيضا صمت الحكومة الغريب عما يجري للسلطة الرابعة ولم تحرك ساكن أو تفعل شيء يطمئن الأسرة الصحفية على حالها ومستقبلها أما ماأضحكني ...هو نوع المكرمة التي منحها السيد ابو كلل لنا مشكورا ويبدوا أن السيد المحافظ وبأعتباره يمثل أعلى سلطة تنفيذية بالمحافظة قد أدرك أن مساحة مقبرة السلام ربما ستزحف عليها قبور العراقيين ولم يبقى مساحة للصحفي لكي يدفن فيها ربما الرجل عبر عن حسن نية في ذلك الأمر وعكس ماروج له في وسائل الأعلام..وأعتقد أن مكرمة أوبكلل للصحفيين هي رسالة واضحة للحكومة الأتحادية من حكومة النجف المحلية بأن النجف أكرم من الحكومة فقد خصصت مقبرة للصحفين وهذا ماتقدر وتتمكن عليه هذه الحكومة المحلية فهي ضمنت مواراة جثمان الصحفي حينما يقتل لكن الحكومة لم تضمن له سكن مناسب وهو حي وكذلك لم توفر له الحماية اللازمة فالحكومة بكل صلف قد أعطت ظهرها للصحافة التي أعتبرها زميلي ناصر عمران الموسوي بشهيدة الحقيقة دون منازع.., فهذه الحكومة قد وفرت وتوفر للصحافة وللصحفي الأجنبي كل مستلزمات الأمن والحياة الكريمة والسكن اللائق والكرم الحاتمي بل يكون هو المفضل لديها في نقل الأخبار أو أجراء المقابلات والحوارات في حين الصحافة العراقية تعمل بالشارع وعلى الرصيف بدون غطاء أمني وبدون دعم مالي وربما يتعرض أحدهم الى أهانة كبيرة من قبل شرطي لايقرأ ولايكتب.... فقد قتل منا الكثير وهاجر أخرون ولم نلمس موقف من الحكومة بكل أجهزتها يمنح الثقة للصحفي العراقي في حين نشاهد ونسمع ونقرأ عن حصول ضجة وثورة عارمة أذا حصل أغتيال أو حالة خطف لصحفي أجنبي مثلما حصل قبل أيام حينما تعرض صحفي بريطاني مع مترجمه الى عملية خطف من قبل جهات مجهولة فقد قامت القيامة و تحركت كل الجهات بالبحث عن هذا الصحفي في مناطق البصرة ولم ينته الأمر الى ذلك بل قامت حكومتنا بالأعتذار من الحكومة البريطانية وأصدرت بيانات تنديد وأستنكار شديد لهذه العملية... فلماذا يحدث هذا... ؟ ولماذا هذا التباين والتمييز .....؟؟ولماذا تهتم حكومتنا بالصحفي الأجنبي أكثر من الصحفي العراقي .....؟؟؟ربما هذا الأمر علمه عند الراسخون في المنطقة الخضراء.....!!!! ولكي لا نبتعد عن صلب موضوعنا الذي تحدثنا نقول لحكومتنا الموقرة عليك أن تهتمي بالسلطة الرابعة لأن عافية هذه السلطة وحمايتها هي دعامة أساسية لنجاح المشروع الديمقراطي بالبلد كما نطالبها بأن توفر ضمانات العيش الكريم للصحفيين لأن أغلبهم يعاني الفاقة والعوز وبهذه المناسبة فقد تذكرت وصية الشهيد نقيب الصحفيين العراقيين شهاب التميمي قبل وفاته بيوم والتي نقلها لي أبن أخيه... ويقول نصها حسب الراوي: لاتنقلوني خارج العراق وأجعلوني أموت وأدفن بأرض العراق .....كما أوصي الأخوة الذين يحلون محلي عليهم بمتابعة مطالبي ومذكراتي التي رفعتها للحكومة والتي طالبت فيها تخصيص راتب تقاعدي للصحفي وكذلك تخصيص قطعة أرض سكنية وصرف المكافأة التي أوعز بصرفها رئيس الوزراء السابق السيد أبراهيم الجعفري وضمان حقوق شهداء الصحافة.......ومن هنا أقول للراحل الشهيد رحمه الله فأما قبورنا فقد ضمناها و أما بقية الحقوق التي تضمنتها وصيتك ربما سيخصص لها مقبرة خاصة في مساحة من مساحات مقبرة الكرخ...... وفي الختام لابد أن نوجه شكرنا للسيد محافظ النجف على هذه المكرمة منطلقين من القول المأثور من لايشكر المخلوق فقد لايشكر الخالق ...................وعاشت الديقمراطية التي منحتنا القبور مجانا وخففت العناء عن أهلنا ومعارفنا وذوينا...والتي لاأعلم ماذا أسميها مكرمة أم هي دعوة لمزيد من الدم الأعلامي...؟؟؟....!!!!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com