|
أضواء على زيارة الرئيس الايراني للعراق محمود احمدي نژاد
وداد فاخر/ النمسا/ ناشط في مجال مكافحة الإرهاب أثارت الزيارة السريعة للرئيس الإيراني المنتخب محمود احمدي نژاد لغطا كثيرا بين اطراف عدة داخل مكونات الشعب العراقي، إن كان من داخل بعض القوى المشاركة في السلطة في العراق (الجديد)، أو من بعض القوى العروبو – بعثواسلاموية التي تتعكز في عدائها (التاريخي) للجارة إيران على الحرب الكارثية الطاحنة التي قام بها سيدها المنحور صباح العيد المبارك قبل أكثر من عام ضد الجارة إيران والموقف العروبي المدافع عن الباطل الذي خلقته تلك الحرب الظالمة التي راح ضحيتها خيرة شباب العراق من اجل اشباع رغبة العروبيين والطائفيين الذين البسوا الحرب سراويل العروبة البالية والملطخة بدماء عروستهم المغتصبة القدس، وغطوها بغترهم وعقلهم المستوردة من جنيف . والغريب أن معظم المعترضين من الذين تظاهروا بحرية ضد الزيارة، او الذين تمتموا بينهم وبين انفسهم وهم يصرخون ملء حناجرهم ضد (العدو الفارسي اللئيم) كانوا يحتضنون وبكل حفاوة (العربي الكريم) شذاذ الآفاق من مجرمي مجاهدي خلق الذين شاركوهم جريمتهم في تصفية ثوار انتفاضة الشعب العراقي في اذار / شعبان 1991، رغم ان جنسية الاثنين واحدة، واقصد بهما الرئيس الايراني الزائر ومواطنيه من مختلف القوميات التي يضمها الشعب الايراني الذي لا يقتصر على القومية الفارسية فقط كما يتقول ويصرخ بذلك (الرفاق) العروبيون . ورغم مآخذ معظم شرفاء العراقيين على إيران التي لم تقف وللآن موقفا مساندا للشعب العراقي بعد عملية ازاحة العفالقة وحزبهم الفاشي من السلطة في العراق، ومساندتهم لبعض القوى والميليشيات الارهابية التي عاثت في ارض الرافدين قتلا وتدميرا مثلها مثل فلول البعث المهزوم، ومجرمي القاعدة، إلا إن طابع الزيارة الذي جمع بين مسؤولي الدولتين الجارين الاقوى والاغنى في المنطقة علاوة ما للشعبين الجارين من روابط الاخوة والجيرة والارتباط المذهبي للاغلبية العظمى من كلا الشعبين، كل ذلك يجعل الزيارة التي جرت قبل ايام بمستوى من الاهمية تفوق في اهميتها زيارة أي رئيس دولة كبرى في العالم في حالة تواجد الرئيس الايراني بهذه الصورة الرسمية العلنية بين المسئولين العراقيين . كذلك وجهت الزيارة لطمة قويه لجميع الرؤوساء العرب وبدون استثناء الذين لم يخطو أي منهم خطوة شجاعة في ارسال سفرائهم وليس زيارة العراق وبهذه الصورةالعلنية . كذلك تمثل الزيارة عهدا جديدا في العلاقات الاخوية بين شعبي الجارين والتي تمثلت في الود والاحترام المتبادل بين الرئيسين العراقي والايراني، حيث كانت ملاحظة الرئيس الايراني اثناء ترجمة كلمته من اللغة الفارسية التي تابعتها بدقة منه مباشرة تنم عن احترام وتقدير كبير للشعب العراقي بشخص الرئيس، خاصة عندما اكد على خطابه للرئيس طلباني باعتراضه على المترجم الذي ترجم عبارته (مام جلال) بالرئيس جلال طلباني، مما دعاه لكي يؤكد للمترجم بأنه قال : (مام جلال) . وقد دلت هذه الملاحظة الذكية على عمق احترام الرئيس الايراني للشعب العراقي بشخص رئيسه الذي اكد بها بانه لا يقف موقف الند كرئيس للجمهورية امام الرئيس العراقي، وإنما كشخص عادي امام الرئيس، عندما شدد على احترامه بتسميته بـ (مام جلال) تأدبا . ثم إن من مصلحة الشعب العراقي ان يوثق علاقاته التجارية والاقتصادية والاخويه بجار قوي وغني مثل الشعب الايراني بدل ان يتوجه لبعض دول (العروبة) التي لا تني عن ارسال بهائمها المفخخة للعراق وهي في اقصى الارض. فما هي النتائج المرجوة من شعوب بعض الدول الفقيرة وحتى المعوزة والتي ترمي بنفسها عالة على العراق والعراقيين بحجة الاخوة العربية كما حصل في ارسال العراقيين لمحرقة القادسية المشؤومة، والتعويض بهم بمواطنين لا تربطهم صلة بالتراب العراقي كالمصريين والسودانيين والفلسطينيين وغيرهم من أبناء (العروبة)؟ . وقد بنيت مدن وعمرت قرى باموال ودماء العراقيين بينما لا زال يتامى وارامل العراق يتطلعون للمجهول . ولم تستطع الحكومات المتعاقبة حتى تسهيل عودة المهجرين منهم، ومخيم ازنه في ايران ورفحا في السعوديه شاهدين على ذلك . فقد مل الشعب العراقي من كثرة ترديد البعض للكلمات التافهة والفارغة مثل (العروبة) و (الاخوة العربية) و (تحرير فلسطين) و(التضامن العربي)، وغيرها من الكلمات المخدرة للشعوب والتي لا تزال تتردد من وسائل اعلام بني قينقاع المهمينين على السلطة بالقوة منذ زمن نوح فايهم جاء وفق المفاهيم الديمقراطية وبموجب صناديق الاقتراع، حتى يعترض (فرسان العروبة) من الذين كانوا سببا في نكبة العراقيين عند احتضانهم اراذل البشر من الوهابيين والسماح لهم بتصفية العراقيين لغرض طائفي بحت لا دخل له بالعروبة ومبادئها ؟!، فلا رابط يربط أي من العراقيين بالشخص القادم من خلف حدود بعيدة لكي ينسف بضغطة بسيطة عندما يفجر نفسه الخبيثة كل العلائق التي يمكن ان تربطه بما يسمى بدنيا العروبة الهلامية التي اراها غير واضحة الفهم والتي لا تجمعه والبهيمة القادم من خلف الحدود أي جامع، كما رأينا في تفجير الضابط الفلسطيني في المسيب الذي ترك عروس عروبته تغتصب على ايدي الصهاينة، وتدوس بكل همجية أقدام الغزاة الصهاينة اهله في غزة وقدم ل(تحرير) العراق مثله مثل السوري الذي تناسى ان لديه اراض مغتصبة وليست محتلة كما العراق وهي انطاكية والاسكندرونه والجولان، او المغربي الذي احتلت اسبانيا مدنه وجزره وهي سبته ومليله والجزر الجعفرية . ونفس اولئك الذين احتضنوا القتلة الوهابيين تظاهروا وفق منظور طائفي بحت وليس ضمن منظور سياسي ضد زيارة الرئيس الايراني، واود هنا ان أوجه سؤالا مهما جدا وهو: لو كان الزائر للعراق ملك السعوديه الوهابي، او بشار الاسد، او أي رئيس غير منتخب عربي التي ينطلق من بلدانهم فرسان الشر لقتل العراقيين فهل سيخرج (الاخوة) من العروبو – بعثواسلامويين للتظاهر ضد أي منهم ؟! . وساجيب مقدما وبالنيابة عمن تظاهروا او استنكروا بان لا احد سيخرج متظاهرا ضدهم، فالأعراب كما قال تعالى (أشد كفرا ونفاقا) . لذا فعلى الحكومة العراقية والعراقيين اجمع أن ينظروا بجدية وروية في كل ما يهمهم ويهم مصالح واقتصاد بلدهم في العلاقات الثنائية بين الدول بعيدا عن العواطف الفارغة التي لم تجلب لهم سوى القتل والخراب والدمار كما كانت صرخات العروبيين إثناء التحريض على الاستمرار في قتل العراقيين وتخريب مدنهم في (قادسية صدام) المشؤومة. فالعصر الحديث هو عصر المحادثات الثنائية والحوار الاخوي البناء بين الدول حتى ولو كانا خصمين لدودين فقد انتهت بانتهاء الحرب الباردة شعارات الحرب وغزو الشعوب، وبيننا وبين ايران عدة مشاكل حدوديه وسوء فهم في الكثير من بعض الامور نأمل ان تحل بين الدولتين الجارين بروح الحوار الاخوي البناء ووفق مصالح البلدين من دون تجاوز على حق أي منهما، مع اهمية وعي ايران لدورها الخطر في تشجيع ودعم بعض القوى والميليشيات الارهابية التي اتخذت من جنوب العراق مواقع لها بدعم وسلاح ايراني اثبتته الوقائع اثناء القاء القبض على بعض من مجاميعهم الارهابية، وصرف النظر عن الصراع الفاشل على الارض العراقية مع المجتمع الدولي بغية خلق توازنات فاعلة لايران في السياسة الدولية في صراعها مع امريكا والعالم الغربي حول مسالة حق ايران في امتلاك وتشغيل الطاقة النووية . ومع ان لايران الحق في امتلاك الطاقة النووية مثلها مثل بقية دول العالم التي لم تنبس امريكا بحرف ضدها كالهند وباكستان واسرائيل وبقية دول العالم الغربي لكن العراق ليس ساحة صراع لكي تستخدمه ايران في خلق التوازنات الدولية المطلوبة . آخر المطاف : هناك مثل عالمي شائع تتداوله معظم الشعوب ومنها الشعبين العراقي والايراني يقول: (جبل مع جبل لا يلتقي، ولكن ابن آدم مع ابن آدم يلتقي) .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |