|
* أنشد الشاعر الفرزق الخليفة سليمان بن عبد الملك قصيدته التي يصف بها ليلة قضاها بين نساء فقال منها: فبتن بجانبي مُصرعات ٍ .... وبت أفض أغلاق الختام ِ كأن مفالق الرمان فيها... وجمر غضا جلسن عليه حام ِ فقال له: ويحك ـ يا فرزدق! اعترفت عندي بالزنا، ولابد لي من أن أقيم الحد عليك، فقال: كتاب الله يمنع عني الحد قال سليمان: وأين؟ قال: " والشعراء يتبعهم الغاوون " إلى قوله: " أنهم يقولون ما لا يفعلون " فضحك وأجازه. * كان الخليفة عمر بن الخطاب مارا في طريقه من المدينة على بيت فيه امرأة كان تلهج بحب فتى غاية في الجمال والوسامة من قبيلة بني سليم يقال له: نصر بن حجاج، وكان عشقها لهذا الفتى قد أضناها فيه، فسمعها عمر تنشد شعرا لها وبصوت عال ٍ من دارها تقول فيه: ألا سبيل إلى خمر فأشربها ... أم لا سبيل إلى نصر بن حجاج فقال عمر: من هذه المتمنية! فسار ذلك مثلا يطلق على كل امرأة تجاهر بحبها . * أحبت فتاة فتى قرشيا من أهل قرطبة في الأندلس، وقد أصابها عطش من الغرام إليه، فألهمها حبها له هذا البيت: يا مُعطشي من وصال كنت واردَهُ.....هل منك لي علّة إن صحتُ وا عطشي! والعلّة في البيت هي الشربة الثانية من الماء. ولكنها لم تستطع أن تزيد أبياتا عليه، فتوجهت للشاعر المعروف ابن زيدون، وكان هو على علم بعلاقتها مع الفتي القرشي هذا، فطلبت منه أن يكمل ما بدأت به، فقال: يا مُعطشي من وصال كنت واردَهُ..... هل منك لي علّة إن صحتُ وا عطشي! كسوتني من ثياب السقم أسبغها ....... ظلما وصيرتَ من لُحف الضنى فرشي لو شئتَ زرتَ ـ وسلك النجم منتظم....... والأفق يختال في ثوب من الغبش ِ ـ صبّا، إذ التذت الأجفان طعم كرى،..... جفا المنام وصاح الليل: يا قرشي! * قالت ليلى العامرية في مجنونها قيس: باحَ مجنون عامر بهواهُ........وكتمتُ الهوى فمتُ بوجدي فإذا كانت القيامة نُودي.......من قتيل الهوى تقدمتُ وحدي * سأل تاجر رجلا عن اسمه فقال له: ما اسمك؟ وأردف قوله: قل ولا تطل في قولك! فقال الرجل: أنا أبو عبد منزل المطر عليكم من السماء تنزيلا، الذي يمسك السماء من أن لا تقع على الأرض إلا بإذنه! فقال التاجر: مرحبا بك يا ثلث القرآن! *عاد أحدهم رجلا مريضا فقال له: ما علتك؟ قال: وجع الركبتين . فقال: والله لقد قال جرير الشاعر بيتا ذهب مني صدره وبقي عجزه، وهو قوله: وليس لداء الركبتين طبيب! فقال المريض لا بشرك الله بالخير ليتك ذكرتَ صدره ونسيتَ عجزه! * دخل ثمامة بن أشرس المعتزلي دار المأمون، وكان روح بن عبادة القيسي جالسا معه، فقال له روح وهو من رجال الحديث في البصرة: المعتزلة حمقى! وذلك أنهم يزعمون أن التوبة بأيديهم، وأنهم يقدرون عليها متى شاؤوا، وهم مع ذلك دائبون يسألون الله تعالى أن يتوب عليهم، فما معنى مسألتهم لله عن شيء هو بأيديهم، والأمر فيه يعود إليهم لولا الحمق؟ فقال له ثمامة: ألست تزعم أن التوبة من الله، وهو يطلبها من العباد أجمع في كلامه، وعلى لسان أنبيائه؟ فكيف يطلب الله تعالى من العباد شيئا ليس بأيديهم، ولا يجدون إليه سبيلا؟ فأجب حتى أجيب. * قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، حظيتُ ذات يوم بمجالسة أستاذي ثُمامةَ بن أشرس فسألتُه عن طبائع أهل مدينة مَرْو في البخل: لِمَ خصُّوا به دون سائر الناس؟ قال: تلك جبلّة مُستحكِمةٌ فيهم، فلم أرَ الديك في بلدة قطُّ إلا وهو يلقط الحَبََّّة من الأرض بمِنقاره ثمّ يلفِظُها قُدّامَ الدجاجة إلا ديكة مَرْو، فإنّها تسلُبُ الدجاج ما في مناقيرها من الحَبّ! فعلمتُ أنَّ البخل طبعٌ فيهم، ومن ثَمَّ عمَّ جميعَ حَيَوَاناتهم . * كانت الأديبة المعروفة مي زيادة تعقد ندوة في منزلها من القاهرة كل يوم ثلاثاء، وكان عدد كثير من الأدباء يحضر ندوتها هذه، وقد تعشقها الشاعر المصري محمود صبري على كبر من سنة، فأنشدها يوما قائلا: روحي على دور بعض الحى حائمة.... كظامي الطير تواقا إلى ماء ِ إن لم أمتع بميّ ناظرى غدا ........... أنكرتُ صبحك يا يوم الثلاثاء ِ سأل بعض الأعراب ابن عباس عم النبي: من يحاسب الناس يوم القيامة؟ قال: يحاسبهم الله تعالى . فقال الأعرابي: نجونا إذن ورب الكعبة لأن الكريم لا يدقق في الحساب!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |