|
جدلية الحزن التي أعتاد وجبل عليها الأنسان العراقي منذ الأزل بقت رهينة النقاش والجدل والدراسات ولم نصل الى الأن لفرضية منطقية تحدد لنا أسباب هذه الجدلية والواقع الذي أختص به العراق دون غيره فأننا نلمس هذا الشجن في وجوه أمهاتنا المتعبات وعلى ملامح وتقاسيم شيوخنا وحتى أبتسامة أطفالنا هي أبتسامة مصطنعة وغير نابعة بصدق من قلبه البريء وحتى أغانينا لم تخلو من هذه المسحة الشجنية فالأبوذية أشتق من( الأذى او ألاذية) كما أن أناشيد أمهاتنا وترانيمها تعبر عن هذا الحال فقد شتلت أمهاتنا الحزن فينا ونحن في المهد وهي تترنم بترنيمتها المعروفة(دللول الولد يبني دللول عدوك عليل وساكن الجول) فمن أين للوليد عدوا وهو بعده لم يفطم ولماذا هذا النشيد دون غيره...؟؟ لم أجد ولم تجدوا أجابة منصفة لهذه التساؤلات وحتى المفكر والعالم الأجتماعي المرحوم علي الوردي الذي أجتهد وأفنى عمره بالبحث والدراسة وكرس كل طاقته للوصول الى كنه هذه العلة فأنه لم يرشدنا الى الصواب الدقيق سوى تحليل علمي منهجي للشخصية العراقية..... لذلك دائما أتساءل مع ذاتي لماذا العراق حزييييييييييييييييييييييين...؟ لماذا هو الوحيد أبناءه تعساء...؟؟؟ ولماذا هذا القدر فينا دون سوانا....؟؟ اتساءل وأتساءل وليس من سبيل... فقد رافقني مثلما جميع أبناء جلدتي رافقني الحزن من المهد وربما سيلاحقني الى اللحد لم أشعر يوما من الأيام أني عشت لحظة سعادة وفرح حقيقية نابعة بصدق من الروح والقلب لأن كل ماحولي هو سواد في سواد ونواح وعويل وصراخ ومقابر وخراب.... وأمام هذه المشاهد لم أجد وسيلة الأ سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام فألية أرجع حيث الصبر وحيث الموقف والدم والكبرياء والعزة والسمو والنبل والأنسانية وربما من فاجعته طبعت أرضنا بهذا الأنين المستديم وربما بسبب الفرات الذي وقف جريانه ومنعه على الأنسان وحلله على الخنازير والكلاب أصابنا القحط والظمأ فصيرورة ذلك الحدث تكمن خلفه أسرار عظيمة وكبيرة من أبرزها أننا بقينا أسارى لأنفسنا ولرغبة السلطان وعبيد للدينار والدرهم من هنا ومن صرخة الدم والشهادة صرخة عاشوراء يمكن للمرء أن يستشف مكنون وعلة سؤالنا ولابد لكل علة من معلول لذلك نجد غاندي الزعيم الهندي يلجأ للحسين ليرسم خريطة الحياه للشعب الهندي ويتحرر من الأستعمار الانكليزي وذلك من خلال مقولته المشهورة ( تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما لأنتصر) وفعلا أنتصر وحرر شعبه لكنه لم ينتصر بالسيف أنتصر بالسياسة والحكمة التي أستنبطها من واقعة الطف....ونحن اليوم وبعد كل ماجرى للعراق من نكبات ومصائب وكوارث فلقد صار لنا الموت عادة لاسيما في هذا الزمن الردىء الذي يوزع لنا القبور بدل الحدائق والزهور فلابأس أذا كان الموت يحقق الحرية والتحرر لأجيالنا ويتخلص العراق كله من هذه الأشباح وأصوات نفخة عزرائيل..... لأننا جبلنا على ذلك وتأريخنا شاهد على الكثير من ذلك فذاك زيد بن علي بقى معلق على رأس جذع نخلة حتى عشعشت الفاختة في يافوخه وأمه تنظف المكان من تحته وهي تردد بصبر(أما أن الأوان لهذا الفارس أن يترجل) وذاك أبراهيم بن الحسن المثنى وشقيقة محمد ابو النفس الزكية وتلك جدران الملوك التي شيدت على روؤس جماجم الأحرار مشاهد طويلة وعريضة كلها مصبوغة بالدم والعويل حتى قيام يوم الساعة ... ومن أجل العراق ومن أجل هذا الطريق طريق الحرية والكرامة والشرف ورفض الذل والهوان تعلم الأحرار ونتعلم نحن اليوم من العراق كيف نموت للنتصر وقبلنا ينتصر العراق لأن ليس لنا غير العراق بديلا .... فهذا قدرك ياعراق وهذا قدرنا بك .... ولا نملك غير أن تعلمنا العشق فيك والهيام لنموت على ثراك لتورق دماءانا زنابق وأزهار في تربتك تربة علي والحسين عليهم السلام لأننا نتعلم منك وتعلمنا دوما أن نموت من أجلك للننتصر...؟؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |