|
نعرف جميعا مقدار الخراب الاجتماعي والثقافي والفكري الذي خلفه النظام الدكتاتوري المقبور الذي جر ذلك على الاسرة العراقية التي كانت المراة العراقية في طليعة من عانى كل ذلك الخراب والتهميش والعذاب النفسي وحتى الجسدي . فقد تعرض الشعب العراقي خلال تلك الحقبة الزمنية السوداء، وخصوصا المرأة إلى أبشع أنواع الأساليب القمعية والوحشية من ألحكم الدكتاتوري الشمولي والتي تمثلت بالظلم والقهر والإذلال وكذالك عملية غسيل المخ وتفتيت النسيج الاجتماعي وممارسة أساليب التجهيل المتعمد مثل القبلية العشائرية وتأجيج النزاعات الطائفية ورفع شعار الحملة الإيمانية التي أعطت الحق للرجل بقتل الزوجة أو الأخت وبحجة غسل العار. وقبل ذلك معاناتها طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات ، أذ تحملت المرأة العراقية ألكثير من ويلات تلك الحرب الغير عادلة ، حيث فقدت المرأة في طاحونة تلك الحرب الزوج أو الأخ أو الابن وكذالك تحملها أساليب الظروف المعيشية الصعبة حيث أصبحت هي المعيل الأول للعائلة. لكن مع كل ذلك فقد قدمت المرأة العراقية ألكثير من التضحيات على الصعيدين الاجتماعي والسياسي من خلال حملها للسلاح إلى جانب الرجل ومقارعتها النظام ألبعثي الفاشي في صفوف الحركة الأنصارية في جبال كردستان وتحملها للظروف الصعبة والقاسية جدا على قمم وسفوح الجبال وهي تقارع أبشع نظام دكتاتوري وفاشي شهده العراق. وتحملها لمسؤوليتها داخل الاسرة بعد فقد او اختفاء معيلها . وها هي السنة الخامسة على الأحتلال وسقوط النظام ألبعثي ألصدامي الشوفيني المجرم ، ولازالت المرأة العراقية تواجه وتعاني ألكثير من المصاعب والمضايقات من قبل الأحزاب والتيارات الإسلامية الرجعية والمتعصبة. أن هذه الأحزاب والقوى الرجعية وقفت ولا تزال تقف حجر عثرة في طريق تطور وطموح المرأة العراقية المشروع من اجل تقرير مصيرها وقضيتها العادلة متناسيتة أن للمرأة العراقية مواقف بطولية ووطنية في تأريخ الدولة العراقية الحديثة إلى جانب الرجل. وبرغم تعرضها الان أيضا إلى أبشع أساليب القمع والاضطهاد والقتل على أيدي القوى الرجعية و الظلامية والعصابات التي تطلق على نفسها أسم (فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) مثل طلبان البصرة المدعومة من قبل المليشيات المسلحة التابعة للأحزاب الطائفية الحاكمة ، فهي لا زالت تقف صامدة من اجل اكمال مسيرتها كام وزوجة وسط ظروف اجتماعية قاسية نتيجة لقلة الخدمات الضرورية للمجتمع وعدمها في بعض الاحيان ، مضافا لكل ذلك خوفها على عائلتها من القتل والتصفيات التي تعرضت لها الاسر العراقية طوال الفترة الماضية والتي تقلصت لحدودها الدنيا حاليا . لذا بات الآن مطلوبا ومن كل القوى الديمقراطية والعلمانية أن تقف بحزم ضد هذه الأفكار والمعتقدات والقوى الظلامية التي تحاول إرجاع العراق لعصر الظلام والعبودية ، والوقوف إلى جانب المرأة العراقية ومنظماتها الديمقراطية لتحقيق ما تطمح إليه من حقوق مشروعة في بناء الدولة الحضارية وسد كل الطرق بوجه كل من يحاول أن يسيء ويضطهد هذه الكائن الجميل والرقيق (المرأة العراقية) . فألف تحية إلى المرأة العراقية التي ناضلت ولا تزال تناضل من أجل العدالة والمساواة والحرية وعراق مزدهر عراق الجميع. تحية أجلال وإكبار إلى كل شهيدات الحركة النسائية الديمقراطية والوطنية اللواتي وهبن أرواحهن ثمنا للحرية والعدالة الاجتماعية. فألف تحية إلى روح الشهيدة والملاك (دعاء) الذي قتلة بطريقة وحشية وغير إنسانية وبدون أي ذنب اقترفته سوا أنها احبت شخصا من غير دينها. تحية إلى شهيدات البصرة الواتي قتلهن على أيدي عصابات بما تسمى (فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أو طلبان البصرة المجرمين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |