الثامن من أذار... ونون النسوة ودمعة في حظن الهور...!!!

 

جواد كاظم اسماعيل

jawad_k2@yahoo.com

رغم تعدد الأسباب في أختيار الثامن من أذار هو يوم وعيد عالمي للمرأة حيث ذهب فريق الى القول أن السبب يعود الى أمرأه يهودية تدعى أستر خلدتها الأدبيات الأسرائيلية كونها خلصت شعبها من مذبحة جماعية وذهب رأي أخر أن المناسبة تعود الى نحو قرن من الزمن حيث أعلنت عدد النساء الأشتراكيات في (كوبنهاكن) يوم الثامن من آذار، عيداً ويوما عالميا للمرأة ورأي ثالث أخر يقول أن المناسبة جاءات على خلفية تجمع عدد من النساء بلغ تعدادهن حوالي (72) أمرأة في مدينة نيو يورك الأمريكية وقمن بأضراب عام يحملن بأيديهن الخبز والورود عام 1908 أحتجاجا على ظروف العمل السيئة التي كانت تواجههن في أحدى معامل النسيج مما حدى بصاحب المعمل أن يقوم بحرق أجسادهن ثم أعقبت هذه الفاجعة تظاهرات وتظاهرات حتى عمت العديد من دول أوربا وعلى هذا النحو من التحدي والتواصل والصبر والكفاح أنتزعت المرأة ألاعتراف بها دوليا من خلال الجمعية العمومية عام 1977 حينما أعتبرت هذه المنظمة الدولية يوم الثامن من أذار هو يوم وعيد عالمي للمرأة ... لهذا فأن

الثامن من أذار_مارس هو يوم ليس ككل الأيام كون له نكهة وميزة خاصة لأنه أعتمد عيدا عالميا للمرأة وميزته جاءات من كفاح المرأة ذاتها وأعلان صرختها بوجه كل الأساليب والقوانين المجحفة التي أضطهدتها وأستلبت حقها على مدى عهود من الزمن والذي لازال الحيف والغبن يلاحقها الى اليوم لاسيما في مساحة وطننا العربي ففي هذا اليوم أثبتت المرأة و بجدارة وجودها كشريك حتمي مع الرجل في صنع الحياه حيث أجبرت وألزمت كل الجهات أن تعترف بحقها بعد كفاح مرير وطويل قامت به المناضلات من النسوة ورغم تعدد أسباب أعتبار هذا اليوم هو يوم عالمي خاص بعيد المرأة لكن جميل هنا أن تتنوع الأعياد وتتعدد طقوسها وألوانها....لأن العيد يحمل سمة الفرح والتفاءل وأبراز الجانب الأنساني والروحي خلالها... لكن نستوقف هنا ونتساءل ما الذي تحقق فعلا للمرأة منذ ذلك اليوم الى الأن ...؟؟ فمن المؤكد والبديهي نجد النسب تتفاوت من بلد الى أخر ومن قارة الى أخرى ولايمكن حصر أحصائيات ونسب دقيقة بما أنجز هنا وما أخفق هناك لكن مايهمنا في هذه المناسبة العظيمة هو واقع حال المرأة العراقية.. حيث تعرضت هذه المرأة في هذا البلد الممتحن وعلى مدى عقود من الزمن الى الكثير من المصائب والمتاعب والأستلاب والتهميش لدورها فقد تعرضت الى العنف اللفظي والعنف الجسدي والعنف النفسي والعنف الجنسي وأن الذي زاد على هذا كله هي تلك الحروب التي أفتعلها النظام المقبور حيث جعلت هذه الحروب المتوالية من المرأة بأن تلعب أدوار متعددة في ميدان العمل والمنزل والسوق وحتى في مجالات تعبوية أخرى فهي الأم الثكلى وهي المسلوبة من الحبيب وهي الأرملة وهي المطلقة وهي الراعية والحامية للمنزل في ظل غياب الرجل أضافة الى الضغط الأجتماعي القاسي عليها في أحايين كثيرة... ورغم كل ماجرى لها بقت صامدة ثابتة صبورة مربية ومضحية والذي أفرحني كثيرا أنها أحتفلت هذا العام بطريقتها الخاصة وبشكل يبعث على البهجة والسرور والتباهي بشجاعتها لأنها تحدت المفخخات والعبوات الناسفة وتحدت رصاصات الأفكار الجامدة والنقد اللاذع من قبل البعض بأعتبار أن البلد غير جاهز للأحتفاء بمثل هكذا مناسبات والتي عدها البعض أن هذا الأحتفال يأتي من باب ( البطر) وفسرها أخرون تفسيرات أخرى عموما أن الأراء لاتعنينا بشيء بقد ر مايعنينا أن المرأة العراقية بخير حيث نظمت في العاصمة بغداد وحدها (15) أحتفالية توزعت على أماكن عدة من خريطة العاصمة أعلنت فيها المرأة العراقية عن طموحاتها وعن معاناتها وأعلت بصوتها وهي تحمل الخبز والورود بيديها لتقول متى يكون لنا خبزا وفيرا ومتى توزع الورود لنا لنزرع لكم أرض الرافدين حبا ورياحين..... شهدت ذلك بسرور وبهجة عالية لكن بقت بداخلي غصة أن المرأة في أهوار العراق لم تعرف عن هذا العيد شيء حيث سألتني أحداهن لماذا هذا الأحتفال...؟؟ وماذا يعني...؟؟ وهل لنا نحن النساء عيد لانعرفه...؟؟ فلم يكن لدي جواب لها سوى دمعة ترقرقت من عيني ولوحت لها بتحية خفية كل عام ونساء العراق بخير وكل عام ونساء أهوارنا بألف خير...!!!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com