لماذا الهجوم المتكرر على القادة الأمنيين الأبطال في البصرة؟!

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

شهدت مدينة البصرة يوم أمس السبت مظاهرة غريبة ومثيرة للريبة حشّدت لها الأحزاب المهيمنة على الساحة البصرية المظلومة (جماهيرها!) السائرة دون تفكير مدروس وراء الوازع الديني الذي تم أستغلاله بشكل رهيب وغير منصف! وأذا كان التظاهر يشكل حالة حضارية تهدف الى أحداث تغييرات أيجابية في مجمل الوضع العراقي المتردي فأن المندفعين لاشعوريا في تلك المظاهرة ظلوا يقرعون الطبول وفق نغمة واحدة مملة—فشل الأجهزة الأمنية في أداء واجباتها ، وهم يقصدون بالطبع السيد قائد شرطة البصرة الرجل الشجاع اللواء الركن عبدالجليل خلف ومعه القائد العسكري الأعلى في المحافظة البطل الفريق الركن موحان الفريجي!

وأذا كانت الأحزاب الدينية والتجمعات المنظوية تحت ردائها هي المحفزة لمثل هذه التحركات التي تم توقيتها (بدقة!!) أستباقا لأنتخابات المحافظات القادمة فأن أهل البصرة يعلمون جميعا أن الأعمال الأجرامية التي خرجت تلك الأحزاب تستنكرها وتشجبها هي في واقع الحال من تدبير الميلبشيات التابعة لتلكم الأحزاب وأن أشخاصا يعملون بأسمها يتصرفون بشكل مناف لأبساط القواعد الأخلاقية والألتزامات الدينية الحقيقية! أما مظاهر الأستهتار والسرقات العلنية من قبل المسؤولين الذين ينتمون الى تلك الأحزاب فأصبحت من المظاهر العادية التي لاتحتاج الى أثبات أو أيراد الدليل!

غريبة أذن تلك الأصوات الداعية الى أزاحة القائدين الأمنيين في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البصرة التي عانت الأمرين بعد سقوط الطاغية ؛ فهل يعقل أن تترك الأحزاب (الدينية) مجللة بأسلحتها دون سيطرة للدولة أو الجهات الأمنية المسؤولة في المحافظة؟! وكيف يتمكن القادة الأمنيون من أداء عملهم بمهنية عالية وتجرد وأستقلالية وشفافية وسط خرق فاضح لكل ماهو قانوني وأصولي وبشكل مقرف وشنيع؟ أنها مصيبة البصرة المستديمة مع الأسف الشديد!!

وسط هذه الأجواء المشحونة جدا، حيث يعبث الذين يدعون الأنتماء الى الأحزاب الدينية بمقدرات البلاد والعباد، يتعين على الدولة أن تتدخل بكل ثقلها وهيبتها لأعانة القائدين الأمنيين البطلين في البصرة ، والعمل دون أبطاء لفرض القانون وهيبة الدولة وتخليص أهالي البصرة المظلومين من دكتاتورية الأحزاب الدينية الجديدة المدعومة من بعض دول الجوار العراقي المجرمة بحق العراق والسعي الحثيث لدعم المثقفين من أدباء وفنانين وأساتذة جامعيين بعد أن تسيّد الجهلاء الوضع العام وعبثوا وقتلوا وسرقوا حتى التخمة. أما البطلين اللواء الركن عبدالجليل البهادلي والفريق الركن موحان الفريجي فنقول لهما: أمامكا فرصة تاريخية لاتعوض لنصرة الفقراء والمحرومين ومحاربة المجرمين والقتلة العتات. أنه دربكما الصحيح لأحقاق الحق وأزهاق الباطل والتمثل بالأمام علي (ع) وشهيد الطف الحسين سيد الشهداء (ع). أما أنتم ياأهل البصرة الأبطال فأسمعوا وعوا ولاتنقادوا الى أقوال المفسدين والمستغلين للدين في الأنتخابات القادمة. عليكم في البحث عن الأشخاص المثقفين البعيدين عن جحيم الأحزاب الدينة الجديدة التي لم تسيء الى نفسها فحسب أنما أساءت الى الدين الأسلامي الحنيف نفسه! أنه الموقف المبدئي أمام الله تعالى وأمام الضمير الأنساني فضلا عن حب العراق الكبير.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com