|
|
|
مُلخَّصَ تقييمٍ لعلاقةِ بلدين شقيقين !!! الزيارة ُ التي قام بها الرئيسُ الأيراني محمود احمَدي نجاد الى بغدادَ تعتبرُ ذاتَ اهميةٍ وخصوصيةٍ لما تحملهُ من اهدافٍ وطموحاتٍ تتعلق بتوثيق أفضل ِالعلاقاتِ ما بين العراق وايران، وقد جاءت تلبية ً لدعوةٍ رسميةٍ لهُ من قِبل رئيس جَمهوريةِ العِراق المُفدى جَلال الطالباني . فالزيارة على الصعيدِ الأعلامي الرسمي وغيره كانت ُتفسَّرُ على أنها زيارة توثيق علاقات وتعاون وحسن نوايا وتأكيدِ مَصالح .... الى ما هناك من نفسيرات إعلامية بلهجةٍ دبلوماسيةٍ ناعِمة . ولو أردنا فضح اللهجة الأعلامية هذه سنجد أن هناك مواراة تحت رمادِ هذه اللجهة بالتكتم على (جوهرةٍ) عملا بالتقيةِ السياسيةِ في مرحلةٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ صعبةٍ وحرجةٍ يمرانُ بها البلادُ والشعب، ولأن زيارة رئيس إيران خذلت كلَّ الحكوماتِ الرجعيةِ للدول ِ الأقليميةِ كما هم خذلوا العراق عن عَمد، وجَعلتهُم في ميزان ِ شعوبهم والعالم، والشعبِ العراقي على الخصوص فحَسبَتهم أوباشىً لا قيمة َ لهم ولو بضرطةِ عَنز. كان اعتقادُهم أن العراقَ سَيَهوي في مستنقعِهم الذي أعَدوهُ شرَكا ووشاية . فما بعدَ سقوطِ نظام صدام المُستبد حَسبوا لأنتصار إرادةِ الشعبِ العراقي ألفَ حساب، وتهيأوا للنيل من إرادتهِ . غير أن المعادلة العراقية القائمة لا يُمكن كسرها، أو تغيير أرقامَها بسهولةٍ مادامَ العراقُ يَحرسُه أهلهُ بعيون ٍ ساهرةٍ وقلوبٍ مُخلصةٍ وأيدٍ أمينة . هذا على الرغم من كل الذين يحاولون النيل من المخلصين (وهم قليلون) بوسائلٍ خبيثةٍ ومُختلفة . مما تقدم يمكننا القول أن زيارة الرئيس نجاد جاءت لتثبيت أرقامَ المُعادلة تلكَ على بوّاباتِ قصورِ الحكوماتِ الأقليميةِ التي سَعَت لمَسحِها أو تغييرِها . فالباحث ُ والقارىءُ المثقف الذي يُريد أن يتعرّفَ على تأريخ العراق بقديمِه وحديثهِ لا يُمكنهُ أن ينفردَ بهذا التأريخ ولم يجد بَحثهُ مُرتبطا إرتباطا وثيقا ومتلازما مع كل حركات وسكنات تأريخ أيران في الدين، والأجتماع، وكلِّ العلوم ِالحياتية الأخرى . ويكاد أن يحتفظ تأريخُنا بكامل ِ خصوصيتهِ ولم تمسَسْهُ ملامحٌ تأريخية ٌ أخرى لولا العلاقة الحَميميّة والمتواصلة والمُتراصّه هذه . أيضا، لولا شر السياسة العالمية الفاسدة، والحكمة في الطرح لنشرَت وسائلُ إعلامِنا عنوانَها أن (لا حدود ما بين ايران والعراق في كل المعايير) . العلاقة هذه تملأها القدسية ذاتَ النزعة الدينية والأخلاقية، وهي أرقى ما تتمسّك بهِ الأممُ، وتكافح من أجلِه . إن طبيعة َالسياسة الأمريكية وحلفائِها لا تتفقُ معَ مصالح ِ وسياسةِ الدول التي تسعى شعوبُها لنيل ِاستقلال كلمتِها واقتصادِها، واختيار حكومَتِهَا، وكلِّ مناحي الحياة . لذلك فأن أمريكا لا يروقُ لها التواصلَ ما بين شعبَي البلدين، العراقي والأيراني، وهي تعمل على تهيئةِ الشخصيةِ المُناسِبة للوصول الى سدّة الحُكم في العراق لِفصم هذا التواصل كما فعلت في تهيئةِ صدّام الهالك واستفحالهِ عام 1979. في نفس ِالوقت تدركُ أمريكا وحلفائُها أن عجلة َعراق ِاليوم يستحيلُ لها أن تعودَ الى الوراء، فهي الآن في حَرَج ٍمن هذه الحقيقة، وتعضُّ على أصابع الندَم في خارطةِ الطريق ِالتي رسمتها ما بين واشنطن والعراق . إن الترحيب الذي تلقاه رئيس دولة إيران في العراق من قبل العراقيين كمؤسسات مجتمع مدني ورؤساء عشائر يُعزّزُ عمقَ العلاقة، ويصادر الأبواق المأجورة التي تنعى لأفلاسها . هذا الترحيبُ يفسِّرعلى أن القادم علينا يمثل شعبا عظيما بدينهِ، وتأريخهِ، وحضورهِ، وثقافتِة . في وطننا العراق نحنُ أمة ٌ لنا الحقُ باختيار الحَياة، ولا نخضعُ باختيارِنا الى قوّة ٍ تحاولُ جرّنا لأختيارها بالفرض . وفي هذه المرحلة الحرجة التي نمرُّ بها سنعمل ما بوسعِنا لأحتيازها وقد خلّفنا ورائنَا إعمارا وبناءً وتهيأة خدمات تليق بهمتِنا وهمةِ المشاركين من دول العالم بحسن نواياهم، وعلى الخصوص دولة إيران التي يُعوّل عليها بالكثير . لقد بدأ السيد نجادُ زيارَتهُ الى بلدهِ الثاني العراق، وانتهى منها، وقد مضى عليها أياما معدوداتٍ، بينما العراقيون يتطلعون الى نتائج هذه الزيارة ( كأمر واقع ) على الأرض في السياسةِ والأمن ِ والأقتصادِ والتجارة، وكل علاقات التعاون التي من شأنِها أن ُتسهم بترميم وبناء ما تهدّمَ مِّنا . وهناك ملفاتٌ أخرى يجبُ العمل بها بالتعاون ما بين حكومَتيْ البلدين . من هذه الملفات هو ! إنهاء وجود معسكر أشرف الذي يتعسكر فيه أعضاء منظمة مجاهدين خلق الأيرانية، إذ ليس لنا نحن كعراقيين أية مصلحة تذكر في بقائِهم على أراضينا، وباعتقادِنا أنهُم غير مشمولين بقانون الحماية الأنسانية والدولية لعظم ذنوبهم التي ارتكبوها في عهد صدام البائد . وبالتالي من حق الدولتين الجارتين إتخاذ الأجراءات التي تكفل عودتهم الى وطنِهم الأم . كذلك ! العمل على وضع خطةٍ مُحكمَةٍ وصحيحةٍ من أجل القضاء على كلِّ مظاهرِ العُنف الأرهابي على الساحة العراقية كي تتعززُ مظاهرُ الأمن ِ في البلادِ، وتعودُ حالة ُ الأستقرار الى سابق ِ عَهدِها ولم يَبقَ للعسكر الأمريكي أية ُ مُبَرراتٍ لوجودِه على أرض العراق، وما نتمنى غير رحيلهِ والى الأبد . نتمنى على السيد (نجاد) أن يعودَ بزيارة ٍ الى العراق في الوقتِ المُلائم وسَتستقبلهُ الملايين من أبناء الشعب، والأطفالُ العراقيون سَيلوِّحونَ باَْعلام الدَولتين في شوارع بغداد، وشوارع المدن الأخرى . كذلك زيارته الى النجف الأشرف حيثُ مرقد الأمام علي بن أبي طالب – ع -، ومراجعِنا العِظام . إن الدورَ الذي ارتقت به إيران حِيالَ العراق، نتمنى على دولتيَ سورية وتركيا الشقيقتين أن يُعزِّزانَهُ بدور كمثله عملا منهما بمبدأ الأخوَّة وحسن ِالجوار .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |