|
وقفة على محاكمة السفاح (حاكم الزاملي) وكيل وزير القتل وكشف المستور ولو بعد حين نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين عراقيين وأمريكان إن بغداد سوف تشهد محاكمه فريدة من نوعها, إذ يمثل وكيل وزير الصحة السابق, حاكم الزاملي, واللواء حامد الشمري مسؤول حماية وزارة الصحة , أمام محكمة عراقية في الرصافة, بعد أسابيع بتهمة القتل والاختطاف لأسباب طائفية, والمتهمان كانا يعملان تحت إمرة وزير الصحة السابق علي الشمري مرشح التيار الصدري للوزارة, والذي فر إلى نيويورك بعد أن انتشرت أخبار فضائح جرائم وزارته ومرؤوسيه من قادة فرق الموت, وأفراد جيش المهدي الذين كانوا يعششون في المستشفيات والعيادات الشعبية وفي كل مؤسسات ودوائر وزارة الصحة ومنها ثلاجات الموتى! الوزير الشمري كان هروبه مفاجأة لان الذي كان يتوقعه الجميع أن يتجه شرقاً, صوب الأم الحنون طهران, ولكن تبين انه (أشطر) من رفاقه في التيار وفي المليشيات, إذ كان يعمل لجهتين متعارضتين في الظاهر: الولي الكبير والشيطان الأكبر! والمشهور أن حاكم الزاملي(علس) الوزير لدى الأمريكان, دون أن يعرف انه هو نفسه (المعلوس) وان الشمري احتاط لنفسه جيدا, حتى استحق أن يشمل بأجراء أمريكي جديد أتاح له الحصول على صفقه لاجئ مؤقت تمهيدا لقبوله بصفة(لاجئ سياسي) في أمريكا, وليس كما توهم البعض انه سوف يفتتح ويدير مكتب للشهيد الصدر في نيويورك! حاكم الزاملي مصلح الثلاجات في سوق مريدي بـ (مدينة الصدر المنورة) صعد إلى منصب وكيل وزارة, وترك الثلاجات تنعى من يسرقها ليتفرغ لمهمات أكثر خطورة وفاعلية تمهد لظهور المهدي (عج) تحت أمرة مقتدى الصدر (دام ظله)! وكان للتنسيق المنقطع للنظير بين القائد والوزير ووكيل الوزير, أثره في مقدار الدماء التي سفكت من أجساد أهل الس.., ومطاردتهم حتى بين رشوة باهظة تنفيذاً لمبدأ: (موت وخراب ديار)! حاكم الزاملي استخدم اسطول سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة ونقل المطلوبين من مجرمي جيش المهدي, وكان يقدم للمجرم المقبور (أبو درع) خرقات خاصة تستغرق 24 ساعة في النوم, لنقله حيث يشاء, أو نقل الأسلحة والذخائر إليه, أو (شحن) المختطفين إلى (خلف السدة) حيث يحاكمهم أبو درع ثم يقتلهم بعد اختبار سريع لا يزيد عن 3 كلمات: (أنت سني لو شيعي)؟ اختيار مقتدى الصدر الوزارات الخدمية مثل الزراعة, النقل والصحة, لم يكن إلا محاولة الإطباق على الشارع العراقي, والتغلغل في مفاصل المجتمع العراقي, والتأثير المباشر فيه وفي الضغط والابتزاز والمحاصرة والمطاردة باستخدام الوسائل الحكومية! نعود إلى الزاملي... فهو مثل العم علي الشمري وزير الصحة احتاط لنفسه ولكن من الجانب المادي فقط, إذ كان حول مبلغ 60 مليون دولار قبل يومين فقط من إلقاء القبض عليه داخل مبنى الوزارة, وحول المبلغ إلى مصرف في عمان باسم احد أقاربه, لكن القدر سبقه فلم يهرب مثلما هرب الوزير, الذي ربما حوله الأمريكان إلى شاهد ملك فعقدوا معه صفقة يعتبروه بها لاجئ سياسي مقابل معلومات وخدمات كشف عنها في ما بعد, ولم يتعب الأمريكان كثيراً مع حاكم الزاملي فقد اكتفوا بتعليقه من رجليه في احد قواعدهم جنوب بغداد, وما هي إلا ساعات حتى تكلم عن كل شيء يعرفه, وأفصح عن أسماء 61 مسؤولاُ متورطين بدعم فرق الموت في بغداد والنجف والسماوة. ولكن.. هل يصدق الأمريكان فيفتحون هذا الملف الدموي, وهم لم يكونوا جاهلين به, بل استثمروه وغضوا النظر عنه وهل يعني افتتاح موسم للمحاكمة الطائفية أن الأمريكان بصدد قطيعة كاملة مع فرق الموت والمليشيات الشيعية التي عاثت في الأرض فساداً طوال السنين الأربع الماضية! هذا سوف يتبين في المحكمة, التي يظهر أن شهود النفي فيها ليسوا بحجم الجرائم ولا بحجم عدد الضحايا, لان سطوة عصابات جيش المهدي لم تنته بعد والشهود التسعة الذين تحدثت عنهم الصحيفة الأمريكية, والذين نالوا الحماية الأمريكية, ثم اللجوء لن يتحدثوا بالتأكيد إلا عن حوادث محدودة كانوا طرفاً فيها, أما الآلاف من الضحايا الذين اشتروا جثث أبنائهم المثقبة بالدريلات والمقطعة الأطراف, ثم حرموا حتى من إقامة مجلس عزاء, أو العودة بعد الدفن إلى منازلهم, فمن سيكون ناطقاً عنهم, في بلد مازالت العصابات الإجرامية تصول فيه وتجول, وتجدها حيثما تذهب في المستشفى وفي المقبرة وعند الحلاق والبقال والمقهى والدائرة ؟ هو اختبار للأمريكان وحكومة المالكي, فأن تبين أن في القضية مساومة ما, فأن دماء بريئة طاهرة ستهدر, لكنها لن تضيع في النهاية! بسم الله الرحمن الرحيم (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) صدق الله العظيم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |