الرسوم المسيئة للرسول محمد
 


راغب الركابي
al-rekabi@hotmail.com

أكتب هذه المرة في هذه المسألة على نحو مغاير للمرة السابقة، وهنا لابد لنا جميعاً ان نبتعد عن الهياج العاطفي وثورات الغضب العمياء، في هذه المرة يجب ان نناقش الأمور بهدوء على أمل ان نجد أين يكمن الخلل؟ هل يكمن فينا أم في غيرنا؟ وعلينا ان نخرج من دائرة التجييش التي يخطط لها من وراء الجُدُر، فحالنا اليوم لايسر عدو ولا صديق، أصبحنا وبفعل جوقة من المهرجين والمرتزقة أضحوكة في نظر العالم، الرسوم من حيث هي سيئة ولكن لنسأل أنفسنا : هل جاءت هذه الرسوم من فراغ؟ وهل هي مجرد رؤية فنان لنبي العرب والمسلمين؟ المسألة بكل بساطة هي إنعكاس للواقع الذي نحن فيه، الواقع الذي يُكفر كل شيء ويُخطأ كل شيء، فاليهود بماهم عند جماعة المسلمين كفار يجب قتلهم وقتالهم، والنصارى كذلك كفار يجب قتلهم وسبي نسائهم !! بل وجماعة المسلمين يُكفر بعضهم بعضا، فالشيعة عند أهل السنة روافض يجب قتلهم وإنتهاك كل محرماتهم، والسنة عند أهل الشيعة نواصب مغتصبين وإنجس من الكلاب الممطورة، هذا هو الواقع ببساطه وهذا هو إعلام المسلمين الذي يدفع لسد كل منافذ الحياة، ولم يخجل المسلمون من فعلاتهم هذه، فالغرب الكافر آوآهم وأحتضنهم وأعطاهم الزاد والمأوى بل وشملهم بكل رعاية واعتبرهم مواطنيين لهم ما له وعليهم ما عليه دون تفريق، والغرب هذا آمنهم من خوف وأطعمهم من جوع بل وفتح لهم المساجد ودعمهم بالمال ليشكلوا مع بعض حياتهم يمارسون مايؤمنون به بحرية، لم يضغط ولم يشترط عليهم شيء ما، لكنهم مع الأسف لم يحسنوا الضيافة فشكلوا خلايا سرية وساعدوا الأعمال الأرهابية فقتلوا وأغتصبوا وسرقوا، ولم يغضب الغرب عليهم جميعاً ولم يأخذ كل المسلمين بما فعل السفهاء منهم، بل لاحق ووفق القانون جماعات محددة بعينها، والمؤسف إن هذه الجماعات تعيش من فضل الغرب وتتآمر عليه، فهي لم تؤمن بالحرية ولم تؤمن بالحوار ولم تؤمن بالجدل بالحسنى، بل تحمل روح العداء وتطالب بالقصاص والقتل وإثارة الفتنة، وفي الدنمارك هذا البلد المسالم البلد الذي فتح كل بواباته للمسلمين ليعيشوا به من غير رقيب، هذا البلد يحاول البعض من القتلة تحويله إلى بلد مشابه للبلدان المتخلفة، ولحد هذه الساعة لم يقرر البرلمان الدنماركي إعادة قراءة أوراق كل اللاجيئن إليه، ولم يفكر بسحب الجنسية عنهم وردهم إلى أوطانهم، وهذا الفعل لو قاموا به هو فعل مشروع وله مايبرره، فدولة قطر قد سحبت الجنسية من قبيلة باجمعها لا لشيء إلاّ لأن هذه القبيلة جذورها من المملكة العربية السعودية ولأن شيخ قطر يخالف زعماء المملكة لذلك عمد على تسفير هذه القبيلة عنوة ووضعهم بالعراء، ولم تأخذه في ذلك لائمة مع إن هؤلاء كانوا عرباً ومسلمين موحدين وكانوا من أهل السُنة وليسوا من أهل الشيعة، ولاننسى ما فعله صدام المقبور بماسماهم تبعية إيرانية حين قام بترحيلهم دون خجل وحين جردهم من كل شيء بل إنه وضع أبنائهم في السجون زيادة في المعانات والنكاية هكذا يفعل المسلمون والعرب فيما بينهم، ولم ننسى ضرب المدن الكردية بالغازات السامة في واحدة من جرائم العصر ..

الدنمارك لم تفعل هذا بل ولم تفعل بريطانيا بعد التفجيرات التي حصلت في وسط لندن قبل سنتين ولم تطرد أسبانيا المسلمين والعرب حين فجروا قطار الراكبين العزل، لكننا سمعنا منهم غير هذا سمعنا إن أسقف الكنيسة الأنكليزية طالب بجعل بعض فقرات الشريعة في القانون البريطاني هكذا يفعلون في التعبير عن قضاياهم، وهذا هو الحلم وهذه هي الحرية التي يعيشونها في الواقع من دون كذب أوشعارات زائفة، هذا عندهم وليس عندنا فعندنا تضج الأرض حين يبنى للمسيح كنيسة وتظهر الفتاوى من الشرق والغرب تُكفر من يرتبط بمسيحيه للزواج وتخرج المظاهرات إن أحدنا أعترف بدورهم في البناء والإعمار والعلم ولهذا عمد البعض منا لأسلمة العلم فكل شيء منه صار مسلماً أو تشهد الشهادتين ( فالطب مسلم والهندسة مسلمة والأنترنيت مسلم وووو) .

إننا لابد من الإعتراف إن الدين الذي يسوقه أو تسوقه الجماعات الإسلامية اليوم هو المصدر الحقيقي الذي يجعل الناس كل الناس تعترف بان محمداً يحمل على رأسه قنبلة أو بيده سيفاً، فهذا هو واقع الحال الذي يشاهده الناس من كثرة القتل والعنف والجريمة وضياع الحقوق وعدم الإستجابة لمنطق الخير والعدل والسلام، وعليه فلايجوز ان ننكر على الغير ما نفعله ونقوم به كل يوم، ألم يُقتل في العراق الإنسان المسلم على الأسم والهوية والمنطقة؟ أليس هؤلاء من المسلمين؟ أليس هؤلاء ممن يردد كل يوم أشهد ان محمداً رسول الله؟ فلاغرابه إن رأينا رجل يرسمنا على نحو إرهابي قاتل، فإذا كان محمداً ينهى عن القتل ويدعوا للحرية والسلام، فلماذا نحن نمارس بأسمه كل هذه الأفعال القبيحة؟ أليس هذا دليل على إنه هو الذي يأمرنا بذلك؟ ثم لماذا نثور حين يُقال عنا قتله ونحن بالفعل نمارس هذا كل يوم فيما بيننا ومع الغير؟ إسلامنا هذا غير إسلام الله هو إسلام المذاهب والفرق، إسلام العنف والكراهية والحقد، ثم لماذا لانشارك العالم بصدق في محاربة الإرهاب؟ ولماذا نسمح للإرهابيين ان يعيشوا فيما بيننا؟ لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com