عناصر الربح والخساره في العراق

 

 

د فيصل الفهد

fas_f2004@yahoo.com

من الامور المثيره للسخريه ما نراه ونسمعه يوميا من اخبار مصدرها امريكا صاحبة مشروع انتاج وتصدير الديمقراطيه للعالم لاسيما العربي والاسلامي...ومن هذه الاخبار ان وزارة الزراعه الامريكيه اكتشفت عن طريق فلم مسرب ان احدى اكبر منشئات صناعة اللحوم في شيكاغو تعامل الحيوانات (الابقار) بطريقه وحشيه قبل ذبحها والشك بأن قسم كبير من هذه الحيوانات مريض نتيجة سوء المعامله وهذا ما جعل الوزاره تسحب كميات هائله من اللحوم من الاسواق....ويبدو ان وزارة الزراعه لاتعمل وفق توجيهات السيد بوش لان رئيس الولايات المتحده لايكترث بتسببه بقتل ملايين من البشر دون ان يرف له رمش بينما وزير زراعته يهتم لكيفية معاملة الحيوانات قبل ذبحها رغم انها ستذبح بشكل ودي او غير ودي والباقي على البشر الذين يقتلون يوميا بسبب سياسة الاداره الامريكيه في العراق وفلسطين ولبنان والسودان وافغانستان والباكستان والصومال ووو.

والخبر الثاني هو مطالبة البنتاغون باعدام خمسه او سته من معتقلي غوانتنمو بتهمة قيامهم بتفجيرات الحادي عشر من ايلول ونحن مع العداله والقصاص من اي مجرم يرتكب جريمه بحق الانسانيه ويروح ضحيتها ابرياء!!!! وبالمقابل نتسائل لماذا لاتطالب العداله الامريكيه اذا كانت هناك ثمة عداله في امريكا الاقتصاص من السيد بوش وادارته على ارتكابهم افضع الجرائم بحق شعوب الارض لاسيما احتلالهم لدول مؤسسه في الامم المتحده وقتلهم للملايين من الابرياء وتشريد ملايين اخرى وتدمير بلدان فوق روؤس اهلها تحت حجج وذرائع كاذبه ...فاذا كان هؤلاء الذين يطالبون باعدامهم تسببوا بقتل بضعة الاف وتدمير عدة بنايات فماذا يقولون عن من دمر دول بالكامل وقتل ملايين من سكانها وسرق ثرواتها وشرد اعزة اهلها ولاتزال جرائمهم مستمره امام انظار كل العالم وليس من شريف في ما يسمى بالمجتمع الدولي يحرك ساكن ومشاهد الدم والقتل لم تعد مشهد يومي بل بالساعات ..ولاندري متى سيتحرك احد من هؤلاء الذين دوشوا الدنيا بحقوق الحيوان قبل الانسان؟ 

ان الأوضاع المزرية في العراق  تفرزجملة حقائق لم يعد بالإمكان إخفائها أو تزويرها ومنها الفشل الذريع لكل أبعاد المخطط الإمبريالي الصهيوني في العراق وانعكاس ذلك بشكل  واضح على حلقاته الأخرى.

كما تبرز الحقيقة الثانية التي ربما هي الأكثر وضوحاً وتأثيراً على الوضع المتردي لقوات الاحتلال في العراق وعجزها الواضح عن حماية نفسها من هجمات المقاومة العراقية البطلة  حيث اسندت هذه المهمه للمليشيات والصحوه وهنا لا نريد أن نقلل من شأن القدرات التكنولوجية العسكرية الأمريكية وتأثيراتها في الميدان ولكن هذه القدرات يمكن أن تفعل فعلها في حالة وجود حروب نظامية بين جيوش مقاتلة وهذا مالا يمكن أن يتحقق في العراق بسبب فطنة وإدراك وذكاء القيادات الميدانية للمقاومة العراقية هذه القيادات التي تمتلك من الخبرات والممارسة العملية والمعرفة  التفصيلة بما تستوجبه  مثل هكذا معارك مع عدو يمتلك تفوق واضح في الأسلحة كما ونوعاً وغطاء جوي وصاروخي هو الأقوى في العالم ومن هنا فإن قيادات المقاومة الذكية جداً سحبت البساط من تحت أقدام قوات الاحتلال في أهم حلقات تفوقها إلى الحد الذي أصبح فيه سير المعارك يحدد سلفاً  من قبل المقاومة وبات المحتلين في حالة دفاع والمقاومة في حالة هجوم دائم في الزمان والمكان والأسلوب ومن هنا لم يعد المحتلين يعرفون شكل ومضمون الهجوم القادم وكيف سينفذ..............إذن المبادأة   أصبحت بيد المقاومة وهذه واحدة  من أهم ملامح النصر في الحروب.

بل أن الأدهى من ذلك هو بروز وثبات الحقيقة الأخرى والتي تمثلت بالتفوق الاستخباري ودقة المعلومات وأسلوب حصرها لا سيما في العمليات  النوعيه الأخيرة  التي حصد فيه المقاومون كما كبيراً من جنود الاحتلال حيث سبق للمقاومة تنفيذ مئات وربما أكثر من هذا النوع من العمليات النوعية ذات الطابع الاستخباري الدقيق ومنها محاولات  استهداف اجتماعات معينة للقيادات العسكرية أو السياسية للاحتلال أو لعملائهم الخائنين في حالة تواجدهم القليل جداً في العراق( تخيلوا أي حكومة تلك التي لم تستطع منذ تعيينها من قبل السفاح بريمر أن تعقد اجتماعاً واحداً بكامل وزرائها بل لم تستطع أن تعقده حتى بأغلبية الأعضاء لأن أغلبهم يتنقلون بشكل مفتعل ومخجل في عواصم الدول الخائبة التي تتعاون معهم وتستفيد منهم مادياً عن طريق بعض القروض).

إذن عملية الموصل  لم تكن الوحيدة إلا أنها اكتسبت هذا الاهتمام من قبل الدعاية الأمريكية لأنها من النوع الذي لا يمكن إخفائه أولاً ولأنها تسببت بقتل أعداد كبير من كبار الضباط ولأن الأمريكيين وهذا مهم جداً تحولوا أو هكذا يبدو إلى مرحلة الصدمة  الثانية لتهيئة الشعوب الأمريكية لتقبل الخسائر الأكبر ففي حين كان المسؤولون الأمريكيين يعتمدون طريقة تكميم الأفواه في ذكر الخسائر الكبيرة لقواتهم في العراق خلال المرحلة الماضية فإن الوضع الحالي والقادم (في ظل التنافس الدعائي الانتخابي) لن يمكنهم ممارسة ذات الأسلوب فالأمريكيين لم يعودوا يتقبلوا أسلوب التعتيم الدعائي في الخسائر البشرية والمادية وبالذات عندما يتطلب من الأمريكيين تقبل مسألتين مهمتين جداً وهما زيادة معلنة في القتلى من أبنائهم ودفع ضرائب أكثر لأن تكلفة الاحتلال في العراق فاقت كل الأرقام والتوقعات.

وهذا ما جعل المجرم بوش يطالب بتخصصات إضافية  لتغطية نفقات الاحتلال (وربما يتساءل القارئ الكريم عن ثروات العراق التي يسرقها المحتلين كالنفط والكبريت والفوسفات والزئبق .وغيرها ..........فنذكر أنها تذهب إلى جيوب بوش وجلاوزته وليس إلى الميزانية الفدرالية  الأمريكية أي أن إدارة بوش تحلب العراقيين والأمريكيين وهذا ما لم يدركه الشعب الأمريكي ولا يركز عليه الإعلام الأمريكي للأسف الشديد.)

لقد كان المسؤولون الأمريكيين يتحدثون ويؤكدون أن قواتهم ذهبت في مهمة سريعة وسيعود أكثريتها خلال زمن قياسي وهذا الوهم الذي جعل بوش يطلق كذبته      المشهورة عندما ألقى خطابه الهوليودي من على ظهر إحدى حاملات الطائرات الأمريكية معلناً انتهاء المعارك بعد مسرحية إسقاط  تمثال   الرئيس  المرحوم صدام حسين( إن هذه المسرحية التي أعدتها ونفذتها إحدى شركات العلاقات العامة الأمريكية مقابل مبالغ كبيرة جداً وعبر مجموعة من المرتزقة واستخدام علم عراقي بدون عبارة الله أكبر اثارت تساؤلات وعلامات استفهام مثل ما هي علاقة التمثال باحتلال العراق أو بغداد ولماذا هذا التمثال في حين في بغداد وحدها تماثيل كثيرة  للرئيس الراحل وبأحجام كبيرة وربما قسم منها أكثر أهمية في الشكل والمضمون والحجم ) إن واقع الحال يثبت تقازم قوات الاحتلال رغم كل محاولات الترقيع الوهمي ويفابل ذلك ازدياد هائل في فعالية المقاومة العراقية من حيث دقة التنظيم وقوة التأثير وازدياد في حجم إمكانياتها وبالذات البشرية  و تنويع  تكتيكاتها القتالية وبشكل يصعب على الأمريكيين استيعابه عدا الروح المعنوية المتصاعدة للمقاومين ومعرفتهم بالأرض التي يقاتلون دفاعاً عنها وبالشعب الذي يحتضن هذه المقاومة ويلتف حولها ويرى فيها عن قناعة تامة  إنها الوحيدة التي تمثله في حين يحدث العكس بالنسبة للمحتلين...... فالعراقيين يزدادون في عملية رفضهم للاحتلال وذيوله.......... والروح المعنوية  للقوات الامريكيه في هبوط مستمر كيف لا وأنهم بدؤوا يتساءلون عن مبررات وجودهم في أرض وبين شعب يرفضانهما ليس بالإحساس فقط بل بالمقاومة المسلحة عدا اكتشافهم كذب  ادعاءات إدارتهم المجرمة بوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق وعلاقته بتنظيم القاعدة .فالموت أصبح الهاجس الذي يحبس أنفاس العلوج في وجودهم في العراق. لأنهم يتعاملون مع عدو يراهم ويتربص بهم ويقتلهم ولا يرونه أو يعرفوه ...... ..أنهم يواجهون أشباح   تضربهم     وتختفي في لحظات.

إن الأنكى من كل ما حصل ويحصل من وقائع يومية غريبة في بلدنا أن الأمريكيين وهم المعتدين الغزاة يتباكون على قتلاهم ويتألمون على مصير عوائل هؤلاء القتلى  وكثيرا ما تتناول الصحف الأمريكية الرئيسية الحديث عن الاطفال ألامريكيين الذين فقدوا آباؤهم اوجنود ماتوا قبل أن يروا أطفالهم الرضع.....وينسى الأمريكيون ووسائل إعلامهم أن عدوانهم على العراق واحتلاله  وقبلها حصارهم علينا قد أدى إلى وفاة أكثر من مليوني عراقي أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ عدا مئات الألوف من العراقيين المحتجزين في معتقلات الاحتلال وفيهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء الذين يتعرضون لأبشع جرائم التعذيب والقتل والاغتصاب وسرقة الأعضاء من أجسادهم وغير ذلك من الجرائم التي لم يعرفها التاريخ البشري هذا إضافة لآلاف حالات التشوه الخلقي في الولادات وانتشار أمراض السرطان بين الأطفال في العراق بسبب الاستخدام المستمر لقوات الاحتلال للأسلحة المحرمة التي تحوي على اليورانيوم المنضب كما أن أحداً لا يشير إلى ما تركته المواد الجرثومية والحاويات التي تلقيها الطائرات الأمريكية على الحقول والمزارع حيث أصيبت الأشجار المختلفة بأمراض لم يعرفها الفلاح والمزارع  العراقي والتي أدت إلى موت ملايين من الأشجار المثمرة عدا قيام المحتلين بتجريف آلاف الدونمات من الأراضي المزروعة المثمرة وما يتسبب كل ذلك وغيره من أضرار مادية وتدمير للاقتصاد الزراعي العراقي وهذا ما فعل وزاد من كرة العراقيين للمحتلين  وأضاف لهم مبررات كثيرة لمقاومته  ودحره والانتصار عليه..................... ربما كسب بوش وعلوجه المعركة......!!

ولكن الانتصار في الحرب من حصة الشعب العراقي ومقاومته الوطنية الباسلة ومن ورائهم الأمة العربية والإسلامية والعالم الحر فالنصر العراقي هو نصر للإنسانية وللحق وسيكون بذلك الوسيلة التي تعيد التوازن الكوني الذي افتقدته البشرية نتيجة  سياسة القطب الواحد للإدارات الأمريكية الطائشة ......والاشهر الفريبه القادمه ستشهد تغيرات ربما ستغير جوانب مهمه من المعادله في العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com