التفريط بالمصالح الوطنية لا يمكن السكوت عليه في ظل كافة الشرائع السماوية والأرضية
 

 

حميد علي

hamed.ali8@gmail.com

بعد افتضاح أمر الزيارة السريعة للرئيس الإيراني إلى بغداد، وظهور الخضوع المهين للمسؤولين العراقيين في مواجهة المطالب الإيرانية، لم يعد من الممكن السكوت على كل هذا التفريط بالمصالح الوطنية.

ويبدو أنّ رئيس الوزراء السيد المالكي ومستشاريه، لم يعد يهمهم مدى ما تلحقه إيران بالمصالح الوطنية العراقية، وإنما همهم الوحيد هو الحصول على دعم الحليف الإيراني في الصراعات الداخلية الدائرة سواء في داخل أوساط الائتلاف الشيعي، أو في الصراعات الدائرة بين الكتل السياسية العراقية داخل وخارج العملية السياسية الجارية في العراق.

إنّ المالكي والمحيطين به يتظاهرون بعدم فهمهم لما تقوم به إيران ، وهم يعرفون في قرارة أنفسهم ما تقوم به الأجهزة الإيرانية من دور تخريبي مدمر في العراق، خدمة لمصالح النظام الحاكم في طهران.

إنّ هذه المجموعة التي جاءت بها المؤامرات الإيرانية في قمة هرم النظام السياسي العراقي الحالي، ارتضت لنفسها أنْ تكون خاضعة ذليلة لإيران وللاحتلال في سبيل هدفها الوحيد وهو البقاء في مواقعها التي لا تستحقها، وبعد ذلك لا يهمها حجم المعاناة والخسارة التأريخية التي تصيب الشعب العراقي بفئاته المختلفة.

إنّ هذه الفئة تتعمد تكريس مشاعر الحقد والضغينة بين أبناء الشعب الواحد، ورفض استعداد العديد من الأطراف الوطنية لبدء صفحة جديدة بين العراقيين، وخصوصاً عبر معالجة الملابسات المرتبطة بما يعرف بقضية مداني الأنفال.

إنّ التمسك بالمواقف العدائية، والتناغم مع ما تريده وترغب به طهران لن يؤدي إلاّ إلى مزيد من التدهور في الأوضاع العراقية، وسيغلق ما بقي من أبواب ونوافذ يمكن استثمارها لمعالجة المأساة الكبرى التي يعيشها العراق أرضاً وشعباً.

إنّ المرحلة الحرجة التي يعيش في ظلها الشعب العراقي، تقتضي من المجموعات الحاكمة داخل المنطقة الخضراء أنْ تعي وتتصرف في ضوء فهم أوسع وعقل مفتوح ومشاعر غير متشنجة لمخاطبة أبناء البلد بكل مسمياتهم، ووضع المصلحة الوطنية في قمة سلم الأولويات، وعدم الرضوخ لما تريده الأطراف الأجنبية التي لا تتورع عن الحاق الضرر بكل قيمنا ومصالحنا الوطنية.

وليعلم السيد المالكي خصوصاً بأنه سيلاقي ربه عاجلاً أم آجلاً وسيسأله عما يقوم به هو أو ما يُنسب إليه، وعندها لن ينفعه موفق الربيعي أو بقية الشلة المحيطة به.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com