"اكون ولا اكون .. تلك هي القضية"

شكسبير

اصبحت الاصوات والمقالات التي تتحدث عن ايجاد ملاذ امن للمسيحيين تحت اسم"الحكم الذاتي للكلدان والاشوريين والسريان"في سهل نينوى تزداد يوما بعد اخر ، كما اصبح"كتاب مختصون"في وضع بحوث ودراسات استراتيجية وايدولوجية ودساتير وقوانين ونوع الحكم الذاتي الذي سوف يقام في سهل نينوى والملحق باقليم كردستان! وربما هناك اسماء مرشحة للمناصب الني تستحدث لـ (الحكم الذاتي) وهناك من يضيف الصابئة والارمن والشبك وبعض الايزدية الذين يختلفون بينهم في اصولهم القومية حيث يقول احدهم (وليست هناك مشكلة ان نكون اكراد ايزيدين عرب ايزيدين اشوريين ايزيدين دعونا بحالنا)!!

ومع انطلاقة هذه النداءات تاسست كيانات سياسية مركزية وفروع واغصان في عدد من دول المهجر وعقدت مؤتمرات القيت فيها خطب رنانة وطنانة وحماسية ربما الى حد الصراخ! واشعار (بالفصحى والجلفي) وقدمت فيها الشاي والنسكافيه وخلطة الكابيجينوبسكر وبغير سكر وانواع المعجنات المملحة (حتى تغزر) وغير المملحة ومنها المطعمة بالفراولة والقشطة والكاكاو!! من اجل دعم هذا المشروع في سهل نينوى! ومازال البعض يكتب بالعسل و(القيمر) بدلا من الحبرالسائل والجاف حول هذا المشروع"ايسوون الشط مرك والزور اخواشيك"واصبح هذا الموضوع الاكثر تداولا بين المسيحيين ويزداد هذا بعد كل عملية قتل وتفجير وتفخيخ واختطاف ينفذها الاشقاء من ابناء المليشيات المقيمين والوافدين ، كما هناك من لا يقبل بتاتا النقاش سلبيا بهذا الموضوع والحديث في شواهد التاريخ المعاصر وغير المعاصر!! وإلا اتهمتَ بانك متخلفْ وبالتالي يدرج اسمك بالقائمة السوداء ولا تعطى لك التاشيرة لزيارة اهلك واعمامك في كرمليس وبرطلة وبعشيقة والشيخ متي والربان هرمز عند تاسيس الحكم مستقبلا!

لنفرض معا قيام مثل هذا"الحكم"كما نفرض اختيار بلدة قرة قوش عاصمة لهذا الحكم واكيد هناك من يطالب بان تكون القوش هي العاصمة وهناك من يطالب بان تكون تلكيف هي العاصمة ولنفرض تم الاتفاق بعد عدة سنوات على ان تكون العواصم متعددة وحسب الفصول الاربعة! فكيف تتم توزيع الحقائب ومنها (السيادية والوسطية والتحتية) حيث تبدا رحلة الالف ميل مع المخاصصة والمرجعيات المذهبية والسياسية و"مفيش حد احسن من حد"!! اضافة الى التسميات!! هل نسميه الحكم الذاتي للكلدان الاشورين السريان ام السريان الكلدان الاشوريين ام الاشوريين الكلدان السريان ام نضع الواوات ام بلا واوات .... وهناك من يلعب ثلاث ورقات (سي ورق) لتقرير مصير الواوات لايجاد حل للتسمية او"نسوي طرة كتبة"!!

 لنفرض تم الاتفاق بعد عدة سنوات!! فكيف يتم تدريس لغة الام!! وباي اللهجات!! وكيف يكون الاحتفال بسنة (اكيتو)!! ووفق اي تاريخ!! اما العلم والوانه ونوعية القماش الذي يصنع منه فهذه معضلة اخرى في طريق (الحكم الذاتي) ولنفرض ايضا تم الاتفاق على كل هذه خلال عدة سنوات! واذا رشح اكثر من واحد لرئاسة"الحكم الذاتي"فكيف يتم الاختيار! الاكبر سنا ام الاصغر ام كالتجربة اللبنانية بلا رئبس ولا وجع راس!

هناك عدة اسئلة ولكن السؤال الاهم لماذا هذا الحكم ولماذا الحاقه بكردستان!! واي وضع يكون في نظام كردي قومي!! وكما هي الاسئلة متعددة ومتشعبة كذلك هي الاجوبة متعددة ومتشعبة منها متطرفة ومنها معتدلة ومنها لا منها ولا عليها!! ومنها اني شعلية!!

 وقبل ان نجيب علينا ان نقرا ما يلي :

يقول القيادي الكوردي فوزي الاتروش : لنا الحق في إقامة الكيان القومي على أرض كردستان.

 اما فرهاد عوني – نقيب صحفيي كردستان فيقول : ان كردستان ليست جزءا من أراض عراقية وأراض عربية وإنما كردستان الجنوبية جزء من كردستان الكبرى .

واما السيّد الملا بختيار القيادي الابرز والمشرف على مكاتب العلاقات الخارجية في الاتحاد الوطني الكردستاني فقال : لكن التركمان والكلدواشور هم مقيمون في كردستان ولهم حق المواطنة الكاملة فيها، ولكن ليست لهم اي ارض تركمانية وكلدواشورية في كردستان والعراق.

هذه وجهات نظر الشخصيات الكردية ، وكلها تدور حول الشعب الكردي وارض كردستان وكردستان الكبرى ، والارض ارض كوردية!! فاين المسيحيين من وجهات النظر هذه!! الم يتبادر لاذهان هؤلاء اللاهثون والراكضون والمنظرون سؤالا بسيطا ؟ اذا لم تكن كردستان جزءا من العراق فما علاقة المسيحيين العراقيين بكردستان!! ام سوف يتم اعادة كتابة التاريخ من جديد وعلى متنه انواع من تشويه الحقائق وتزويرها ويقرأ اولادنا واحفادنا عن امجاد وبطولات سمكوآغا ومحمد الرواندوزي (مير كور) كابطال القومية ويقف اللاهثون دقائق حداد على روحهما ويصبحون"الاكراد المسيحيين"!!

 واين المفر من لعنة التاريخ!