|
"صحوة الضمير العربي" .. هذا هو اسم العمل الفني الثاني للمخرج الفلسطيني احمد العريان الذي قدّم من قبل أوبرت "الحلم العربي" وقد كانت الأمة العربية تردده ليل نهار في المقاهي والأسواق وفي سيارات الأجرة والحافلات فترة التسعينات. تحدثت كلمات هذا الأوبريت عن وحدة العرب وحلمهم في رص صفوفهم ومحاولة إصلاح أحوال عالمهم المتردية، وبعد عقد من الزمن لم يستطع "الحلم العربي" ترجمة معاني كلماته إلى حقيقة على أرض الواقع، بل تلاشت تلك الأحلام وتحول إلى كابوس بعد أن (ماتت قلوب الناس.. ماتت بنا النخوة..يمكن نسينا بيوم إن العرب إخوة!) حسب عبارات العمل الثاني الذي تطرق لأحداث العراق وفلسطين ولبنان والكثير من المجازر والأعمال الإرهابية التي ضربت العالم بأسره، العراق الذي نسى أو تناسى معظم حكام العرب وشعوبهم أنه وشعبه جزء منهم وبعد إن أثخنوه قتلا ودماراً، وقد نهشت قطعان الغدر بأبنائه منذ سقوط النظام ألصدامي في التاسع من نيسان (ابريل) 2003 وحتى الساعة و الشاهد على ذلك هو وقوع الكثير من انتحاريي وإرهابيي الوطن العربي خاصة من السعودية العربية بيد الأجهزة الأمنية العراقية لهو الدليل البين والواضح على كذب هذا العالم النائم على جراح العراقيين. لم تخلو شوارع بغداد من المارة الذين كانوا منشغلين بلملمة أشلاء ضحايا انفجار ضاحية الكرادة الخميس الماضي 7_3 2008 حيث أودى بحياة العشرات من الشهداء والجرحى المظلومين عشية عرض الاوبريت الذي يدعو إلى صحوة الضمير العربي! كما هو الحال في غزة التي خلت شوارعها من الناس عند عرض هذا العمل وقد قال مخرجة العريان انه حرص على أن يكون الشعب الفلسطيني أول الشعوب العربية التي تشاهده والسبب كما ذكر هو لرفع معنويات المواطن الفلسطيني الهابطة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر عليه .. فكلما هبطت عندنا المعنويات ندعو المغنين والمغنيات كي يتحفوا العربي بأغنيات ترفع بها الهمم والهامات، ولو بقطع هامات العراقيين من الوريد إلى الوريد. 30 فناناً وفنانة عرب ناشدوا ضمير الحاكم العربي كي يصحو من سباته.. و بعد سنوات من مشاهد القتل المروعة والخراب والويلات وآخرها ما تناقلته وكالات الإنباء من دعم ليبي للإرهاب داخل العراق ومعلومات عن وجود كتيبة تدعى الفاتح يقودها نجل رئيس ليبيا سيف الإسلام ألقذافي! التي تعمل على قتل العراقيين وترويعهم وهي مشكلة من عناصر مدربة على الذبح والتفخيخ والأحزمة الناسفة ،وقد أكد ذلك الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي قبيل افتتاح مؤتمر البرلمانيين العرب الثالث عشر في مدينة اربيل شمال العراق، داعيا في الوقت نفسه ليبيا الكف عن دعم العمليات الإرهابية على الأراضي العراقية!! نعم ذكّر فنانو العرب ساستهم بأن ضمائرهم قد ماتت عندما تركوا العراق وشعبه نهباً لعصابات القاعدة الإجرامية التي تعدت على الله ورسوله والإنسانية تحت زعم المقاومة والجهاد وقد كفّروا أهل العراق كي يحلو سفك دمهم! لقد جاء متأخراً تصريح الأمين العام لاتحاد البرلمانيين العرب نور الدين بوشكوج حينما اعترف بتقصير العرب قائلا إن غياب الأمة العربية كان خطأً فادحاً وانه يحمل رسالة تضامن واعتذار للشعب العراقي على عدم حضور الأمة العربية في العراق طيلة الفترة الماضية!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |