|
في بداية العام الدراسي الحالي قامت وزارة التربية بتغيير قراءة الصف الأول الابتدائي وإعادة طبعها بحله جديدة ، فكانت موضوعاتها شامله ومتماسكة من نواحي كثيرة استطاعت أن تحذف الكثير من المفردات والجمل التي تدل على معاني خاوية باليه وإبدالها بمفردات أكثر جمالا وأفضل تعبيرا عما سبق، تتناسب مع خيال طالب المرحلة الابتدائية كما إنها حذفت الكثير من الموضوعات التي تتغنى بحب القائد الأوحد وتوجهاته العدوانية من خلال ترسيخ مفاهيم العنف ودعوات الحروب التي أفسدت عقل الطالب وأجبرت المعلم على انجراره إلى حيث لا يرغب فمنهم من كان ببغاءا يردد ما يسمع ويقرا ومنهم اندفع إلى ذلك من غير أن يدري أو لا يدري، وكان هذا التغيير له أسبابه التربوية والسياسية في مرحله العراق الجديد الذي يتطلع إلى الديمقراطية ولابد لنا أن نشجع على ذلك نحن التربويون عسى أن تكون فاتحة خير لكل العراقيين الذين لاقوا ما لاقوا من ممارسة ادوار التخريب وأكثرها أثرا هو تخريب العقول التي ابتلت به هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ العراق ولكن ما يلفت النظر في هذه القراءة إنها مرسومه ومكتوبة بأسلوب يدعو إلى استخدام الطريقة المقطعية بدلا من الطريقة الهجائية ولست متحيزا إلى أي من الطرق ولكن لابد لي أن أشير كما هو رأي الكثير من المعلمين والمختصين الذين ينحازون إلى الطريقة الهجائية لما تركته من اثر تعليمي بارز له معطياته الكثيرة وإذا كان السبب لهذا التغيير هو انخفاض مستوى الطلاب وهذا ما ملاحظ ألان في طلاب مدارسنا فالسبب كما يعتقد الكثير يرجع إلى الظروف الاجتماعية والسياسية والنظام التربوي المتبع آنذاك ليترك لنا طالبا لا يستطيع القراءة والكتابة وهو في مراحل متقدمة وأسباب ذلك كثيرة نستطيع إيجازها بما يلي: 1- تردي البنايات المدرسية إلى الحد الذي يؤدي إلى إفشال الأهداف التربوية. 2- فقدان هذه البنايات إلى الكثير من المستلزمات التربوية المهمة كالمكتبات والساحات الرياضية وقاعات المرسم والحدائق المدرسية التي تهيئ الجو الملائم لنجاح العملية التربويه. 3- فقدان المدارس للكوادر المتخصصة في مجالات التعليم الأخرى كعلم النفس والإرشاد التربوي الذي لم يأخذ دوره المناسب أبدا ولحدالان. 4- الاختيار غير المناسب للإدارات المدرسية التي لم تؤدي دورا ملموسا في رفع المستوى العلمي بل حققت تراجعا ومع هذا بقي البعض منهم متمسكا بالإدارة أدى إلى عدم انضباط الدوام في المدارس. 5- ضعف دور الأشراف التربوي والاختصاصي والذين لم يجد البعض منهم آذان صاغية لمقترحاتهم أو عدم انصياع المعلم أو المدرس لتوجيهاتهم التي اكتسبوها من خبرة طويلة في مجالهم التربويز. 6- ضعف دور الأسرة في متابعة الأبناء بسبب الظروف المعيشية التي تتطلب غياب الكثير من أولياء الأمور عن البيت مما يؤدي إلى انفلات الكثير من الطلاب عن مواصلة الدروس ومتابعته. 7- الدوام المزدوج الذي فرض بسبب ظروف قهرية وقلة الحصص المفروضة في المنهج أدى إلى اختزال أوقات مهمة من الوقت المحدد للحصة الواحدة. 7- عزوف الكثير من الخريجين عن العمل في دوائر الدولة آنذاك بسبب تدهور الأوضاع المعاشية للموظف سبب خيبة أمل لدى الطالب دفعته إلى عدم اهتمامه في الدراسة حيث يرى الكثير من الناس على إن الشهادات الدراسية ما هي إلا وسيله للكسب المادي لا اكثر. هذه الأسباب وغيرها الكثير أدى إلى ضعف عملية التعليم بالعراق وعدم تحقيق أهدافها التربوية والمهنية ، لذا فان المجتمع عموما ومؤسسات الدولة خصوصا تشكو من ضعف الخريجين في تأدية مهامهم العلمية والمهنية لاسيما وان المراحل المتقدمة في الدراسة ترمي الكرة في ملاعب المراحل الأولى من التعليم إلا وهي المرحلة الابتدائيه.لذلك نقول إن هذا القصور جاء ليس بسبب استخدام الطريقة الهجائية وإنما للأسباب الأنفة الذكر ، هذا وان للطريقة الهجائية دور أساسي في تعلم الطالب وحفظه للحرف والكلمة ، عندما تنتقل به من الجزء إلى الكل على عكس الطريقة المقطعية في القراءة التي تنقل الطالب من الكل للجزء لان نغمة الترديد في الطريقة الهجائية تحتاج إلى مساحه زمنيه تجعل الطالب يركز على متابعة الحرف لينتهي بالكلمة أما الطريقة المقطعية فإنها سريعة التنقل ولا تحتاج إلى وقت مطول وعليه إذا استطعنا معالجة الأسباب المذكورة ولم يتحقق الهدف المنشود يمكننا استبدالها بإحدى الطرق المناسبة ولابد لنا أن نعتقد بان ليس كل ما هو جديد هو الأفضل ولا ضير أن نتعرف على كل جديد.لان تغيير أنماط التعلم في المراحل الأولى إذا كان غير مجديا يترك أثرا تخريبيا لا يمكن إصلاحه وبذلك نفقد أجيالا عندما نعيق فهمهم لأساسيات التعليم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |